إعلان

"آل سعود" و "كسينجر".. قصة "البترول العربي" في "حرب أكتوبر"

02:04 م الأحد 06 أكتوبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

"حرب أكتوبر هي سبب غلاء البترول وغنى دول الخليج".. عبارة مرارًا و تكرارًا سمعناها، ولكن وراءها قصة تضامن عربي، وموقف جليل من ملوك العرب، في زمن كانت أراضيهم تنتج البترول كما تنتج النخيل البلح، لكن وقت الأزمة ظهر معدنهم الأصيل، وظهر معها قيمة "سلاح البترول"، وعرف العالم أن قطرة البترول العربي تؤثر كثيرًا في قرارات الدول.

في أغسطس 1973، قام "السادات" بزيارة سرية للعاصمة السعودية، وألتقى بالملك "فيصل بن عبد العزيز آل سعود"؛ حيث كشف له "السادات" عن قرار الحرب على إسرائيل، إلا أنه لم يخبر "الملك فيصل" عن موعد الحرب، مكتفيًا بالقول أن الحرب قريبة، وقد طلب "السادات" خلال اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية، وفي 17 أكتوبر عقد وزراء النفط العرب اجتماعًا في الكويت، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريًا ورفع أسعار النفط من جانب واحد.

في 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي "نيكسون" من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل؛ الأمر الذي أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى لإعلان الحظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

محطات الوقود في العالم نفذ مخزونها، وأخرجت لافتات تعتذر عن توافر البنزين، أما الملك الكبير الراحل "فيصل"، فذكرت إحدى الروايات أن "كسينجر - وزير الخارجية الامريكي" زار الملك الحجازي ليثنيه عن قرار حظر تصدير البترول ورفع الأسعار، وحاول أن يمازحه قائلاً: "إن سيارتي بالخارج ليس فيها قطرة بنزين واحدة، فهل آذنت لهم بتموينها؟"، فنظر إليه الملك دون أن يضحك وقال له في كبرياء: "وأنا رجل طاعن في السن وأود زيارة القدس قبل أن أموت، فهل آذنت لهم بذلك ؟".

وفي مذكرات الفريق "سعد الدين الشاذلي"، ذكر أن غالبية الدول العربية أرسلت للجبهتين "المصرية والسورية" الكثير من المؤن والإمدادات العسكرية أثناء "حرب أكتوبر 1973"، وأن بعض تلك الدول شاركت بالجنود سواء في مصر أو في سوريا، وهذه المساعدات لـ"الجبهة المصرية" كانت كالتالي: "سرب ميج 21 جزائري، سرب سوخوى 7 جزائري، سرب ميج 17 جزائري، لواء مدرع جزائري، سربي ميراج ليبيـين واحد يقوده طيارون ليبيون وآخر يقوده مصريون، لواء مدرع ليبي، سرب هوكر هنتر عراقي، لواء مشاة مغربي، لواء مشاة سوداني، كتيبة مشاة كويتية، كتيبة مشاة تونسية.

أما على (الجبهة السورية) فكانت المساعدات كالتالي: "ثلاثة أسراب ميج 21 عراقية، سرب ميج 17 عراقي، فرقة مدرعة عراقية، فرقة مشاة عراقية، لواءين مدرعين أردنيين، لواء مدرع مغربي".

قامت (9 دول عربية) بتقديم الدعم العسكري لدولتي المواجهة، وهناك 7 دول عربيـة اخرى لم تسهم في المعركـة بقوات عسكرية وهي: (الإمارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمان، قطر، لبنان، الجمهورية العربية اليمنية، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، ولعل عدم اشتراك هذه الدول في تقديم الدعم العسكري لا يعني إحجامًا منها عن ذلك وإنما يعني أنه لم يكن لديها ما تستطيع أن تقدمه للمعركة.

خلال الأيام الأولى لحرب أكتوبر 73، تبرعت "ليبيا" بمبلغ 40 مليون دولار و4 ملايين طن من زيت البترول، وتبرعت "السعودية" بمبلغ 200 مليون دولار، و كذلك "الإمارات" بمبلغ 100 مليون دولار، و مؤخرا؛ كشف النقاب عن وثيقة سرية مسربة من المخابرات المركزية الأمريكية CIA، أوضحت حجم المساعدات المالية المقدمة من الدول العربية لمصر و سوريا، و الذي بلغ حينها ما يتراوح بين ملياري دولار أمريكي إلى ثلاث مليارات دولار.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ...  اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان