إعلان

حوار- عبد الرحمن الراشد: أزمة القاهرة والرياض ليست استراتيجية.. وزيارة أثيوبيا طبيعية

12:39 م الأربعاء 28 ديسمبر 2016

الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد

حوار- محمد عمارة‎:‎‏
قال الكاتب السعودي الكبير عبد الرحمن الراشد، إن الأزمة الحالية بين مصر والسعودية سببها إدارة سيئة ‏في العلاقات بين البلدين، نافيا أن تكون متعلقة بشأن اختلاف وجهات النظر في قضايا المنطقة وخاصة أزمة سوريا‎
.‎
وأضاف الراشد في حوار مع مصراوي أن من المقلق أن يكون هناك تباعد في العلاقة بين بلدين بحجم مصر والسعودية، خاصة ‏في الظروف الحالية، متوقعاً أن تعود العلاقات إلى طبيعتها الجيدة سريعاً إذا أدرك الطرفين أصول العلاقة بين البلدين‎.‎

كيف ترى الأزمة الحالية بين مصر والسعودية؟
من المقلق أن يكون هناك تباعد في العلاقة بين بلدين بحجم مصر والسعودية، خاصة في الظروف الحالية، لكن أرى أنه عادة ما ‏يكون فيه خلافات بين الدول وداخل الحلف الواحد، فالسعودية ومصر لديهما علاقة خاصة منذ فترة السبعينات حتى اليوم، وهي ‏العلاقة التي جعلتهما "عماد الخيمة"، وأري الوضع كذلك في مصر بعد تولي الرئيس السيسي إدارة البلاد‎.‎

من المؤكد أن هناك خلافات، لكنها تفصيلية وليست استراتيجية، وهذه خلافات دائما ما توجد في العلاقات خاصة كلما تكون ‏العلاقات قريبة. وبالنسبة لأزمة أرامكو ومصر فإن القاهرة تستطيع تعويض هذه المنتجات البترولية ولا توجد مشكلة، ومن حق ‏مصر التعامل مع العراق ولا اعتقد أن هذا يسبب مشكلة للسعودية... وبالتأكيد أن مصر تحتاج السعودية وبالطبع العكس‎.‎

هل تتوقع أن تتحسن العلاقات بين البلدين؟
أرى أن الفراغ أو المسافة القائمة حاليا قابلة للتيسير، واعتقد أن التفاصيل الخلافية سوف تتحسن بين البلدين، لكن عندما تكون ‏الخلافات استراتيجية، في هذه الحالة ستكون عودة العلاقات لطبيعتها سريعا صعب للغاية‎.‎

برأيك ما هي الإشكاليات التي قادتنا إلى هذه النقطة من الخلاف الراهن؟
اعتقد أن هناك إدارة سيئة في العلاقات بين البلدين، ولابد أن هناك أطراف قصرت في ترتيب العلاقات والتفاصيل التي عليها ‏خلافات، فالعلاقة المصرية السعودية علاقة ديناميكية متحركة في المنطقة، لكن ما حدث قصور بالتأكيد، ولا أعلم من المتسبب ‏بالتحديد‎.‎

ما الذي يعطي أهمية إضافية للعلاقات بين البلدين؟
مصر تحتاج لعلاقات جيدة في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها، خارجيا وداخليا وإقليميا وحتى في العلاقات الدولية.. ‏والسعودية أيضا تخوض ظروف غير عادية علي الإطلاق وتحتاج أن تكون علاقاتها قوية خاصة مع الدول الرئيسية في ‏المنطقة، لكن الصعوبة دائماً تكمن في إدارة التفاصيل‎.‎

هل كانت أزمة حلب السورية كاشفة لهذا الخلاف؟
لا أعتقد هذا، الموضوع السوري كله ليس مجال خلاف بين مصر والسعودية، هذا في رأيي الشخصي، لأن السعودية تعتبر ‏سوريا منطقة نفوذ رئيسية في الشمال العربي، ومن الخطر جدا السماح لإيران أن تستولي على سوريا وتستولي على العراق ‏ولبنان‎.‎

فسيطرة إيران على المنطقة بهذا الشكل الضخم يؤثر علي التوازن وعلى الأمن واعتقد أن مصر لديها نفس الشعور، لأن تاريخيا ‏القاهرة دائما هي الدولة الموازنة للأمان في المنطقة، فمصر إذا سمحت لإيران بالتواجد في العراق وسوريا، هذا سيكون على ‏حسابها نفسها أكثر من السعودية، اعتقد أن الخلاف بين البلدين على سوريا محدود جدا، حتى في تصويت الجمعية العمومية ‏للأمم المتحدة منذ أيام فيما يتعلق بإدانة سوريا، مصر صوتت مع السعودية وكل الدول، وقبل أسبوع حدث هذا في مجلس الأمن، ‏وصوتت مصر مع السعودية ضد النظام السوري‎.‎

أين الخلاف من وجهة نظرك؟
الخلافات تفصيلية بشأن كافة العلاقات الثنائية وليست مرتبطة بالعلاقات الخارجية، بالضبط بشأن ارتفاع سقف توقعات السعوديين من الإدارة ‏المصرية الحالية، ونفس الأمر أيضا من المصريين تجاه الإدارة السعودية الحالية. وزيارة وزير أو مسئول سعودي لإثيوبيا، أمر عادي ‏جدا ومن الممكن ألا يحمل رسائل سياسية‎.‎

السعودية ترى أن مصر تدعم خصومها، في حين أن القاهرة ترى أن المملكة تضغط لتبني نفس المواقف.. ما رأيك؟
لا، فالمواقف الإقليمية معظمها متقاربة وليست متطابقة بين مصر والسعودية، مصر ليست مع النظام الإيراني، هذه مسألة ‏رئيسية وخطيرة جدا وخط أحمر بالنسبة للسعودية وبقية دول الخليج، أما مصر لديها علاقة جيدة مع العراق، فهذا أمر مقبول، ‏السعودية أيضا لديها علاقة جيدة مع العراق بعكس ما كانت أيام نوري المالكي، رئيس وزراء العراق السابق‎.‎

وإذا تحدثنا عن نقاط خلاف فإن مصر على وفاق مع النظام السوري، لكن القاهرة لا تستطيع أن تغير علي الأرض شيئا ‏والسعودية لا تستطيع أن تجبر مصر علي تغيير موقفها وهذا أمر طبيعي.. أمّا الملف اليمني فالسعودية ومصر متفقتان بشأنه.‎

كيف يمكن تجاوز هذه الخلافات؟
الحوار مهم جدا، خاصة حينما يكون فيه خلافات بين الطرفين، حوار بين المختصين وليس الإدارة السياسية، حوار بين ‏المسئولين وليس على مستوى الوزراء، يمكن أن يكون على مستوى أقل، وأن تكون هناك خطوط ونقاشات مفتوحة ولا تنقطع، ‏هذا النقاش يطرح أفكارًا جديدة وخيارات مختلفة تساعد علي التوصل لحلول‎.‎

لكن البعض يرى أن مواقف السعودية حادة فمثلا قطعت المساعدات عن لبنان وشنت حربا في اليمن.. ما رأيك؟
هل يمكن أن نقول إن مصر حادة في التعامل مع الإرهاب الموجود في سيناء؟ أكيد لا، مصر لديها ظرف أمني يجبرها أن تكون ‏أكثر حدة في التعامل مع الإرهاب في الظروف الحالية‎.‎

والسعودية لم تدخل اليمن لكي تشن حربا، فالرياض كانت وراء المصالحة بين كل القوى اليمنية برعاية الأمم المتحدة، لكن ‏حين احتلت جماعة الحوثي صنعاء وأخذوا أخر متر في اليمن وهي عدن، أصبح الأمر خطير جدا على السعودية لأن هذا سيحدث ‏تغييرا كاملا في اليمن لم يحدث منذ الستينات‎.‎

كيف تقرأ زيارة الملك سلمان لقطر مؤخراً؟
كل ملك سعودي زار قطر، وهذه أول زيارة للملك سلمان بن عبدالعزيز، ولم يكن فيها خروج عن المألوف وليس لها علاقة ‏بمصر على الإطلاق‎.‎

لكن كيف قرأت إدانة مجلس التعاون الخليجي لمصر وبالزج بقطر في انفجار كنيسة البطرسية؟
هذه قصة مجلس التعاون كله وليس السعودية فقط، يجب أن يكون هناك عتب علي كل الدول الخليجية، لا يصح أن تحسر ‏السعودية فقط، إذا فيه خطأ من وجهة نظر مصر، فعلى كل الدول الست الخليجية أن تبرر هذا أو توضحه، مصر لديها القدرة أن ‏تقدم الأدلة لمجلس التعاون الخليجي، لكن ينبغي ربطها بالعلاقة بين القاهرة والرياض.‏

وما هي الخطوة الأهم لحل الأزمة؟
العودة للحوار بين الطرفين من خلال المختصين والدبلوماسيين وطرح كل القضايا، هناك مشكلة بين الطرفين في الحديث. فهناك ‏أطراف كثيرة ومختلفة تحاول تخريب العلاقات، والمصلحة تقتضي عدم وجود أطراف في الوسط وأن يكون فيه حوار ونقاش ‏مباشر بين الطرفين.‏

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان