إعلان

السلفيون في ميونيخ: ما بين السلمية والدعوة للـ''جهاد''

01:17 م الأحد 28 سبتمبر 2014

السلفيون في ميونيخ

ميونيخ – (دويتشه فيله):

أعادت قصة القبض حديثا علي اثنين من السلفيين في ولاية بافاريا قبل توجههم للقتال في سوريا ملف السلفية الجهادية في ميونيخ إلى صدارة المشهد السياسي في الولاية، وتجددت علي أثره الأسئلة المطروحة حول النشاط السلفي في الولاية.

قبل عام ونصف بدأ الناس يتعرفون علي أنشطة السلفيين المعلنة في ميونيخ ،وتحديدا في منطقة المشاة بين ميدان ''شتاخوس'' وميدان ''المارين ''، أثناء توزيعهم المصاحف علي الناس بالمجان، كذلك وهم يعظون، ويجيبون علي أسئلة الناس المتعلقة بالديانة الإسلامية . أثار المشهد في حينه حفيظة الكثيرين من الألمان، وتباينت ردود الأفعال ما بين متحفظ علي هذا النشاط ورافض له.

أحد السلفيين الذين سألتهم آنذاك عن سبب توزيع المصاحف علي المارة في بافاريا فقال: ''إن ذلك أمر من الله علينا القيام به''، غير أن البافاريين لا يرتاحون بشكل عام لاستمرار الأنشطة السلفية في الأماكن العامة في بلدهم وقد عبر عن ذلك وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان بقوله :''إنها تمثل استفزازا''.

سلطات الأمن تراقب مساجد السلفيين

يبدو أن سلطات الولاية الأمنية لا تتهاون من جهتها في مراقبة الأنشطة السلفية، والمساجد التي يترددون عليها السلفيون ،وتقوم بمراقبتهم حسب تقاريرها الأمنية السنوية. ووفق تقرير مكتب حماية الدستور في بافاريا فإن 550 سلفي يعيشون في الولاية منهم في ميونيخ وحدها 200 سلفي، يجتمعون ويؤدون الصلاة في مسجدين معروفين هما مسجد دار القرآن، ومسجد السلام ،وكلاهما يقع في قلب ميونيخ ،ويخضعان للمراقبة الأمنية.

في المقابل تقوم عدة منظمات بافارية متشددة مثل منظمة ''فرايهايت'' بمحاصرة أنشطة السلفيين والتضييق عليهم، والمطالبة بترحيلهم خارج ألمانيا، وتنشط في جمع التوقيعات لوقف بناء المساجد الخاصة بهم ،وتوزيع المنشورات التي تتهمهم بـ''الإرهاب''.. ويقول احد نشطاء ''فرايهايت'' الذي يرفض التصوير أو ذكر اسمه:'' لابد من محاصرتهم والتضيق عليهم، فميونيخ لا تتسع لهم، ولا لأنشطتهم المريبة''.

ليس بالضرورة كل سلفي إرهابي

ليس بالضرورة أن يوصم كل سلفي بالتطرف والإرهاب هكذا وصف ماركوس شيفرت من مكتب حماية الدستور في بافاريا السلفيين أثناء مقابلة بثتها الإذاعة البافارية مطلع هذا الأسبوع، وذكر شيفرت أن السلفيين في ميونيخ عبارة عن قسمين احدهما ينتهج السياسة والموعظة أسلوبا لتغيير المجتمع وفقا لمعتقداته، والآخر ينتهج أسلوب العنف والقوة للتغير. فمثلا الذين ينتشرون في الشوارع يوزعون المصاحف بطريقة سلمية،هم غير الذين يؤمنون بالسلفة الجهادية ويسافرون إلى بؤر التوتر للقتال ثم يعودون بعدها إلى ألمانيا.

من جهة أخرى أشارت التقارير الأمنية في ولاية بافاريا بأن هناك 40 سلفي علي الأقل من ولاية بافاريا قد سافروا إلى سوريا والعراق للقتال، غير أن سلطات الولاية تراقبهم وتصنف العائدين منهم علي أنهم يشكلون خطرا علي الأمن الداخلي ،هذا وكانت التحقيقات التي أجريت بشأن الشابين السلفيين اللذين قبض عليهما في منطقة الحدود مع النمسا قبل سفرهما للقتال في سوريا، قد أكدت علي وجود اتصالات بينهما وبين الجهاديين في خطوط القتال.

سر قوة التأثير السلفي على الشباب

يتساءل البافاريون عن قوة تأثير هؤلاء السلفيون في الشارع الألماني، خاصة علي الشباب صغير السن وسرعة تجنيده؟، ويتساءل مارتين لانج مواطن بافاري عن كيفية وقدرة السلفيين على تجنيد المراهقين؟ يري ماتييس روها المهتم بالشأن الإسلامي في ولاية بافاريا أن الشباب صغير السن قد يعجبون بالقدرات القتالية عند السلفيين ،وعدم خوفهم من الموت ،كذلك فإن بعض المراهقات قد تلعب ''الرومانسية'' دورا في إعجابهن بالمجاهدين، وهو يري أن هناك دورا يجب أن يقوم به المجتمع والأسرة والمدرسة لتصحيح مفاهيم الشباب الصغير السن.

جدل حول منع المقاتلين من العودة إلى ألمانيا

ومازال باب النقاش مفتوحا علي مصراعية في ولاية بافاريا حول منع دخول من يثبت مشاركته في الحرب في العراق أو سوريا إلى الإقليم مرة أخرى، ويتساءل المؤيدون للمنع عن جدوي محاكمة شخص في ألمانيا يثبت قيامه بقتل عدد من الأشخاص في سوريا؟ لكن يواخيم هيرمان وزير الداخلية البافاري قد أكد أكثر من مرة أن سلطات الأمن تقوم بمراقبة العائدين من المشاركة في حروب خارج الدولة ،وأن هناك 5 سلفيين محتجزين الآن تحت تهمة الانتماء إلى منظمات إرهابية دولية.

لا يؤمن السلفيون في ميونيخ بالدولة المدنية الحديثة ولا الانتخابات الحرة ولا الديمقراطية، إنما يؤمنون بوجوب خليفة للمسلمين وجبت عليهم طاعته.. وهدفهم في الوقت الراهن هو إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة من خلال الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، أما منهجهم في الحياة فهو العودة إلى الكتاب والسنة، لذلك فهم يسعون لتحويل ألمانيا إلى دولة سلفية بالطرق السياسية ..غير أن المراقبين لهم يشككون في قدرة منهجهم علي تغيير المجتمع.

ومن جهته يصف ماتس روها السلفيين بأنهم أناس يعيشون علي هامش الحياة وأن تحصيلهم العلمي قليل، لذلك فهم يبحثون عن إثبات الذات بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان