أزمة ''التحالف الاشتراكي''.. المستقيلون: الحزب خالف أهدافه.. وشكر: لن ننهار
كتب- عمرو والي:
دبت الخلافات حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، ما أدى إلى موجة استقالات جماعية من الحزب التي تأسس في أعقاب ثورة ٢٥ يناير، تلاها استقالات فردية كان أبرزها استقالة خالد علي، نائب رئيس الحزب للعمل الجماهيري، الأمر الذي رآه محللون يشكل تهديدا لأحد الأحزاب لليسارية في الحياة السياسية المصرية.
''كيان جديد ''
أوضحت مني عزت، أمين الإعلام السابق، بالحزب وأحد المستقيلين، أن تلك الاستقالات جاءت بعد مناقشات طويلة على جميع المستويات التنظيمية داخل الحزب، لافتة إلى أن المجموعة المستقيلة ستعمل على إيجاد كيان يساري معارض يعمل على تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى قطاعات واسعة من المجتمع المصري.
ونفت عزت، في تصريحات لمصراوي، وجود أي اتصالات من الحزب للحوار أو النقاش، مشيرة إلى أن هناك عددا من المناقشات وجلسات الحوار للترتيب لتأسيس كيان جديد لم يتم الاستقرار على شكله سواء حزب أو حركة وتحديد المهام التي سيقوم بها.
وأوضحت أن الخلاف الأساسي جاء من طبيعة الدور المنوط بالحزب القيام به والتحول فيه حيث بدأت المشكلات منذ انعقاد المؤتمر الأول في مارس الماضي، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة أظهرت بعض التناقضات الإيديولوجية داخل الحزب بما يخالف الأهداف التي أنشئ من أجلها.
وأشارت إلى أن أهداف الحزب كان من المفترض أن تسلك طريقين الأول عبر مجموعة تمتلك التصورات الفكرية والسياسية لقيادات تقود الحركة الجماهيرية، والثاني من خلال احتضان الشباب الثوري وجذب الجماهير لتحقيق نوع من التنوع الفكري والسياسي منفتح على المجتمع ويتسق مع مشروع اليسار وأهدافه الممثلة للثورة.
وقالت مني عزت إن عجز الحزب عن بناء مواقف سياسية تتفاعل مع متغيرات ما بعد 30 يونيو وقيام مجموعة هيمنت على الحزب باتخاذ موقف مهادن للدولة، حسم الأمر بالنسبة لمجموعة المستقيلين.
بينما أرجع رامي صبري عضو اللجنة المركزية للحزب وأحد المستقيلين، أن السبب الرئيسي في تقديم تلك الاستقالات هو سيطرة مجموعة بيروقراطية على قيادة الحزب، مشيراً إلى سيطرتها على كل شيء دون نقاش مع القواعد الحزبية من الشباب.
وأضاف صبري لمصراوي أن الحزب أعلن منذ البداية عن تأسيس تيار يمثل اليسار الجديد إلا أنه فشل في تحقيق استقلال لليسار بما يتناسب مع الثورة المصرية ولكن النهاية جاءت سريعاً بعد الخلافات التي ظهرت بين جيل الشباب والقيادات صاحبها صعوبة في تطبيق آليات الحوار والديمقراطية داخله .
''لن ينهار''
من جانبه، أكد عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن الحزب لن ينهار جراء تلك الاستقالات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المجموعة التى استقالت ستؤثر على الحزب بالطبع.
وضمت المجموعة المستقيلة عدداً كبيراً من قيادات الحزب وأعضاء من اللجنة المركزية والمكتب السياسي.
وأعرب شكر في تصريحات لمصراوي، عن شعوره بالألم جراء الاستقالات، وقال ''هم في الأساس أصدقاء وزملاء''.
وشدد شكر على أن الحزب متمسك بأعضائه ومعتز بهم وبدورهم في بنائه، مشيراً إلى أن اللجنة المركزية بالحزب دعت الأعضاء المستقيلين للاجتماع لمناقشة آرائهم ومحاولة الوصول لتوافق.
وأكد شكر على أن الهيكل الأساسي للحزب موجود في أكثر من 23 محافظة بالجمهورية لافتاً إلى أنهم رفضوا هذه الاستقالات وحاولوا النقاش معهم وإثناؤهم عنها.
وعن استقالة خالد علي المرشح الرئاسي السابق، قال شكر إنه تقدم باستقالة فردية من أسبوعين ولم يعلن عنها في وسائل الإعلام لأنه حريص على الحزب وعلاقته بأفراده ورفضنا استقالته ولكن موقفه النهائي هو الانسحاب.
''خلافات تنظيمية''
ونفى شكر جميع الأسباب التي ذكرها المستقيلون، مشيراً إلى أن الحزب تم بناؤه على أسس ديمقراطية، ووسائل الحوار مكفولة للجميع والقرار يتم اتخاذه داخل الحزب بعد مناقشات واسعة على كافة الأصعدة.
وقال شكر إن من يملك وجهة نظر مخالفة يطرحها داخل الحزب، ويقاتل من أجلها.
وعاد شكر وأكد أنهم يسعون لتفادي أخطاء مرحلة التأسيس وسيتم تشكيل لجنة لإصدار بيان تأسيسي للحزب حول موقفه السياسي من الأوضاع الحالية تفصيليا.
ويرى شكر أن كل هذه الخلافات أمور'' تنظيمية '' يمكن أن تحل عن طريق المناقشات الداخلية، وليس بالاستقالات، مشيراً إلى أن المستقيلين أكدوا تمسكهم بقرار الاستقالة بشكل نهائي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: