بالصور.. ''سنترال بارك'' بنيويورك يتحول إلى أكبر صالة ألعاب رياضية مفتوحة في العالم

نيويورك - (د ب أ):

نيويورك.. تلك المدينة المزدحمة التي تحيط سكانها بناطحات السحاب الضخمة والعروض المستمرة في كل ركن والأطعمة السريعة، إلا أنه بين كل هذه المغريات يوجد مهرب للناس من شطائر الهامبورجر والبيتزا والمشروبات مرتفعة السعرات الحرارية، يوجد مكان لممارسة الرياضة والتقاط الأنفاس بعيدا عن كل ملذات ومغريات المدينة.. إنه متنزه سنترال بارك.

الولايات المتحدة كما هو معروف تعتبر جنة بالنسبة لعشاق الأطعمة السريعة بالرغم من كل ما تحمله من أضرار على الصحة، ونيويورك ليست اسثناء، ففي أي مكان بمدينة ''التفاحة الكبيرة''، يوجد فرع لأحد سلاسل محلات الأطعمة السريعة المعروفة وغير المعروفة، باستثناء 341 هيكتارا هي المساحة التي يشغلها منتزه سنترال بارك الشهير.

وتعرض سنترال بارك الوجه الآخر من المجتمع الأمريكي المشهور بالبدانة وزيادة الوزن، حيث تحولت إلى ما هو أشبه بخلية نحل رياضية تستيقظ يوميا لكي يجدها المرء كما لو كنت مضمارا متكاملا للياقة، حيث يخرج الآلاف من أبناء المدينة للعدو منذ الساعات الأولى للصباح فيها، لكونها أكبر حدائق جزيرة مانهاتن.

الأمر لا يتعلق فقط بكرة القدم، فسنترال بارك التي ظلت منطقة مهجورة حتى نهاية القرن الـ19، تقدم الآن لزوارها فرصة ممارسة الرياضة بكل أشكالها، هناك من يفضل المشي وأخر ركوب الدراجة وثالث لعب التس ورابع البيسبول بل وحتى أيضا كرة القدم بتنوع أشكالها سواء الأمريكية والعادية.

هذا ليس كل ما في الأمر فالمتنزه يحتوي أيضا على مكان للسباحة والصيد خلال الصيف والتزلج على الجليد خلال الشتاء، فلا توجد قيود بسبب المساحة أو الحرارة في سنترال بارك، في أي فترة من فترات العام، الفرصة متاحة لتمرين العضلات بكل الطرق المتاحة.

ولكن على الرغم من أن عروض الرياضات التي تتيحها (سنترال بارك) أكبر من قائمة أي مطعم سريع في شوارع نيويورك الكبرى، إلا أن هنالك رياضة مفضلة بالنسبة للجميع مهما كانت الظروف حيث يقول أحد سكان المدينة إن  ''البعض يعدو كل يوم دون كلل أو إجهاد، سواء كان وسط الأمطار أو كانت درجة الحرارة دون الصفر''.

وعادة ما يقوم الناس بالعدو في كل أنحاء الحديقة في أي ساعة من ساعات اليوم، ولديهم ما هو أشبه بالمضمار المفضل، وهو حول أكبر بحيرات سنترال بارك، حيث يقومون جميعا بالعدو في نفس الاتجاه، واذا ما اختلطت الأمور على أحدهم، فإن آخر ما يلبث أن يصحح له نفس المسار الذي قطعه الفنان داستن هوفمان في فيلم (رجل الماراثون)، والذي يتناول قصة شاب يحلم بالمشاركة في ماراثون نيويورك.

وكلمات الشخصية الرئيسية في رواية ميليام جولدمان التي يرتكز عليها الفيلم تكشف السر وراء عشق هذا المكان حيث يقول ''ليس بها عيوب، إنها بحيرة مثالية موجودة في مكان غير متوقع''.

وعلى الرغم من أن العدو يعتبر نشاطا رياضيا في غاية القدم ولا يحتاج سوى أحذية رياضية وبنطال مريح لممارسته إلا أن الموضة اقتحمت هذا العالم، وكيف لا؟ فهذه هي نيويورك مدينة العجائب والتي وصفها ميلان كونديرا بأنها ''رمز للكيتش'' ومن ثم يعتبر تخصيص جزء من الوقت فيها للتسوق كممارسة لأحد الأنشطة السياحية.

وأبناء المدرسة القديمة يفضلون العدو بأحذية رياضية ذات ألوان زاهية، في حين أن أخر صرخات الموضة تتمثل في العدو دون قميص، لاظهار تناسق أجسادهم وعضلاتهم، وبالأخص عضلات البطن السداسية، التي تعتبر حلم يتمنى الوصول إليه أي رياضي غير محترف.

سنترال بارك هي الوجه الآخر لباقي المدينة التي تلقي ناطحات السحاب فيها بظلالها على شوارعها التي لا تخلو من السيارات بين ضجيج وصخب الناس بين من يخرج عدوا من مكتبه للحاق بسيارة أجرة للذهاب سريعا إلى الجانب الآخر من المدينة.

داخل هذه الحديقة الخضراء الأمر مختلف، حيث يستنشق الإنسان الهواء النقي وينعم بالهدوء ويستمتع به، فضلا عن أن الرعاية الجيدة للعشب الأخضر تسمح للمرء بالاستلقاء بكل سلاسة للحصول على قدر من الراحة والاستمتاع.

يحتل منتزه سنترال بارك مساحة 341 هكتارا ويحده من الشرق الشارع الخامس ومن الغرب منطقة سنترال بارك ويست يقدم لأبناء نيويورك فرصة مثالية للهرب من الدهون المشبعة المتراكمة في محلات أطعمة الوجبات السريعة ومن الضغط اليومي، للاستمتاع فيما يعتبر أكبر صالة ألعاب رياضية مفتوحة في العالم، كل الرياضات متاحة فيها وبدون أي تكلفة.

جدير بالذكر أنه قد تم تصميم الحديقة والتي تحولت إلى معلم تاريخي وطني منذ عام 1963، من قبل مصمم المناظر الطبيعية والكاتب فريدريك لو أولمستيد في عام 1858 بعد فوزه في مسابقة التصميم. كما أنه مصمم بروكلين بروسبكت بارك.

ومن الطريف في الأمر أن الحديقة تتلقى 35 مليون سائح سنويا كما تعتبر الموقع الأكثر تصويرا في العالم، كما تم تصوير وقائع وأحداث أكثر من 305 أفلام بها.