فيديو ـ سوريون من قلب حلب.. "بنعيش الموت"

كتبت ـ هاجر حسني:

دقائق قصيرة بثها الطبيب السوري سالم أبو الناصر والصحفي عمر العرب عبر حساباتهم الشخصية على موقع فيسبوك، أوجزوا خلالها الأوضاع داخل مدينة حلب الشرقية، الأجواء نفسها يعيشها السوريون في المدينة المثحاصرة منذ ما يقرب من 6 أشهر تقريباً بعد أن فرضت القوات الحكومية الحصار عليها، وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت الأحداث لتنال أعداد كبيرة من المدنيين.

وقالت الأمم المتحدة - اليوم الثلاثاء - إن القوات الموالية للحكومة السورية تقتحم الدور في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والأطفال.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية إنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيًا أُعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية.

بأنفاس متهدجة يصف أبو الناصر ما يعايشه أهالي حلب من خوف وقتل وتشريد "في خطورة على الناس الموجودة من خلال القصف اللي عم تتعرض له، عم تتعرض المنطقة لقصف بكافة أنواع الأسلحة"، الأجواء القتالية داخل المدينة دفعت العديد من سكانها إلى النزوح إلى مناطق أخرى قريبة خشية الموت "الوضع كتير سئ إنسانياً"، يقول طبيب الأسنان عبر مقطع الفيديو.

ضمن 50 ألف شخص محاصر يعيش الطبيب بعد أن نزح من حي بستان القصرى إلى حي آخر بالتزامن مع تتابع القصف "اليوم قررنا ننزح باتجاه حي الأنصاري، حالياً عم بحكيكم من حي المشهد"، بعد النزوح لم يجد الأهالي بُد من الإقامة في أماكن ضيقة بأعداد كبيرة "نعيش تقريباً في مساحة 2 كيلو متراً، البيوت مكدسة".

مطلب واحد يرى أبو الناصر أنه الأهم الآن قبل المعيشة والطعام، فوقف إطلاق النار هو كل ما يتمناه أهالي حلب "من الممكن أن تشهد المنطقة مجزرة حقيقية إذا لم يتوقف طلاق النار، لابد من حفظ الحق في الحياة وبعدين بنحكي بأي شئ".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 60 شخصا قتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون عندما اقتحم الجيش السوري عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب، أمس الإثنين، مضيفاً أنهم قتلوا عند استعادة القوات النظامية أحياء الفردوس وبستان القصر والزبدية.

بصوت يخالطه أصوات الصواريخ نقل عمر العرب الأجواء داخل حلب المُحاصرة منذ أن اشتد القصف خلال اليومين الماضيين "الوضع كتير مأساوي، الموت عم يستهدف كل المدنيين الموجودين بالمدينة"، يقول العرب إن القصف يستهدف المنازل وتجمعات المدنيين يومياً من خلال الصواريخ "الأهالي اضطروا ينزحوا من حي بستان القصر لتوالي القصف على الأحياء الشرقية".
 
يصف العرب أحوال الأهالي مع التعرض المتتالي للقصف فيقول "حالة خوف ورعب كبيرة بصفوف المدنيين" وخاصة أن القصف المدفعي يكون فُجائياً واستمرار تحليق المروحيات التي تلقي بالمواد المتفجرة على الأحياء السكنية".

وبحسب موقع بي بي سي، فإن مسؤول أمريكي عليم بالجهود المبذولة لتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المدينة قال إن نحو 50 ألف شخص ما زالوا تحت القصف في حلب، بينما يرفض الجانب الروسي فكرة الالتزام بوقف مؤقت للقصف لتمكين المدنيين من الخروج من المدينة والسماح بإخراج الأطفال الجرحى منها.