إعلان

قصر الاتحادية.. بين تهميش ''مبارك'' ودماء ''مرسي'' ومصير مجهول في 30 يونيو

03:45 م الجمعة 21 يونيو 2013

كتب - حسين قاسم:

من فندق فخم ذو معمار متميز يجذب السياح إلى مستشفى عسكري.. ومن مكان لتجمع الضباط إبان الحربين العالميتين أثناء الاحتلال الانجليزي لمصر إلى أن تأتى ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها من تأميم للعديد من المنشآت ليتحول إلى قصر مهجور، ويترك لفترة على هذا الحال الى أن يتحول في عهد الرئيس الراحل محمدأنور السادات، إلى ما يسمى بمقر اتحاد الجمهوريات العربية الذى ضم آنذاك كلا من مصر، سوريا ، ليبيا و عرف منذ  ذلك  الوقت  باسمه الحالي غير الرسمي ''قصر الاتحادية'' أو''قصر العروبة''.

تهميش بعصر ''مبارك''

وفى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، تم عمل صيانة شاملة للقصر حيث حافظت على طرازاته و شخصيته القديمة، ومنذ ذلك الوقت و قصر الاتحادية يعتبر من القصور الرسمية للرئاسة المصرية، ولم يكن ''مبارك'' يقيم في الاتحادية سوى في بعض أوقات العمل الرسمية حيث كان يستخدمه في معظم الأحيان لاستقبال الرؤساء و الملوك للدول الأجنبية في زيارتهم الرسمية لمصر، إلا أنه في أيام حكمه الأخيرة انتزع من قصر الاتحادية هذه الميزة ليستقبل ضيوفه الأجانب في شرم الشيخ لعدة أسباب، أبرزها الاختناق المروري الذي تعانى منه القاهرة، والاحتياطات الأمنية في القاهرة أصعب، ولتدهور صحته و حاجته إلى أجواء شرم الشيخ البعيدة عن صخب العاصمة بالإضافة إلى وجود المستشفى التي كان يتعالج بها هناك.

كلمة السر ''ثورة 25 يناير''

وفي ظل التشديد الأمني و سياسة الدولة البوليسية التي كان ينتهجها النظام السابق فلم يجرؤ أي شخص أن يقترب من ذلك القصر أو حتى الشوارع المؤدية له و البعيدة عنه بأميال، لتأتى ثورة 25 يناير 2011 ، و في أخر أيام الثمانية عشرة لها بميدان التحرير ـ يوم الحادي عشر من فبرايرـ  ليهدد الثوار بأنهم سيتجهوا بمسيرة ضخمة من التحرير إلى قصر الاتحادية لاقتحامه وإخراج الرئيس، فيسبقهم  الراحل اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس، حينها، ليعلن عن تنحي مبارك من خلال خطاب مقتضب لم يتجاوز الدقيقة.

قصر الاتحادية يتصدر المشهد

وجاء الرئيس الحالي، الدكتور محمد مرسي،  ليسمع الناس عن قصر الاتحادية مرة أخرى حيث توافد الألاف إلى هذا القصر في منذ أن أعلنت الرئاسة عن إنشاء ديوان للمظالم يستقبل شكاوى المواطنين فشعر الكثيرون حينها أنها خطوة جيدة حسنة النية إلى أن فقد هذا الديوان بريقه مع الوقت بعد أن اكتشف أصحاب الشكاوى أنه عديم الجدوى، و لم يُبت في مشاكلهم مثلما زعمت مؤسسة الرئاسة.

و مع مرور الوقت، وقيام الرئيس مرسي بمهامه الفعلية كانت هناك العشرات من المسيرات الرافضة و المعارضة لأداء الرئيس وبعض القرارات التي أخذها وتخلل هذه الفترة حشد أواثنين من مؤيدي الرئيس، وكان أكثرهم عدداً ذلك الحشد الذي أعقب الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس بتاريخ 22 نوفمبر 2012 حتى أن الرئيس وجه خطبة مباشرة إلى أنصاره تم تناولها إعلامياً بعد ذلك بأنها موجهة إلى الأهل و العشيرة فقط، ودعت بعدها العديد من القوى الثورية إلى الاعتصام أمام قصر الاتحادية اعتراضًا على هذا الإعلان الذي أسموه بالإعلان غير الدستوري لتحدث بعدها اشتباكات دامية بين المعتصمين ومؤيدي الرئيس، أسفرت عن عشرات المصابين والقتلى من الطرفين، ليكون قصر الاتحادية شاهدًا على مجزرة قامت بين أبناء الوطن الواحد.

القصر في مواجهة ''يوم الغضب''

و كما هو منتظر يوم 30 يونيو، وعلى طريقة مواسم الحج وزيارة الأضرحة والمقامات التي تنتظر كل عام قدوم حجاجها و مريديها، سيستقبل قصر الاتحادية أو الجلاء أعدادًا ربما تقدر بالملايين وفقًا لما أعلنته حملة ''تمرد'' بأن عدد الموقعين قد تجاوز الخمسة عشر مليون، بالإضافة إلى الحركات الثورية والأحزاب السياسية المعارضة للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن الملايين من البسطاء غير التابعيين لأي تيار سياسي  يشعرون بأن الروح بلغت الحلقوم، وأنه يجب النزول يوم 30 يونيو..

قصر الاتحادية كان شاهدًا من فوق قبته التي تتجاوز الـ55 مترًا على الدماء التي سالت أمام بواباته إثر الاشتباكات الدامية بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه عقب الإعلان الدستوري الأخير. بين هذا وذاك.. يبقى الشعب في انتظار المجهول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان