إعلان

محاكمة مرسي.. هل تتسبب في قطع العلاقات مع تركيا؟

08:35 م الأربعاء 06 نوفمبر 2013

 

كتب- محمد أبو ليلة:

بعد ساعات من أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، الإثنين، كان حزب البناء والتنمية في تركيا يختتم أحد اجتماعاته، وحينما صعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على المنصة ليلقي كلمته، قال: إن إشارة رابعة التي يرفعها أنصار مرسي ليست رمزاً للقضية العادلة للشعب المصري فقط ، بل أصبحت علامة تندِّد بالظلم والاضطهاد في كافة أنحاء العالم.

بعدها بدقائق أصدرت الخارجية التركية بيانا طالبت فيه الحكومة المصرية بالإفراج عن كل السجناء السياسيين بمن فيهم مرسي، وقالت: إن تركيا وقفت دائماً إلى جانب مبدأ الشرعية، في إشارة إلى أن مرسي هو الرئيس الشرعي.

تصريحات تركيا قوبلت برفض شديد من الخارجية المصرية والتي أصدرت بيانا تؤكد فيه أن ما تفعله تركيا يعتبر تدخلا صريح في الشأن المصري، حيث قال السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي أن تصريحات أردوغان تعتمد على تزييف حقائق الأوضاع في مصر، وتحدى إرادة الشعب المصرى.

يري مراقبين أن العلاقات بين مصر وتركيا ذاهبة إلى طريق مسدود، ولا سيما ان العلاقات متوترة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وحتى الأن بسبب موقف تركيا مما حدث في 30 يونيو والذي تعتبرها تركيا انقلابا عسكريا.

قطع العلاقات

حيث يري الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن العلاقات في طريقها للانقطاع، وطالب في تصريحات خاصة لمصراوي الحكومة بالإسراع في قطع العلاقات مع تركيا وقطر وتونس، باعتبار هذه الدول تعمل ضد مصر.

في الوقت نفسه علق زهران على تصريحات أردوغان الأخيرة قائلا ''أردوغان بدل ما ينصحنا ينصح نفسه الشعب التركي مظلوم بوجود أردوغان وجماعته في السلطة هناك''، معتبرا ان أردوغان كان مستبدا في أحداث ميدان تقسيم والتي راح ضحيتها 10 أتراك، و8 آلاف جريح.

وشدد على ان ما تفعل تركيا هو تدخل سافر في الشأن الداخلي المصري، معتبرا ان تركيا تقوم بذلك باعتبارها تسدد فاتورة تعاطفها مع جماعة الإخوان ومركزها في مصر، كما أن تركيا تعمل بالوكالة مع أمريكا وأوروبا، لأن تركيا أصبحت الراعي الأول للتنظيم الدولي للإخوان وأردوغان يسمح الأن بأن تدنس أرض تركيا، بأعضاء الإخوان، بحسب قول زهران.

ووافقه الرأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة حينما أكد في تصريحات خاصة لمصراوي، أن ما قاله أردوغان مؤخرا يؤكد أن الموقف الذي اتخذته تركيا منذ بداية الأزمة مازال كما هو وبالتالي التوتر يسود العلاقات المصرية التركية.

لكنه توقع ان تستمر العلاقات بين البلدين قائلا: ''ستبقى العلاقات المصرية التركية في حدودها الدنيا خلال هذه الفترة إلى أن تتعرف تركيا بشكل أدق على حقيقة الوضع الحادث في مصر وتغير سياستها ومواقفها لأنه ليس من المتوقع أن تؤدي هذه التصريحات إلى تحسين العلاقات''.

فشل حلم أردوغان

ويعتقد نافعة أن كلا البلدين حريصين على عدم تخطى العلاقات خطوط حمراء محددة بسبب وجود مصالح مشتركة، مضيفا ان الخلاف في الرأي لا يجب أن يؤدي إلى تدمير كل المصالح المشتركة.

وطالب بالحرص على إبقاء العلاقات بين البلدين مع عدم تدخل تركيا في شئون مصر والرد عليها إذا ما تجاوزت هذه الخطوط الحمراء.

القيادي بالتيار الشعبي أمين اسكندر قال لمصراوي تعقيبا على تصريحات تركيا أن أردوغان كان يحلم بقيادة مشروع الشرق الأوسط الجديد، كدولة إسلامية سنية كبيرة والإخوان في مصر كانوا سيساعدونه لكن هذا الحلم فشل، وأصبحت تركيا تصارع في المنطقة مع إيران.

واعتبر ان وصف تركيا لمرسي وباقي متهمي الإخوان بالمعتقلين السياسيين ''خاطئ''، لأنه على حد تعبيره لا توجد اعتقالات، مضيفا ''هذه محاكمة عادية وهناك محاميين واتهامات، من الأفضل أن يهتم أردوغان بما يحدث في تركيا، لأن حجم العنف الموجود في تركيا بسبب نظام أردوغان ليس له مثيل هناك إغلاق صحف واعتقال صحفيين''.

حجم العلاقات

لكن أمين اسكندر يرى أنه لو تم تقليص حجم الاستثمارات التركية في مصر نتيجة للأزمة الحالية، فلن يؤثر على الاقتصاد المصري، قائلا: إذا تم تقليص استثمارات تركيا أو انسحابها من مصر لن تكون كارثة، الاقتصاد في النهاية يبحث عن ربحيته وأهم ربحية هي تواجده على الأرض.

جدير بالذكر أن مصر تربطها علاقات تجارية بتركيا تقدر ب 4 مليار دولار سنوياً، نتيجة للمشروعات الاستثمارية بين البلدين، لكنه منذ عزل مرسي وحتى الأن فالعلاقات بين تركيا ومصر متوترة، نتيجة سحب السفير المصري من تركيا في منتصف اغسطس الماضي، إضافة إلى إلغاء عدة تدريبات عسكرية بين البلدين في الشهر نفسه.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان