''جمعية عودة الثقة للمطلقين'' تهدف لتجاوز آثار هدم عش الزوجية
القاهرة - (د ب أ):
تمكنت اللبنانية عبير الأنصاري من خلال تجربتها الشخصية وبقائها بمفردها، وإحساسها هي وأولادها بمنغصات الوحدة في البيت والمدرسة ، واستشعارها لآلام البعد عن التواصل والتفاعل مع المجتمع المحيط إلى التفكير في إنشاء ''جمعية عودة الثقة للمطلقين '' التي تهدف لإدخال البسمة والسعادة للإنسان في أي مكان وزمان لتجاوز الآثار النفسية السلبية للانفصال وهدم عش الزوجية، وما يتبعه من انهيارات عاطفية.
من هنا جاءت الفكرة الإنسانية لدعم العديد من المطلقين بالإرشادات النفسية والتربوية الهادفة من خلال الجمعية التي خرجت للحياة في القاهرة بعد أن وجد الأعضاء أنها أصبحت بمثابة طوق نجاة لعبور فترة قلقة من العمر.
وفي تصريحها لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) قالت عبير الأنصاري '' رغم كوني لبنانية لم أواجه أية معوقات في تأسيس الجمعية لأنها اجتماعية وإنسانية تهدف لخدمة المجتمع في المقام الأول، وتخفف الآلام النفسية للمطلقين بعد الانفصال لاسيما أن الطلاق تجربة مؤلمة للمرأة، تتعرض فيه المطلقة لضغط نفسي قوي بعد الانفصال وتعاني من نظرة المجتمع المملوءة بالشك والريبة، حيث يلقي عليها اللوم في فشل العلاقة الزوجية، فتلاحقها التهم والهمسات الظالمة''
وأضافت ''بدأنا العمل تحديدا في عام 2008 ونحن جمعية مشهرة اسمها الرسمي/CCD / اختصارا لمسمى ''جمعية عودة الثقة للمطلقين/ Confidence Club for Divorcees / وبدأنا بحوالي 20 عضوا والآن وصل عدد الأعضاء إلى 207 أعضاء وليس لها مثيل في العالم العربي .'' وأكدت عبير أنه مع شعور العضو بشيء من التحسن وازدياد الثقة بالنفس، لاسيما في ظل مناخ العلاج الجماعي ووجود أطباء وأساتذة جامعات، اتسعت سمعة الجمعية وازداد عدد الأعضاء الجدد لاسيما في ظل عدم وجود أي اختلاف في التعامل مع المطلق أو المطلقة ولأننا نقوم بعمل دعم نفسي واجتماعي متواصل بالمحاضرات والرحلات.
وأوضحت عبير لـ ( د.ب.أ ) أنه من الطبيعي أن يشعر كل عضو بالقوة لانتمائه للجمعية لأن مجرد الوجود ضمن الجماعة يعطي انطباع بالأمان والاطمئنان والتآزر مع الآخرين. وهناك الكثير من أوجه التعاون اللامحدود بين أعضاء الجمعية أهمها زيارة الأعضاء المرضي وبحث احتياجاتهم.
كما تهدف الجمعية للحماية النفسية للمطلقين في العالم العربي لذلك تدعو لعدم الاكتئاب أو اليأس، لأن مرحلة ما بعد الطلاق حياة جديدة قد تحمل بين طياتها مواقف وذكريات أجمل وأكثر سعادة من سابقتها ولابد من النظر للحياة القادمة بكل تفاؤل لأن الطلاق ليس نهاية العالم بل بداية لمرحلة جديدة .
الجدير بالذكر أن الاجتماعات في الغالب تكون تعليمية لأن الإنسان إذا ما تعرف على شخصيته ومميزاته وعيوبه سيكون أكثر قدرة وحرصا في الاختيار في المرة الثانية عارفا بهدفه في المرحلة التالية من الحياة وماذا يريد بالضبط.
كما تقوم الجمعية أيضا بإعطاء علاج جماعي من خلال استقطاب العديد من أساتذة الجامعات والمتخصصين إضافة لمدربي الحياةlife coaches، وهنا لا يشعر العضو بأي حرج في توجيه السؤال، لأن الإجابة لن تخصه بمفرده، بل تخص العديد من الأعضاء الذين ينتظرون نفس الإجابة لمشاركتهم في نفس المعاناة.
ولعل الأزواج المخلوعين هم الأكثر تأُثرا بالطلاق وهم يحتاجون لعناية خاصة حتي يتعايشون مع الواقع لأن الطلاق ليس قرينا للفشل بل هو عدم توافق واختيار خاطئ.
من جانبه اكد المهندس محمد أبو النجا رجل الأعمال المطلق في حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية ) د.ب.أ ( أنه سعيد جدا بانضمامه لجمعية المطلقين بسبب المزايا المتعددة التي تحققها الجمعية لأعضائها لاسيما الأطفال الصغار الذين حرمهم الطلاق من الأيادي الحانية التي تربت علي أكتافهم وتحتضنهم وتتبني طموحاتهم وتستمع لشكواهم، فالطفل داخل الجمعية يتفاعل مع الأعضاء ويتلمس مشاعر العطف والحنان المفقودة في حياته كما يشعر أن أسرته أكبر من الأسرة المعتادة وأن محيط العلاقات أكبر بكثير مما كان يتمني، ومن هنا تتعمق مفاهيم التواصل الاجتماعي بشكل عملي.
وفي نفس السياق أكدت الدكتورة حنان رشوان أستاذة البيانو في جامعة حلوان أن فكرة الجمعية جريئة وسيشعر بها الناس مع الوقت. وأضافت حنان في تصريحها لـ (د.ب.أ ) '' انني كمطلقة اكتشفت جانبا ايجابيا يعود بالنفع علي ابني البالغ من العمر 8 سنوات حيث أصبح يقابل أصدقاء له من نفس الفئة العمرية من أبناء الأعضاء فشعرنا جميعا بأننا في أمان وفي تآزر حقيقي وسط أسرة كبيرة مما كان له أكبر الأثر في تحسن نفسيات العديد من الأعضاء بعد فترة وجيزة وعدة اجتماعات '' .
وفي نفس السياق أكد عماد زيان مدير إحدى شركات الاتصالات الخاصة أنه سعيد جدا بانضمامه للجمعية كمطلق، وأنه بدأ يشعر برغبة صادقة وأمينة للتعاون بين الأعضاء الذين أصبحوا بمثابة أخوة وأخوات يعيشون نفس الهموم ويشتركون في نفس المشاكل فتوحدت خطواتهم وشعر الجميع برغبة صادقة للتغلب علي الآثار السلبية للانفصال بل وأبعدت عنهم شبح الوحدة وجعلت من تواصلهم سياجا منيعا ضد الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
فيديو قد يعجبك: