إعلان

استغلال ما يقرب من ثلث القصر في جنوب الصحراء الأفريقية في العمل القسري

04:21 م الأحد 24 نوفمبر 2013

ليلونجوي - ( د ب أ ):

في ذروة موسم حصاد محصول التبغ في مالاوي، تكتظ حقول البلاد الخضراء بالأطفال الصغار الذين يقطفون الاوراق الكبيرة ذات اللون الأخضر الفاتح. والبعض يستطيع أن يدرك أن أعمارهم ربما لم تتعد أصابع اليد الواحدة.

ويبلغ أولوفالا، أحد هؤلاء الأطفال، من العمر خمسة أعوام. ويعمل أولوفالا جنبا إلى جنب مع أخوته الستة، الذين تقل أعمارهم جميعا عن 15 عاما، كل يوم في حقول مقاطعة كاسونجو الريفية، وهي أحدى المقاطعات الرئيسية لزراعة التبغ في المنطقة.

وعندما سئل أولوفالا عما اذا كان سيذهب إلى المدرسة في العام المقبل، هز كتفيه، في إشارة إلى أنه ليس لديه فكرة .

ويعتبر مصير أولوفالا مجرد واحد من بين ملايين، في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، المنطقة صاحبة أعلى معدل لانتشار عمالة الأطفال في العالم. ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإن ما يقرب من 30 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما في المنطقة يتوجب عليهم القيام بأعمال خطرة.

وهم يعملون غالبا في نوبات عمل لمدة 12 ساعة من أجل الحصول على دولار واحد أو أقل، إذا ما حصلوا على مقابل عملهم في الأصل.

وتعتبر الصومال البلد الأشد تضررا في المنطقة مع انخراط 49 في المئة من أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما في سوق العمل - في ظل ظروف تؤثر على صحتهم وتعليمهم وتنمية شخصيتهم- وفقا لصندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (يونيسيف).

ولا تتخلف دول تشمل كل من بنين والنيجر وزامبيا وبوركينا فاسو وكوت ديفوار كثيرا عن الركب. كما أن بعض أفقر دول المنطقة، مثل إريتريا والسودان، لا ترصد نسبة عمالة الأطفال على الإطلاق.

وعلى الرغم من أن معظم البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى قد وقعت معاهدات دولية بشأن عمالة الأطفال، إلا أن القليل منهم فقط من صدق عليها وحتى الأقل من طبقها بالفعل. وتعني اللوائح الوطنية الضعيفة وضعف عملية إنفاذ القانون أن الأطفال يفتقرون إلى الحماية الكافية.

ويقول جوست كويجمانس، وهو خبير في مجال عمالة الأطفال باليونيسيف، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "في أفريقيا، ترى بيئة سياسية أضعف مما هي عليه في مناطق أخرى. ضعف التعليم والنظم الاجتماعية، يزيد من صعوبة تنفيذ تدابير فعالة لمكافحة عمالة الأطفال ".

وعلى الرغم من أن انتشار الفقر على نطاق واسع وزيادة النمو السكاني وفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.أي.في) وانعدام الأمن الغذائي يجبر الأطفال على العمل، إلا أن الاضطرابات السياسية والصراعات تزيد من تفاقم المشكلة.

وتقول كاثي جروينينديك، المديرة التنفيذية لمنظمة "أطفال واثقون خارج النزاع" غير الربحية ومقرها جنوب السودان، البلد الذي ظل يعاني من الصراع الداخلي لسنوات، إن "انهيار النسيج الاجتماعي هو السبب الرئيسي وراء عمالة الأطفال، هناك عدد كبير من الآباء والأمهات يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة ويجبرون أطفالهم على العمل".

وتنتشر عمالة الأطفال بشكل خاص في العمل الزراعي وأنشطة التعدين والعمالة المنزلي وممارسة البغاء.

ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإنه خلال ذروة موسم قطف ثمار البن في كينيا، فإن أعمار ما يصل إلى 30 في المئة من جامعيه تقل عن 15 عاما.

وفي منطقة الساحل، التي تمتد عبر أجزاء من مالي وغانا وبوركينا فاسو والنيجر ، يشكل الأطفال ما يقرب من نصف إجمالي العمال في المناجم صغيرة الحجم.

وتقول جوليان كيبينبرج، الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان، "هؤلاء الأطفال يخاطرون فعليا بحياتهم.. إنهم يحملون اوزانا أثقل من اوزان أجسامهم، ويتسلقون إلى فتحات مناجم غير مستقرة ويلمسون ويستنشقون الزئبق، أحد أكثر المواد السامة على وجه الأرض".

وفي تنزانيا، أيضا، يحفر الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثمانية أعوام 30 مترا تحت الأرض بحثا عن الذهب، دون وجود إضاءة أو تهوية مناسبين فضلا عن خطر الانهيارات.

ويقول آدم، البالغ من العمر 17 عاما لمنظمة هيومن رايتس ووتش "ظننت أنني ميت"، واصفا الحادث الذي وقع له في منجم تعدين العام الماضي. لكن الحادث لم يثن آدم، الذي بدأ العمل بالتعدين في سن الثانية عشر، من الاستمرار في العمل في نوبات لمدة 12 ساعة مقابل كيس من الصخور، إذا حالفه الحظ، قد يحتوي على النذر اليسير من بقايا الذهب.

وعلى الورق، لدى تنزانيا قوانين صارمة تحظر عمل الأطفال في التعدين، ولكن، كما هو الحال في العديد من الدول الأفريقية، بالكاد يتم تنفيذ هذه القوانين. وبالتالي فإنه وإلى حد كبير يقع على عاتق منظمات الإغاثة أن تقوم بإنقاذ هؤلاء الأطفال.

وفي غانا ، يدير جيمس عنان، العامل السابق الذي تم الاتجار به وإجباره على العمل كصياد سمك حينما كان يتراوح عمره بين ستة وثلاثة عشر عاما، منظمة "تشالنجينج هايتس" غير الهادفة للربح والتي ساعدت أكثر من ألف طفل خلال الثمانية أعوام الماضية.

ويقول عنان لوكالة الأنباء الألمانية "أشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب مواجهتنا لهذه المشكلة في وقتنا الحاضر وهذا العصر. أسوأ شيء هو أن عمالة الأطفال في أفريقيا يتم التعامل معها من قبل العديد كجزء من الحياة الطبيعية".

وأضاف عنان "الحكومات لا تريد أن ترى أن عمل الأطفال هو التحدي الرئيسي الذي يقف أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قارتنا".

وحتى تفي حكومات المنطقة بالتزاماتها القانونية، سيظل الأطفال يتعرضون لأعمال خطرة، مثل استير البالغة من العمر سبع سنوات التي تكافح يوما بعد يوم في أحد محاجر الحجر الجيري في زامبيا .

وتقول الفتاة بهدوء خلال محاولتها لسحق صخرة بمطرقة حديدية ضخمة "لا بد لي من مساعدة والدتي، وإلا ستعاني كثيرا".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان