إعلان

من ''غزة '' إلى ''محمد محمود''.. تعددت الأسباب والموت واحد

05:10 م الأحد 18 نوفمبر 2012

كتبت - دعاء الفولي:

فلسطينية الجنسية، مصرية الهوى، هكذا هي.. جاءت إلى مصر مع عائلتها الصغيرة التي تتكون منها ومن أبيها وأمها ليستقروا بمصر، وبقية العائلة لازالت موجودة في فلسطين، يعيشون بين ''غزة'' وبعض المدن الأخرى.

وجودها في مصر جعلها تتقن اللهجة المصرية كأنها مصرية بالفعل، حتى أنها عندما تعود لــ''غزة '' في بعض الأحيان يظن أهلها الفلسطينيين أنها ''تمصّرت'' بالكامل ونتيجة وجودها هنا أصبحت تعرف أن مصر هي المحرك الأكثر أهمية في الدول العربية، ومن هنا قررت أن تشارك في ثورة يناير ثم ما يتبعها من الأحداث، لاسيما أنها تدرس الإعلام بجامعة القاهرة مما يجعل الأحداث في دائرة اهتماماتها'' .

''سلمى خطاب'' - الطالبة الفلسطينية - التي شهدت ككثير من الناس أحداث ''محمد محمود'' من بدايتها ولم يكن رأيها مختلفا عن الذين قالوا أن هذه الأحداث كانت مختلفة عن كل ما سبقها وكل ما تلاها، لا سيما أن ''سلمى'' اُصيبت بطلق ''خرطوش'' في قدمها أثناء ''محمد محمود''.

تحكي ''سلمى'' عن الأشياء التي رأتها وكيف جاءت إصابتها فتقول '' كان فيه خيمة لكلية إعلام معمولة في الصينية بتاعة الميدان عشان التبرعات، فروحنا ودينا المياه والخل والشاش وكان الجو هادي لأن كان في هدنة ''.

إلا أن الرياح لم تأتِ بما تشتهي السفن؛ حيث أن '' بعدها بشوية عرفنا إن فيه ضرب جوه محمد محمود بس بقنابل غاز بس، فأخدنا المياه وخل ودخلنا الشارع والضرب كان شديد جدا، وفي الوقت ده الشرطة اتقدمت جدا لحد ما رجعتنا الميدان تاني، ووقتها لقينا شارع القصر العيني والميدان اتملى ظباط وعساكر جيش بدأوا يحاصرونا جوة الميدان ويضربوا فينا ''.

وطبقا لرواية ''سلمى'' لم يخرج  أحد ممن تعرفهم هذا اليوم من الميدان إلا وقد اُصيب بالغاز أو بهراوات عساكر الجيش أو حتى من جراء الضرب بإيدي جنود الجيش في الميدان.

في اليوم التالي لم يختلف الوضع كثيرا من حيث الضرب وغيره والغاز المسيل للدموع إلا أن الرصاص الحي كان استخدامه بشكل أوسع هذه المرة، وفي أثناء الضرب وصوت الرصاص شعرت ''سلمى'' بشيء يصطدم بقدمها إلا أنها لم تنتبه له في البداية بسبب الحماس والحركة.

وتضيف ''الشابة الفلسطينية'' روايتها فتقول :'' ابتدت رجلي توجعني جدا ومقدرتش استحمل فخرجت وكلمت والدي وحكيتلوا لأنه مكنش يعرف إني بنزل و بعدين روحنا القصر العيني وطلبو البطاقة فخفت عشان أنا فلسطينية فروحت مستشفى خاص ''.

وتحكي ''سلمى'' أن الرصاصة كانت موجودة بين عظمتي الركبة فلم يكن يمكن إخراجها في ذلك الوقت حتى لا تؤذيها، واضطر الأطباء للانتظار أكثر من يوم حتى تتحرك من مكانها فيمكن إخراجها وبعد إخراج الرصاصة طلبت ''سلمى'' صور الأشعة أو الرصاصة أو أي دليل يثبت أنها اُصيبت، فلم توافق إدارة المستشفى على ذلك .

''أكتر حاجة عاتبت عليها نفسي إني مشيت من محمد محمود والميدان بعد الأحداث، معرفش اتضحك علينا بانتخابات ولا بإيه، بس مكنش مفروض نمشي،  حقنا كان ممكن ييجي لو كنا كملنا احتجاج''.. قالتها ''سلمي'' .

تصف ''سلمى'' تعامل الشرطة كما رأت في ''محمد محمود'' بأنه '' كان بشع، أنا قبل محمد محمود مكنش عندي عداء مع الداخلية، بس في الأحداث كان عندهم حقد وغل فظيع ناحية الثوار، ولو بنت وقعت في إيدهم مش بيسيبوها إلا لما تتسحل وتتضرب''.

وبعد عام من الأحداث تتساءل ''سلمى'': '' هو فين حق الناس اللى ماتو أًصلا؟، وفين الحساب؟، مش هينفع واحدة ابنها مات أقولها خدي فلوس، أو استني شوية عشان البلد تتصلح !''.

ولعل '' فلسطين ''لم تبعد كثيرا عن كلام ''سلمى'' وإحساسها بــ ''محمد محمود''، فتؤكد '' أنا شفت أكتر من كده في حرب غزة، وعارفة يعني إيه رعب و ضرب وحرب، لكني مقتنعة برضو إن القومية هي الحل، وإن مصر إذا انصلحت الأحوال في فلسطين هتنصلح ''.

سلمى خطاب الطالبة الفلسطينية
سلمى خطاب الطالبة الفلسطينية
سلمى خطاب الطالبة الفلسطينية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان