إعلان

مصر بتغرق.. الشتا هاجم بسيوله والحكومة "أوفسايد" (تقرير)

06:37 م الأحد 25 أكتوبر 2015

 

كتب- محمد سعيد:

 

 

"اللي بيحصل فينا ده ما يرضيش ربنا، للأسف مفيش مسؤول بيحس بينا، المياه دخلت علينا وعلى ولادنا واحنا نايمين في سرايرنا"- هكذا يقول أحد تجار البحيرة ويدعى علي جمعة.

ربما تهكّم نشطاء موقع التواصل الاجتماعي على تويتر فيما يتعلق بهطول الأمطار بشدة التي وصلت في الإسكندرية والبحيرة إلى سيول ينطبق عليه مقولة "هم يضحك وهم يبكي"، ففي المحافظات الساحلية توقفت المعيشة بشكل مفاجئ لمجرد سقوط أمطار ربما شديدة بعض الشيء، والأجهزة المعنية سواء المحافظين أو رؤساء الأحياء يشاهدون الموقف كـ"متفرجين".

"مصر بتغرق"

تعرضت صباح اليوم الأحد، القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، لسقوط أمطار متفاوتة الشدة، تزامناً مع توقعات الهيئة العامة للأرصاد، بطقس غير مستقر على كافة أنحاء الجمهورية.

وأكد وحيد سعودي، مدير عام التحاليل الجوية والمتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه اعتبارا من اليوم الأحد، ستنخفض درجات الحرارة من 8 إلى 10 درجات مئوية، يصاحبها نشاط للرياح وتكاثر للسحب الممطرة والرعدية أحيانا على تلك المناطق، قد تصل لحد السيول على سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وصعيد مصر.

ووجه سعودي عدة نصائح للمواطنين، والتي تعد أولها الابتعاد عن ممارسة الأنشطة البحرية تماما، والقيادة بهدوء على الطرق الصحراوية والعامة نظراً للتغييرات المفاجئة لأحوال الطقس، وارتداء الملابس الثقيلة ابتداءً من اليوم الأحد.

محافظات تحت الأمطار

ففي الإسكندرية، تعرضت الأحياء، وأجزاء من الساحل الشمالي، صباح اليوم، لهطول أمطار غزيرة وسيول وثلوج وانخفاض في درجات الحرارة، وذلك في أسوأ موجة طقس تضرب المدينة الساحلية هذا العام.

وتسبب هطول الأمطار والثلوج، في شلل تام بشوارع الإسكندرية، بعد تراكم المياه أسفل الكباري والأنفاق، فضلا عن الشوارع والميادين وخاصة بمنطقة وسط المدينة.

وتوقفت حركة المرور بالكامل بشوارع المدينة، وفشل الطلاب والموظفين في الوصول إلى الجامعات والمصالح الحكومية والخاصة، بينما كثفت مديرية أمن الإسكندرية خدماتها المرورية بطريقي الكورنيش وأبو قير، لتسهيل حركة مرور.

وفي هذا السياق، طالب ائتلاف دعم صندوق تحيا مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل فوراً وإقالة محافظ الإسكندرية هاني المسيري وإنقاذ المحافظة من "كارثة محققة" إذا استمر في منصبه- على حد تعبير الائتلاف.

وأكد الائتلاف في بيان له، أن اليوم الأول لسقوط الأمطار في الإسكندرية أدى إلى توقف مصالح المواطنين وغرق المحافظة في المياه بشكل كامل، و أن أزمة الأمطار التي تواجه الإسكندرية تحدث كل عام وليست جديدة على المسئولين لكي يقفوا عاجزين عن حلها ولكن المسيري لم يقدم أي شيء لعدم تكرار تلك المشكلة .

وأشار إلى أن الوضع سيتحول إلى الأسوأ حال استمرار محافظ الإسكندرية الحالي الذي لا يدرك كيف يتعامل مع مشاكل محافظة الإسكندرية وأزماتها- بحسب البيان.

من جانبه، قال هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، إن المحافظة تبذل قصارى جهدها لمواجهة ما وصفه بالكارثة البيئية التي ضربت البلاد، لافتا إلى أنه طلب الاستعانة بالدفاع المدني بالبحيرة إلا أن المحافظة اعتذرت لتعرضها لنفس المشكلة.

وأضاف المسيري، أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع الإدارات والمديريات المعنية ونزول الدفاع المدني ومطافئ المنطقة الشمالية العسكرية وإبلاغ وزارة التنمية المحلية بالأمر للمساعدة في حل المشكلة بأسرع وقت ممكن.

وأشار فى بيان له، اليوم الأحد، إلى أنه تم نزول جميع المسئولين والانتشار في جميع شوارع المحافظة لمعالجة الأمر بأسرع وقت ممكن وتجنب حدوث أي خطر.

وفي البحيرة لم تختلف الصورة كثيرًا، حيث تسببت الأمطار في غرق العديد من المناطق بالمياه وسط عجز من الأجهزة المحلية في التعامل معها، لتتكرر مشكلة كل عام.

ففي مركز حوش عيسى أغرقت المياه أغلب الشوارع وكانت منطقة البوطة الأكثر تضرراً بعد أن دخلت المياه إلى المنازل وفي ظل غياب أي دور للمسؤولين اضطر الأهالي إلى التعامل مع المشكلة ونزح المياه بجهودهم الذاتية دون وجود معدات تساعدهم.

نفس الأمر تكرر مع العديد من المراكز الأخرى بالمحافظة ففي دمنهور أغرقت المياه منطقة نفق شبرا ومناطق أخرى من المدينة، وتكرر الأمر مع مراكز كفر الدوار و رشيد، وغيرها من مراكز البحيرة، كما تسبب هطول الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي في عدد من قرى المحافظة لعدة ساعات.

وفي نفس السياق، أعلنت هيئة موانئ البحر الأحمر إغلاق ميناء العين السخنة في محافظة السويس بسبب سوء الأحوال الجوية.

وقال عبد الرحيم مصطفى المتحدث الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر - في تصريح له اليوم الأحد - إن ارتفاع الأمواج وشدة الرياح تسببت في إغلاق ميناء العين السخنة، مشيرا إلى أنه تم رفع حالة الطوارئ بالموانئ بسبب سوء الأحوال الجوية وسيتم إغلاق أي ميناء فور ارتفاع الأمواج لأكثر من 30 مترا.

"الطقس غير مفاجئ"

من جانبه، يقول الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الهيئة أصدرت بيانًا مفصلًا عن حالة الطقس وقامت بنشرها عبر وسائل الإعلام لتحذير المواطنين بهذه الموجهة غير المستقرة هذه الأيام.

ويجيب عبد العال، على سؤال محرر مصراوي بشأن هل هذه الموجة غير المستقرة من الطقس وسقوط الأمطار بهذه الغزارة أمر مفاجئ خاصة بالنسبة للمحافظات الساحلية، "الهيئة أعدت نشرة مفصلة يوم الخميس الماضي، بهذه الحالة الجوية وتم إرسالها لجميع المحافظات لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيال ذلك.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن حالة الطقس التي تعيشها مصر هذه الأيام ستستمر إلى يوم الأربعاء المقبل، مؤكدًا أن الهيئة لن تستطع أن تجزم بحالة الطقس بعد ذلك إلا من خلال استطلاع الخرائط الجوية غدًا.

الطرق والكباري

ففي شهر أكتوبر من العام الماضي، نظم اللواء سعد الجيوشي وزير النقل ـ رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري آنذاك ـ عقد ورشة عمل تحت عنوان "الاستعدادت لمواجهة السيول لموسم 2014/2015، وخلصت الورشة إلى التنسيق بين عدة جهات منها إدارة الأزمات والكوارث التابعة لمجلس الوزراء، ووزارات النقل والبيئة والري، ولكن يبدو أن هذه الورش فقط لإلتقاط الصور التذكارية.

كلمة سعد الجيوشي بالورشة

من جانبه، قال اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكباري والنقل البري ، إن الهيئة تلقت نشرات من جميع محاور التحرك التابعة للهيئة مثل نفق "كفر الزيات – طنطا – السلام أعل الدائري - ونفقي محور المشير طنطاوي وأكاديمية الشرطة".

 وأضاف ترك، أن جميع الطلمبات تعمل بكفاءة، للتعامل مع مشاكل ارتفاع منسوب المياه في الأماكن التابعة للهيئة، مؤكدًا أن الهيئة شكلت غرفة عمليات تعمل على مدار الـ24 ساعة؛ للإبلاغ بأي مشاكل على الطرق في مصر سواء سيول أو ارتفاع منسوب مياه.

 ولفت ترك، إلى أن ما حدث في محافظة الإسكندرية من سيول وتدهور الأوضاع نتيجة سوء الأحوال الجوية لا يتبع الهيئة، مؤكدًا أن الهيئة جاهزة لمواجهة أي مشاكل تتعلق بالسيول في المناطق التابعة لها.

 5 وفيات

أعلنت وزارة الصحة والسكان عن وفاة 5 أشخاص نتيجة سقوط الأمطار بمحافظة الإسكندرية صباح اليوم الأحد .

 وأوضحت الوزارة أن هناك 3 حالات لقوا مصرعهم نتيجة سقوط كابل كهرباء خاص بالترام من بينهم طفلين شقيقين ورجل، بالإضافة إلى نفوق حصان.

 أما حالة الوفاة الرابعة لشاب يبلغ من العمر 25 سنة ولقي مصرعه نتيجة سقوطه في حفرة بها سلك كهرباء، أما الحالة الخامسة لقبطان بحري حاصرته المياه داخل سيارته بمنطقة المندرة حتى لقى مصرعه غرقا.

 الرئاسة تتابع الموقف

قالت الرئاسة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تابع باهتمام بالغ تطورات الموقف الحالي بمحافظة الإسكندرية، وكلف رئيس مجلس الوزراء باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأوضاع والمعالجة الفورية لكافة الآثار المترتبة على موجة الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها المحافظة بالتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة والقوات المسلحة.

وطالب السيسي بضرورة توفير الرعاية اللازمة لجميع المواطنين المتضررين، وتقديم الإعانات العاجلة لأسر المتوفين.

 كما تابع رئيس الوزراء المصري الموقف في الإسكندرية جراء هطول الأمطار هناك، حيث وجه المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بتوجيه وزير التنمية المحلية بالمتابعة الفورية للموقف مع محافظ الإسكندرية، والتأكد من العمل على معالجة الآثار المترتبة على تراكم مياه الأمطار في أسرع وقت.

 وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، بأن المهندس شريف إسماعيل وجه أيضا وزيرة التضامن الاجتماعي بتقديم التعويضات اللازمة لأسر المتوفين.

 كما توجه رئيس الوزراء إلى الإسكندرية في إطار متابعة تكليف رئيس الجمهورية بالمعالجة الفورية لكافة الآثار المترتبة على سوء الأحوال الجوية الحالية هناك.

 طرق مواجهة الأزمة

قال اللواء أحمد توفيق، أستاذ إدارة الأزمات وعضو الجمعية الشرطة نيوجيرسي الأمريكية، إنه لا توجد مواجهه حقيقية للأزمات في مصر، وأرجع ذلك لعدم وجود خطة أو سيناريو مسبق رغم ان الأمطار لم تأتي بشكل مفاجئ.

 وأضاف توفيق، في تصريحاته لمصراوي، أن مركز إدارة الأزمات بمجلس الوزراء يعمل بشكل عشوائي وبطريقة لا تعتمد على أسلوب علمي.

وتابع أن الحلول يمكن أن تتلخص في: "وضع متخصصين فى إدارة الأزمات بمركز إدارة الازمات بمجلس الوزراء، مع منحهم صلاحيات كاملة في مراجعة خطط الأزمات في المحافظات، مع حقهم في تغير من لايصلح في غرف أزمات المحافظات.

وأكد أنه لابد من وضع سيناريوهات مستقبلية لما يمكن أن يحدث وتدريب فرق عمل في كل محافظة تبعا لطبيعة أزماتها، كالأمطار والسيول وسقوط المنازل، والحارئق، على أن يرأس المركز فرق أزمات في أي محافظة ويكون اختصاصاته أعلى من المحافظ، حتى يستطيع التحرك بمرونه أن يعمل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان