إعلان

كلية إعلام القاهرة.. ''الثورة'' لا تزال مستمرة

10:32 م الأحد 08 ديسمبر 2013

كلية إعلام القاهرة.. ''الثورة'' لا تزال مستمرة

كتبت - رنا الجميعي:

لافتات مرفوعة، بعضها كُتب عليه شعارات منددة بوزارة الداخلية، وأُخرى عليها صور لشهيد كلية الهندسة ''محمد رضا''، وأثناء ذلك صدحت أصوات الطلبة على سلالم كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تقول ''اكتب على حيطة الزنزانة، قتل الطلاب عار وخيانة''، حيث اجتمع أمام باب الكلية طلاب غاضبون ينادون بالقصاص، ووسيلتهم في التعبير عن الغضب، الهتاف والإضراب، ولم يكن ذلك الاضراب هو الأول.

شهدت الكلية أكبر احتجاج لطلبة إعلام على مدار تاريخ الكلية، وهو اعتصام عام 2011، لإقالة عميد الكلية وقتها ''سامي عبد العزيز''، لمواقفه التي وصفها الطلاب بأنها ''مؤيدة لنظام مبارك''؛ الاعتصام الذي امتد لثلاثة أشهر، تضمن العديد من الوقفات اليومية ومجالس التأديب التي تحوّل إليها الطلبة حتى فصل الطلبة في مايو 2011 مما أدى لموجة من الغضب شديدة أدت إلى إقالة العميد، واختلفت اعتراضات الطلاب بين 2011 و2013، ولكن يرى معظمهم أن هذا العام تفاعل الطلاب مع الاضراب أكبر.

تناوب الطلبة والطالبات الهتافات المنددة بحماس شديد، وما بين الهتافات المعارضة لسياسة الداخلية والمطالبة بالقصاص لشهيد كلية الهندسة، ''مستمرين في مطالبنا إقالة وزير الداخلية ووزير التعليم العالي''، هكذا قال ''عبد الله أنور''، المتحدث الرسمي باسم اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وعضو باتحاد طلاب كلية الإعلام، يُصر ''عبدالله'' على استمرارية الضغط للمطالبة أيضًا بالإفراج عن الطلاب المعتقلين، وإلغاء مجالس التأديب التي تهدف إلى قمع الرأي، على حد قوله.

عبر ''عبد الله'' عن موقف الاتحاد من ممارسة أي طرف لاستخدام المظاهرات لأهدافه، قائلًا ''نرفض استخدام أي طرف لأهداف سياسية''، ولذا قامت المسيرة الخاصة بإعلام بالانفصال عن باقي التظاهرات التي أقيمت أمام القبة بسبب رفع الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ''شعار رابعة''.

وأشار إلى أن البيان الذي أصدره الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لم يرقَ إلى مطالب الطلاب، ولكنه أضاف ''هي شجاعة تُحسب لدكتور جابر''، وضمت المسيرات عدد كبير من أساتذة من هيئات التدريس ومجلس الجامعة، على حد قول ''عبدالله''.

ولا انهزام ولا انكسار

لم تخلُ سلالم كلية الإعلام، من وقفة أخرى تلت الأولى، لكنها منددة بقتل الطلاب وما اسموه ب''حكم العسكر''، وبدخول الأمن الجامعة، بينما يرفعون شعار رابعة.

بينما تُرفع لافتة عدد من الشهداء، ومكتوب عليها ''ولا انهزام ولا انكسار''، قالت ''سارة'' إحدى الطالبات المشاركات بالوقفة ''هما خايفين بس عشان ميضربوش جوة الجامعة''؛ حيث استنكرت موقف الطلاب وتظاهراتهم داخل الجامعة، فهم لم ينتفضوا سوى لطالب الهندسة ولم يهتموا للمئات الذين استشهدوا في ميدان رابعة العدوية، لم يعترضوا على الإعتداء الأمني داخل الجامعات الأخرى، على حد تعبيرها.

وعن موقفها من إصرار اتحاد الجامعة على عدم ارتداء أي شعارات سياسية، قالت: ''أنا ملبستش بادج رابعة وكتير من زمايلي كده، بس أنا معرفش موقف البقية''.

أول تحرك لاتحاد إعلام

''أول مرة يبقى فيها اتحاد بيعبر عن رغبات الطلبة''، هكذا عبرت ''هاجر هشام''، خريجة كلية الإعلام دفعة 2013، عن فخرها بموقف الاتحاد وقراره ببدء إضراب في الكلية يمتد لثلاثة أيام.

''المفروض إن دي كلية إعلام، والمفروض ان يبقى ليها السبق في إثبات موقف سياسي، لأن دي الكلية اللي طلابها بعد الدراسة بيشكلوا الرأي العام''، هكذا كان رأي ''هاجر'' بسبب موقف إدارة الكلية المعارض للإضراب، وتقول: ''كالعادة موقف الكلية مخزي، ويطلع عميد الكلية عماد مكاوي يقول ان مفيش اضراب في الكلية''.

تمنت ''هاجر'' أن تجد من أساتذة الكلية موقف واحد مؤيد للإضراب، ولكن الواقع أن موقف الكلية متنوع ما بين مؤيد ومعارض، فبعض الأساتذة تضامنوا مع فكرة الإضراب وأوقفوا المحاضرات مدة الثلاثة أيام والبعض الآخر مستمر في الدراسة بشكل طبيعي، على حد قولها.

تابعت ''هاجر'' مواقف الاتحاد المختلفة منذ أن كانت طالبة بالكلية، فترى أن مواقفه لم تكن من قبل بهذه الجدية، ''وقت اعتصام 2011 كان الاتحاد ضد الاعتصام، لكن دلوقت فيه طلبة أول مرة تنزل و نازلة عشان الاتحاد نازل''، حسب قول ''هاجر''.

لم تُخفِ ''هاجر'' خوفها أن تقوم إدارة الكلية بأي ضرر للاتحاد بسبب موقفه، وترى أنه إذا لم يكن للإدارة موقف مؤيد للإضراب فعلى الأقل لا تقوم بأي فعل يضر الطلاب، خاتمة كلامها بعبارة ''سيبوا الطلبة يعملوا اللي عايزينه''.

على عكس البعض ممن رحبوا بفكرة الإضراب، قالت ''عبير'' طالبة بالكلية ''أنا مش هغيب عن محاضراتي، ومش شايفة إن الإضراب وسيلة ضغط''، وذلك رغم تأييدها وجود وقفات احتجاجية ومظاهرات للضغط للمطالبة بالقصاص لشهيد هندسة، ولكنها عارضت الإضراب، لأنها تخاف أن يفوتها أجزاء كبيرة من المناهج الدراسية، وأضافت''هي مدة قصيرة بس إحنا بندرس كتير''.

''سهير عثمان''، الأستاذة بكلية الإعلام قالت: ''الإضراب شكل حضاري للتعبير عن الرأي''، وتعتقد أن الإضراب هو الحل، بسبب صعوبة وجود مظاهرات دون إصابة الطلاب، مؤكدة أنه ''ده أقل واجب'' من أساتذة الكلية للتضامن مع الطلاب وتأييدهم في قرار الإضراب.

''أبسط حقوقنا ان دكتور حسام عيسى يمشي''، كان هذا رأي ''سهير''؛ فهي ترى أن الوزير يجاهد لتبرير مواقف الداخلية والحكومة دون إعلاء حقوق الأساتذة والطلبة، موضحة أنها ''أنا مش هعمل حاجة تضر الطلاب''، فهي ستلغي محاضراتها كبعض الأساتذة الآخرين ''وأنا حتى لو لقيت طلاب مكنتش هشرح''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان