البرادعي في ''تويتر 2013''.. تغريدات عن ''الثورة'' و''المباديء''
كتبت - يسرا سلامة:
عام كامل لم يتوقف فيهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي عن إطلاق تغريداته على ''تويتر''، حتى وإن تعددت مناصبه ، التى ظل في أغلبها على مقعد المعارضة، انتقل فيها إلى داخل النظام، حتى سرعان ما انسحب إلى المعارضة مرة أخرى.
لكن من المعارضة للنظام إلى المعارضة مرة أخرى.. كانت ''الثورة'' هي الرهان، والمبادئ هي التي ينتصر لها، حتى وإن خسر أمام مجموعة من المؤيديين، ''كأن ثورة لم تقم.. كأن نظاماً لم يسقط''.. كتبها ''البرادعي في نهاية العام الماضي، مطالباً الشباب بالثبات على الرغبة فى تغير الواقع المصرى ، حتى بعد مرور عام على الثورة.
وعلى قلة تغريدات البرادعي.. إلا أنه يحافظ على مكانة الأكثر متابعة على موقع التغريدات ''تويتر''، وتوجه بسبب ذلك إليه اصابع ''الإنعزال و النخبوية'' ، ومطالبة من بعض منتقديه بالإلتفات إلى الشارع، عام كام انتقل فيها البرادعى بوضع ''تغريداته'' عن الاقتصاد والإعلام والثورة وغيرهم.
''لن يتعافي الإقتصاد الا بتعافي السياسة''، ''المحاسبة القانونية لسيل البلاغات الكاذبة ضده''، كلها تغريدات انطلقت من البرداعي في بداية العام، لحقها تغريدات عن مأساة مصر في غياب القدرة على إدارة البلاد تحت حكم الرئيس ''مرسي'' في حينها، ''مفاصل الدولة تتأكل والفشل يزداد والشعب هو الضحية، مصر تركع كل يوم''.. هكذا كان رأي البرادعي.
تغريدات البرادعي كانت كالطلقات على عهد الإخوان المسلمين فى بداية منتصف العام، يتوجه بالإنتقادات للجماعة و للحكم حيناً، وللدولة الفاشلة أحياناً أخرىن بالإضافة إلى طرح حلول تبدو للبعض كافية وللبعض الآخر ''خارج الصندوق''، مطالبات بحكومة إنقاذ وطنى فى بداية العام ، على سبيل المثال.
لم يتوقف ''البرادعى'' أيضاً عن التسويق لحزبه ''الدستور'' عبر تغريداته، بالإضافة إلى بعض التهانى فى المناسبات المختلفة الفرحة مثل المولد النبوى الشريف، أو عند رحيل أحد المفكريين أو الشخصيات العامة مثل جمال البنا أو نيلسون مانديلا، أو حتى من أبناء الثورة مثل عمرو كريستى والجندى.
تغريدة أخرى له فى منتصف ''فبراير'' تدعو لتحقيق العدالة فى مصر، ودعوة لإبرام لجنة مستقلة للتحقيق فى حالات التعذيب البربرية حسب وصفهن لكن قليلاً من يستمع إلى رأى ''البرادعى'' ويأخذه على محمل الإهتمام، تغريدة بالعربية تتبعها ترجمة، هى سبيل ''البرادعى'' لإيصاله صوته للعالم أجمع.
يغرد ''البوب'' - كما هو معروف وسط نشطاء التواصل الاجتماعي - رافضاً ما وصل إليه الإستقطاب فى المجتمع فى فترة حكم مرسي، فى تأكيد فى أغلب التغريدات على أن النظام لم يسقط.. من ''مبارك'' لـ''العسكرى'' لـ''مرسى''.
انتقل البرادعى فى فبراير ليكون احد ابرز الفاعلين فى جبهة الإنقاذ الوطنى، والتى كانت تقف فى وجه نظام محمد مرسي، على الرغم من عدم اعتراضه على عدم وجود أى من وجوه النظام القديم بداخلها، والذي ينتقده البرادعى طوال الوقت.
انتقاد للجهل والعبث.. انتقاد آخر لأداء الحكومة.. انتقادات أيضاً للحكم فى قضية ''بورسعيد'' وانتظار لحيثيات الحكم لمعرفة ''العقل المدبر'' وراء المذبحة، كلها كانت فحوى لتغريدات البرادعي، سرعان ما كانت تُقابل على نفس الموقع بتعليقات ساخرة أو منتقدة أو مؤيدة.
لم تخلُ أيضاً تغريدات ''البرادعى'' من شئ من السخرية، مثل تغريدته ''دعوي إسقاط الجنسية عني : يبقي انت أكيد في مصر'' أو تغريدته :'' من البوب للشباب: حبكم يغمرني تواضعاً ويزيدني إصراراً. كنتم ومازلتم الحلم والأمل. العقل مرشدنا والضمير بوصلتنا. معا سنغير مادام في العمر بقية''.
كما عرف أغلب متابعيه من تغريداته طبيعة منصبه فى الدولة كمستشار للرئيس فى الشئون الخارجية عقب 30 يونيو، فكتب قائلاً :'' أسبقيتي حث كافة الأطراف على نبذ العنف بكافة أشكاله للتوصل الى توافق وطني يعبر بمصر الى بر الأمان، اسأل الله التوفيق في وقف نزيف الدم المصري''.
لكن تغريدات ''البوب'' أصبحت نادرة عقب رحيله من منصب مستشار الرئيس، ولم يترك تعليقاً عبر نافذته بـ''تويتر'' معلقاً على الأحداث، أو على فض ميدانى رابعة العدوية أو النهضة، لتظل بعض التغريدات القصيرة عن الحرية والعدالة الإجتماعية و حقوق الإنسان.
''نبذ العنف''..''العدالة الانتقالية''..وغيرها من المبادئ ، فضل البرادعى ان تكون تغريدته فى نهاية العام، مضيفاً ليعبر عن رسالته ''الحقيقة،المحاسبة،المصالحة..و التوافق الوطني علي قيم إنسانية مشتركة وديمقراطية حقة. .غير ذلك حرث في البحر''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: