''المحروسة''.. يخت السلطة من ''الخديوي'' إلى ''الرؤساء''
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت - نوريهان سيف الدين:
على نفس اليخت الملكية رحل ''الجد والحفيد''، كلاهما معزول عن عرش مصر؛ فالجد عزله ابنه ليصبح ''خديوي'' بديلاً عنه، والحفيد عزله ''الجيش'' بعد تدهور أحوال البلاد، وهزيمة الجيش في ''نكبة فلسطين'' وغيرها من العوامل الأخرى.
''يخت المحروسة الملكي''، والذي أمر ببنائه الخديوي ''إسماعيل'' في 1863، ليتم بناءه واستعداده للإبحار بعد عامين فقط، وتكون رحلته الأولى من أحد المواني البحرية في لندن إلى ''ميناء الإسكندرية'' قبالة ساحل قصر ''رأس التين''، ويستخدمه ''الخديوي إسماعيل'' في عدة رحلات من أهمها ''دعوة ملوك و أمراء أوروبا لافتتاح قناة السويس''، ويكون أول سفينة تعبر القناة بعد افتتاحها وعلى متنه ''خديوي مصر، الإمبراطورة أوجيني، إمبراطور النمسا، وولي عهد ألمانيا''، وغيرهم من وجهاء أوروبا.
1879.. شهد ''المحروسة'' أول رحلة حزينة فوقه، وكان يحمل على متنه ''الخديوي إسماعيل'' بعد أن عزله ابنه ''توفيق'' عن عرش مصر، وغادر به إلى ''ميناء ''نابولي'' بإيطاليا، وبعد 20 عامًا يحمل ''المحروسة'' فوق متنه ''الخديوي توفيق''، والمهندس الفرنسي ''ديليسيبس'' من ميناء الإسكندرية وحتى ميناء بورسعيد، ليشهدا الاحتفال بإزاحة الستار عن ''تمثال ديليسيبس'' عند مدخل قناة السويس.
''المعزول الثاني'' على متن ''المحروسة'' كان ''الخديوي عباس حلمي الثاني'' آخر خديوي يحكم مصر والسودان، بعد أن عزله الاحتلال الإنجليزي عن العرش ونصبوا عمه ''السلطان حسين كامل''، ويرحل ''الخديوي عباس'' إلى منفاه بالآستانة بتركيا عام 1914.
ظل ''يخت المحروسة'' الملكي محتفظًا برونقه وبهاءه، خاصة بعد عمليات التجديد والتطوير التي شملته، ليعمل بالتوربينات البحرية الحديثة بدلاً من ''الفحم''، وإدخال ''التلغراف'' إليه كوسيلة اتصال في 1912، وتتم عملية زيادة طوله أكثر من مرة لتتجاوز 450 قدمًا، ويعلوا لخمسة أدوار يزينها ''مدخنتان'' وثمانية مدافع لحمايته من الغارات البحرية.
في 1939 حمل ''المحروسة'' ''شاه إيران'' ونجله ''محمد''؛ العريس القادم من ''إيران'' لخطبة يد جميلة جميلات الأسرة العلوية ''الأميرة فوزية فؤاد''، كما حمل أيضًا جلالة الملك ''عبد العزيز آل سعود''، ملك السعودية آنذاك، من ميناء جدة إلى ميناء بورفؤاد والعكس أثناء زيارته لمصر عام 1946.
اختاره ''الملك فاروق'' ليقله برفقة زوجته ''الملكة ناريمان'' و''الملك الصغير أحمد فؤاد'' وبناته ''فوزية وفريال وفادية''، وذلك بعد طلب قادة الثورة أن يغادر الملك البلاد في 23 يوليو، ورغم طلب ''فاروق'' أن يحتفظ بـ''المحروسة'' إلا أن السلطات المصرية رفضت طلبه، ليخرج ''الفاروق'' من قصر ''رأس التين'' بالإسكندرية في بدلة عسكرية رسمية، وتطلق البحرية المصرية 21 طلقة مدفعية تحية لـ''أحمد فؤاد الثاني'' ملك مصر الصغير، وبقيادة ''الأميرالاي بحري جلال الدين علوبة''، يغادر المحروسة إلى ميناء ''نابولي بإيطاليا.
يعود ''المحروسة'' من جديد إلى الإسكندرية، ويتغير اسمه إلى ''الحرية'' بعد أن سعت ''ثورة يوليو'' لتغيير كل ما له صلة بالعهد البائد، ويشارك اليخت في الافتتاح الثاني لقناة السويس، وعودة الملاحة البحرية لها بعد حرب أكتوبر 73، ويقل على متنه الرئيس ''السادات'' برفقة ''بيجين'' ليعبرا من خلاله ''القناة'' في 1975، وبعد عام يبحر ''المحروسة'' لمسافة 12700 ميلاً بحريًا للمشاركة في العيد الـ200 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
''المحروسة'' لم يكن قاصرا على ''الحقبة الملكية'' فقط، بل استخدمه الرؤساء ''عبد الناصر والسادات''، كما استخدمته ''البحرية المصرية'' لفترة في تدريباتها، وظل منذ 1952 يحمل اسم ''الحرية'' حتى عاد له اسمه القديم ''يخت المحروسة'' بأمر من الرئيس الأسبق ''مبارك'' في عام 2000 بعد عمليات تجديد له، ولا يزال حتى الآن في مكان رسوه قبالة ''قصر التين''.
فيديو قد يعجبك: