كبير مجاهدي سيناء: علينا الاستعداد لهجوم إسرائيلي (حوار)
أجرى الحوار- سارة عرفة وسامي مجدي:
إنه الحاج حسن خلف، كبير مجاهدي سيناء، حامل نجمة سيناء، وأحد أبطال حرب الاستنزاف، الذي التقيناه في بيته الكائن بمنطقة الجورة بشمال سيناء، آملين أن يزيح لنا الستار، من خلال معلومات لديه أو رؤية يمتلكها، عن بعض الألغاز التي انتشرت في الفترة الأخيرة عن سيناء وعن الضباط والجنود المخطوفين، وأولئك الذين قتلوا ساعة الإفطار في رمضان قبل الماضي، ولا يزال لغر مقتلهم طي الكتمان حتى وقتنا هذا.
في البداية، وفي ضوء ما رأيناه خلال الرحلة، من دوريات أمنية وأكمنة للجيش والشرطة على طول الطريق من العريش إلى الجورة، مرورًا بالشيخ زويد، فكان سؤالنا عن الوضع الأمني في سيناء، وهل تحسن؟، فكان رده: بعد الثورة حدث انفلات أمني، كمهاجمة أقسام الشرطة وقتل جنديين في الشارع وهم يتسوقون، والمصيبة الكبرى كانت قتل الجنود أثناء تناولهم طعام الإفطار في رمضان، بعد ذلك فاجئنا الرئيس محمد مرسي بأنه سيثأر لدماء الشهداء، وتوعد بأنه سيقود القوات بنفسه واستبشرنا خيرًا بذلك.
وأضاف كبير مجاهدي سيناء ''لقد فوجئنا مرة أخرى بسيارات تحمل لوحات رئاسة الجمهورية، وبها من يدَعون أنهم سلفيون، وأجروا بعض المفاوضات مع التكفيرين في شمال سيناء، وهدأت الأمور ولم يتبق من العملية نسر إلا اسمها، وخرج علينا الناطق السابق باسم الرئاسة، الدكتور ياسر علي، قائلًا إن نتائج التحقيقات ستُعلن بعد انتهاء العملية نسر، التي لم تبدأ بعد، ويبدوا أنها لم تبدأ أصلا، وبذلك لم تُنشر أية نتائج للتحقيقات، وبقت الحقيقة في جيب فخامة الرئيس مرسي والمشير طنطاوي، وفرضوا علينا أن نعيش في الضباب وأن نحلل ما شئنا.
ولفت: أما الآن، فالوضع الأمني في سيناء يبدو عليه الهدوء، اللهم أعمال بلطجة وسلب ونهب هنا وهناك.
ماذا عن الأنفاق؟ وهل تغير الموقف هناك على الحدود عند رفح؟ ولماذا توقف الهدم؟
عدد الأنفاق يُقال إنه يقارب 1400 نفقًا، قام الجيش بهدم نحو 400 منها ثم توقف، وبالإمكان توجيه سؤال إلى سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي: لماذا توقفت؟.
في نظري، الأنفاق هي أُس الداء، ومنبع الفلتان الأمني في سيناء؛ حيث أنه لا رقيب على من يدخل ومن يخرج منها، ولك أن تتوقع كل شيء..
بالنظر إلى تاريخك في الحرب مع إسرائيل، كيف ترى الضربات التي وجهتها تل أبيب لسوريا قبل أيام، والرد المصري على ذلك؟
فوجئنا بقيام إسرائيل بضرب سوريا، وخرج من عندنا بيانًا ضعيفًا يدعو للاشمئزاز، وإذا سمحنا- ومصر بالذات- أن تضرب إسرائيل سوريا ولم نحرك ساكنًا؛ فعلينا أن نستعد لتلقي الضربات من إسرائيل بعد سوريا مباشرة.
ونُقر هنا حقيقة أننا مع الشعب السوري في تقرير مصيره، لكن لابد أن نسأل: من الذي يدعم التكفيريين في سوريا؟ أليسوا هم أعداء حرية الشعوب؛ أمثال السعودية وقطر بالإضافة إلى أمريكا؟.
إذن هي ليست ثورة بقدر ما هي تحطيم للقوة السورية لكي يأمن أبناء صهيون.
لكن سوريا لم تحرك ساكنا تجاه إسرائيل طوال عشرات السنين؟
يقول البعض إن سوريا لم تطلق، ولو طلقة واحدة، على إسرائيل طوال عشرات السنين، وأنا أقول يكفيها فخرًا أنها أبقت قضية فلسطين حية في عقول الشعوب العربية، ووقفت سدًا منيعًا ضد محوها، ويكفيها فخرًا مد المقاومة بالسلاح؛ سواء حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، ولولا الدعم السوري ما وصلت صورايخ المقاومة إلى تل أبيب، في حين عجزت الجيوش العربية مجتمعة أن تفعل ذلك.
وأنا على يقين تام أن سوريا ستصمد وأن المقاومة ستصمد، والذل والهوان سيكون للمستسلمين.
كيف ترى أداء الرئيس مرسي والإخوان؟
بداية، فالإخوان أثبتوا بما لا يدع مجالًا للشك أنهم يتمتعون بقدر كبير من ''الحماقة''، فقد كان بإمكانهم حينما نجح الرئيس محمد مرسي أن يجعلوا البلد ''موحدة''، فلو تركوا الحكومة كلها لليبراليين أو لغير الإخوان، لتوحدت البلد، ولحصلت الجماعة على ما تريد.
لكن سياسة الاستئثار التي يتمتعون بها جعلتهم يتخبطون، ومع الأسف ما زالوا مستمرين على نفس السياسة، وهو ما سيُعجل برحيلهم.
أما المعارضة، فإني ألوم كل اللوم على الأستاذ حمدين صباحي، وعلى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، فلو أنهم اتفقوا خلال انتخابات الرئاسة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، حيث سيكون فوز أحدهما وقتها محقق، من الجولة الأولى، وعليهما الآن تحمل المسؤولية.
وما رأيك فيمن يترحمون على مبارك وأيامه؟
بغض النظر عن أي شيء، هناك نقطة سوداء في تاريخ مبارك، وهي إطلاق يد أمن الدولة في أن تفعل ما يحلو لها في الشعب دون رقيب، لذلك فنظام مبارك لن يعود مرة أخرى، وأنا على يقين تام بأن مصر ستتعافى على أيدي أبناءها الشرفاء غير الإخوان والسلفيين.
وما تعليقك على نشاط الجهاديين في سيناء وموقف الجيش؟
أعتقد أن هناك اتفاق بين مؤسسة الرئاسة والجهاديين في سيناء، على التهدئة، وأرى أن هؤلاء الجهاديين سيفشلون في النهاية.
وأما القوات المسلحة، فأتوقع أنها لن تسمح بانهيار الدولة ككل، وأن عليها مسؤولية كبيرة في تصحيح الأمر، وقد يكون تحركها خلال هذا العام.
فيديو قد يعجبك: