''رمضان''.. الشاهد على مذابح الجنود المصريين
كتب – مصطفى علي:
في 5 أغسطس 2012 بدأ 16 مجندا بنقطة تفتيش بمدينة رفح الحدودية في تناول إفطارهم، عندما استمعوا إلى آذان المغرب، دون أن يدروا أنها وجبتهم الأخيرة، إذ باغتهم وابل من الرصاص أطلقه مجموعة من المسلحين عليهم، دون أن تتمكن قوة الكمين من الرد.
بعد عامين وفي محافظة حدودية أخرى، قُتل مساء السبت21 مجندا من قوات حرس الحدود بنقطة تفتيش الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد الجنوبية، على يد مسلحين، في توقيت مشابه، لكن قوة الكمين تمكنت من الاشتباك معهم واسقطت ثلاثة منهم قتلى.
وتثير الحادثتين، مع حوادث عدة بينهما استهدفت عناصر من الشرطة والقوات المسلحة، اسئلة حول طبيعة هذه العمليات، والكفاءة القتالية لتلك القوات، وقدرة الجماعات المسلحة من تنفيذ عملياتها على امتداد محافظات مصر، إذ تمكنت خلال عام من تفجير مديرتي أمن القاهرة والدقهلية، واستهداف عناصر من الشرطة بمحافظات كالمنصورة والشرقية لاكثر من مرة، بالإضافة إلى الوضع الملتهب بشبه جزيرة سيناء.
جنائية أم إرهابية؟
وتتضارب الأنباء الواردة من الوادي الجديد حول طبيعة الهجوم الذي استهدف مخزنا للذخيرة بالكمين بدانة آر بي جيه، إذ قالت مصادر أمنية أن الهجوم قام به مهربون بغرض الثأر لزملائهم الذين ضبطتهم قوات حرس الحدود في وقت سابق.
في الوقت ذاته، وصف المتحدث العسكري للقوات المسلحة العملية ''بمحاولة من العناصر الإرهابية لاستهداف الوطن وعرقلة مسيرته نحو تحقيق الاستقرار والتقدم''.
ويقول اللواء جمال ابو ذكري الخبير الاستراتيجي أنه من الصعب أن تنشأ وتعمل الجماعات المسلحة مثل أنصار بيت المقدس الناشطة في سيناء في مناطق حدودية مثل الوادي الجديد، وأن العملية الاخيرة هي بالأساس قام بها على الأغلب مهربون بغرض التهريب أو الانتقام.
بينما يرى اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي أن جميع الاحتمالات واردة، خاصة وأن عمليات التهريب، خاصة التي تتم عبر الحدود المصرية مع ليبيا، هي لصالح الجماعات المسلحة، إذ تمدهم بالسلاح، هذا بالإضافة إلى بعض الجماعات المسلحة التي تستوطن ليبيا وتستهدف الأمن القومي المصري.
كفاءة قتالية
وحول سقوط العشرات من قوات الجيش والشرطة خلال السنتين الماضيتين، يؤكد أبو ذكري أن المسألة لا تتعلق بالكفاءة القتالية للمجندين أو التسليح، وأن هجوم سواء المهربين أو الإرهابيين يعطيهم الأفضلية على القوات المتمركزة في الكمائن في وضع الدفاع، خصوصا في المدن المأهولة، ولهذا رأينا رد فعل لقوات حرس الحدود بالوادي الجديد اسقط ثلاثة مسلحين، بعكس قوة كمين رفح.
فيما يقول اللواء حسين زكريا الخبير الاستراتيجي، أن مقتل 21 مجندا مقابل 3 مسلحين، لا يعني أن لتلك الجماعة المسلحة أية ميزة قتالية، حيث أنها استهدفت قوة في نقطة ضعيفة في محافظة نائية، وقامت بعمليتها في توقيت الإفطار.
ويضيف زكريا أن نجاح عملية ضد عناصر الشرطة أو الجيش كل عدة اشهر لا يعني شيء إذا ما قارناه بقدرة الجيش والشرطة في تأمين مليون كيلو متر مربع، هي مساحة مصر، كل أيام السنة، وإذا ما قارناه ايضا بما يحدث في سوريا وليبيا وغيرها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: