''روبن هود الغلابة'' و''نصير المساكين''.. عن البطل ''نخنوخ'' نتحدث !
كتبت - دعاء الفولي:
عندما تسمع الاسم لأول مرة يأتي لذهنك الأفلام التى لطالما شاهدناها على الشاشة المصرية، ورأينا فيها المجرمين دائما كما قال الكتاب'' يجب أن ترى المجرم منهم له صوت أجش يجعلك تفزع لمجرد سماعه أو له ''بشلة'' فى وجهه وهى علامة على الرجولة وأنه ''حريف إجرام'' .
لكن تلك الأوصاف لا تنطبق بأي حال على بطل قصة اليوم وهو البلطجي الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام الأستاذ أو المعلم كما يناديه البعض ''صبري حلمي'' والشهير بـ''نخنوخ''.
''نخنوخ مصر الأول'' هو رجل له شكل يشبه رجال الأعمال العاديين الذين تراهم فى الصحف وله ابتسامة جيدة وواثقة تجعلك تشعر أنه بريء، وأن الأشياء التي وجدوها فى بيته ليست ملكاً له بالفعل أو أنه جاء بالخطأ لهذا المكان.
وبغض النظر عن كمية الأسلحة والمخدرات والأسود والكلاب والحيوانات التي وجدوها ببيته، والتي لا يشبه وجودها عنده أي فيلم شاهدناه من قبل، فقد قال فى لقاء تليفزيوني معه أنه كان بحوزته ''بندقية'' حتى يدافع عن نفسه .
والغريب أنك تسمع دائما أن ''نخنوخ'' يعتبر نفسه خادم لكثير ممن حوله و ترى صوره التي انهالت علينا من كل صوب وحدب فى الصحف وهو يبتسم فيها ابتسامة الواثق من النصر، حتى أن البعض سخر من تصرفاته الغريبة قائلا أن ابتسامته ''الكيوت'' لا علاقة لها بالمجرمين والبلطجية.
تقول دكتور نهلة ناجي - أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس - أن شخصية ''نخنوخ'' تُصنف فى الطب النفسي على أنها شخصية ضد المجتمع، وتتسم تلك الشخصية بالجفاء الشديد والتبلد فى المشاعر، وعدم الإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير، كما أن ذلك النوع من الشخصيات هى شخصيات سادية إلى حد كبير؛ حيث تستمتع بتعذيب الآخرين بل وتعذيب نفسها أحيانا وتحب كسر القواعد والقوانين لمجرد المرح .
وأضافت الدكتورة ناجي فى وصف تحليل شخصية ''المعلم نخنوخ'':'' كما أن ذلك النوع من الشخصيات عكس ما يبدو عليه، فهو عدواني جدا ولا يستطيع أن يتغلب على تلك الصفة بسهولة لأنها ناتجة عن أكثر من شيء، مثل بعض الهرمونات الموجودة فى الجسم والتى تزيد من العدوانية كهرمون ''التستستيرون'' .
وتابعت الدكتور نهلة:'' أنه حتى السجن قد لا يغير شيء فى هذه الشخصية لأن المرض النفسي لا يتم معالجته بالسجن فقط، فهذا النوع يحتاج لأدوية وعقاقير عديدة ومختلفة حتى يعود طبيعيا مرة أخرى، وإن لم يتناول العلاج النفسي اللازم فحتى إذا مكث فى السجن عشرين عاما سيخرج مرة أخرى ويعاود مهنة البلطجة لأنه لا يرى نفسه خاطئا من الأساس'' .
وترى الدكتورة عزة كريم - أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - أن السبب في كون ''نخنوخ'' واثقاً من نفسه هكذا إلى جانب العوامل النفسية هو الإعلام .
وتقول أخصائية علم الاجتماع :'' الإعلام منذ بدأت التحقيقات وهو يدير حوارات ولقاءات معه حتى أن بعض المذيعين كان يتعامل معه على أنه بريء على الرغم من القبض عليه ومعه ما يدينه، والمعروف أن المجرمين بطبيعة الحال يتسمون بالذكاء وقوة الشخصية والقدرة على السيطرة والتأثير في من حولهم، فما بالنا إذا ساعد الإعلام ذلك المتهم بأن يقوم بعمل حوارات معه أكثر من مرة وتتاح له الفرصة فى التعبير عن نفسه واستعطاف الناس لتصديق أنه رجل صاحب فضل على العديد من الغلابة قبل أن يفصل رجال القانون في قضيته ؟!'' .
وانتقدت أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الإعلام المصري خلال تغطيته لهذه القضية '' مع وجود إعلام يجعل من شخص مازال التحقيق جاريا معه بطلا قوميا ويروج بأنه كان يساعد الناس وأنه لم يفعل شيء خاطئ، هو ما يجعل شخصية مثله لا تهاب شيئا بل ويهدد السياسيين على مرأى ومسمع من الناس دون خوف أو نظر للعواقب''.
فيديو قد يعجبك: