إعلان

رئيس لبنان الأسبق: مصر لايمكن أن يحكمها نظام منغلق متقوقع

10:06 ص الأحد 11 أغسطس 2013

 

بيروت – (أ ش أ):

أكد الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل أن الشعب المصري هو شعب الاعتدال والانفتاح والسلام، ولايتحمل الأنظمة التي تعتمد الانغلاق أو التقوقع سواء كانت دينية أو سياسية، مؤكدا في الوقت ذاته على رفضه للدعوات للانقلاب أو تغيير النظام اللبناني الحالي، وطالب بتطويره.

 

 

وأعرب الجميل - في الجزء الثاني من حديثه لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت - عن تمنياته أن يستقر الوضع في مصر بأقرب وقت وأن تعود الديمقراطية فيها سنة الحكم، وأن تعود مصر لدورها الطليعي في العالمين العربي والإسلامي.

تمنيات

وقال'' نتطلع لأن تكون مصر بوصلة للعالم العربي والإسلامي لجهة الانفتاح والاعتدال، وتعود مثالا لكل مجتمعاتنا، وأن تلعب دورها في إحلال السلام في الشرق الأوسط وانفتاح العالم العربي على كل العالم، على الغرب والشرق، وبالتالي يكون هذا عنصر استقرار في المنطقة العربية بأكملها.

 

 

وأضاف الجميل ''إن كل لبناني قلبه مع مصر ونتمنّى لها العزة والكرامة والنصر، فلكل لبناني موطأ قدم في مصر والعكس، وهناك روابط عائلية بين الشعبين، فنحن آل الجميل لنا صلة وثيقة بمصر، ووالدتي من المنصورة ، وإذا كانت مصر بخير، فكل الأمة العربية بخير، ولذلك نفرح لانتصارات مصر وتدمى قلوبنا إذا حدث بها مآسي وسقطت ضحية من أي جانب كان''.

وقال إننا لانتدخل بشئون مصر الداخلية، وخيارات الشعب المصري، والأهم أن يرتاح الشعب المصري لحكامه، كان لدينا علاقات وتعاون وتواصل مع كل العهود في مصر واستمرت العلاقات مع كل الِأطراف التي تعاقبت، نتمنى لمصر أن تخرج بأسرع وقت من هذا الواقع الأليم الذي تعيشه.

 

وأضاف أننا ننظر بارتياح للجهود التي تبذل لتوحيد الساحة المصرية والعودة إلى الديمقراطية، والعودة إلى ما يطمح إليه شعب مصر من الانفتاح ومواكبة الحداثة، والدخول في العالم المتطور خاصة في عصر العولمة، لا أن تتقوقع مصر على نفسها وتنعزل على مسار التاريخ.

 

الأزهر

وأشار الجميل إلى أنه عندما نتحدث عن انفتاح مصر واعتدالها دائما نعود إلى كلام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، منوها بمواقفه وشعوره بالمسئولية الوطنية المصرية، وقال إن هذه المواقف والبيانات والمواثيق الصادرة عن الأزهر تصلح أن تكون نموذجا يقتدي به كل المسئولين العرب والمسلمين، كونها استخلصت العبر من التجارب الماضية ورسمت طريق الحداثة والتطور لمصر وكل المسلمين.

وقال الجميل ''إنه كلما التقيت الدكتور أحمد الطيب، كلما أطمأننت على مستقبل مصر، طالما أنه على رأس هذا الصرح، كما إنني اتفق مع مواقفه ونسعى إلى ان نتكامل معها ، منوها بمبادرة الدكتور أحمد الطيب الأخيرة لتحقيق المصالحة الوطنية.

لبنان والانتماء العربي

وردا على سؤال هل أصبحت قضية الانتماء العربي للبنان مسألة محسومة لمسيحيي لبنان، قال أرفض التشكيك في هذا الأمر، فلبنان منذ البداية في طليعة النهضة الثقافية العربية، ولاننسى فترة بطرس البستاني وأشقائه، وابراهيم اليازجي وغيرهم من رواد هذه النهضة ( في القرن التاسع عشر).

وأضاف ''لاننسى أن رئيس تحرير الأهرام كان لفترة طويلة أنطوان الجميل، وفي كثير من مؤتمرات القمة العربية كان يكلف الرئيس اللبناني بزيارة الأمم المتحدة والمحافل الدولية للدفاع عن القضايا العربية ولاسيما القضية الأم القضية الفلسطينية''.

 

 

وأشار إلى أنه لايمكن فصل لبنان عن القضية الفلسطينية، فلبنان أول من استضاف النازحين الفلسطينيين، والجيش اللبناني أول من دافع عن الشعب الفلسطيني، ومازال لبنان يدفع ثمنا باهظا للدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن البعض ينظر دائما للنظام اللبناني نظرة تشاؤمية أو سلبية، ولنعترف حتى الآن لم يتمكن أحد سواء من الداخل أو الخارج أن يطرح على اللبنانيين نظاما بديلا عن نظامنا الديمقراطي الحالي، ولا ننسى

أن الدستور اللبناني من أوائل الدساتير في العالم العربي وأقر عام 1926، واستمر وصمد، ومنذ ذلك الحين ولبنان ينعم بدستور يحقق الديمقراطية والعدالة والمساواة، وهو سر الاستقرار النسبي الذي ينعم به لبنان.

وأضاف قائلا ''هذا النظام صمد بوجه نكبة 1948 وبوجه الانقلابات في كثير من الدول العربية التي أسقطت عروشا عربية كثيرة، كما صمد في حربي 67 و 73، والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وهذا يدل على أنه نظام غير مصطنع.

 

وأكد أن ''طرح عقد مؤتمر تأسيس غير مقبول، تأسيس ماذا؟ مشددا على أن الكيان اللبناني، كيان عريق وصمد في وجه كل التحديات والعواصف، ولسنا بمعرض الانقلاب لا على الكيان أو المؤسسات، فلا مجال

لتأسيس جديد للبنان، أما النظام اللبناني والمؤسسات، لا شك أنها بحاجة الى تطوير، والبرنامج الانتخابي لحزب الكتائب نصّ على تطوير النظام اللبناني الذي يحتاج إلى العديد من الإصلاحات.

وأشار إلى أن لبنان يشكل تحديا للدكتاتورية والأحادية في المنطقة لأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي يمارس الديمقراطية والحرية.

 

"رجل المسيحيين"

وردا على طرح التيار الوطني الحر بضرورة أن يكون الرئيس اللبناني هو رجل المسيحيين القوي وليس رئيسا توافقيا مقبولا من الجميع، أجاب: لايمنع أن يكون الرئيس الماروني قوي ويمثل طائفته وأن يكون توافقي،

 

 

وأنا في خلال عهدي اعتقد أني مارست صلاحيتي بقوة وكنت رئيسا قويا، وفي نفس الوقت أول حكومة وحدة وطنية شكلت بعد الحرب اللبنانية كانت الحكومة التي شكلتها عام 1984 ، وكان رئيسها رشيد كرامي''.

وواصل ''ومن الطبيعي أن يجسّد رئيس الجمهورية مشاعر طائفته وأن يكون لكل لبنان ، ولا تناقض بين مشاعر المسيحيين وبين باقي اللبنانيين''.

وأوضح أن الرئيس سليمان رجل يمارس صلاحيته، ويدافع عن كرامة الشعب اللبناني وحصانة مؤسساته، وعن سيادة وطنه.

وأكد الرئيس اللبناني أمين الجميل أن الجيش اللبناني يجسد الوحدة الوطنية ويحظى بتأييد شامل من كل الشعب اللبناني، ولبنان بأسره يحاول أن يدعم هذا الجيش، ويعتبره الملاذ الأخير، وموضوع تسليح الجيش

ليس بمقدور لبنان، لأن هذا يحتاج إلى إمكانات ضخمة نعرف كم من الأموال التي حصلت عليها سوريا لبناء جيشها، والعديد من الدول العربية لجأت للأشقاء العرب لبناء ترسانتها العسكرية، ولبنان لم يحظ بمثل هذا الدعم، وإمكاناته الذاتية لاتمكنه من حيازة السلاح الاستراتيجي، كما أن العديد من الدول الغربية أيضا لاتريد تسليح الجيش اللبناني ليقوم بدوره في مواجهة حربية مع إسرائيل

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان