''البرنس محمد عبد المنعم''.. الوصي على عرش ''الملك الرضيع''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
هو أحد حكام الظل، جاء به القدر ليتحمل المسئولية عن ''عرش مصر''، واستقرار الحكم أمام ''مجلس قيادة الثورة، ورغم دوره ''الشكلي'' ومنصبه الشرفي في حكم مصر في فترة من أكثر الفترات حرجًا في تاريخها، إلا أنه ظل مجهولاً لسنوات طويلة، ولا يعرفه سوى القليل، فقط ممن عاصروا تلك الفترة وقارئي التاريخ.
الأمير ''محمد عبد المنعم''، أحد أمراء الأسرة العلوية التي حكمت مصر ما يقارب 150 عامًا، وجاء فجر 23 يوليو 1952 ليشهد انقلابًا عسكريًا ''أبيض''، مدعوم من عامة الشعب بمختلف طوائفه، أجبر فيه الجيش المصري تتزعمه ''حركة الضباط الأحرار''، أجبروا الملك ''فاروق الأول'' بالتنازل عن عرشه لنجله وولي عهده، الأمير الرضيع ''أحمد فؤاد الأول''، وكان وقتها عمره لا يتعدى شهور السنة الواحدة، وتشكل ''مجلس وصاية على العرش برئاسة ''البرنس محمد عبد المنعم''، وبهي الدين بركات باشا، والقائمقام رشاد مهنى.
''الأمير محمد عبد المنعم''.. الإبن الأكبر للخديوي ''عباس حلمي الثاني'' حاكم مصر الأسبق، كان ظاهريًا هو المسئول أمام مجلس قيادة الثورة عن ''عرش مصر'' و''الحكم المدني''، وسكن القصر برفقة زوجته العثمانية ''الأميرة نسلي شاه''.
في 7 سبتمبر 1952، تم حل ''مجلس الوصاية'' واعتقال ''القائمقام رشاد مهنى'' واتهامه بالتآمر على قلب النظام، وتعيين ''البرنس محمد عبد المنعم'' وصيًا وحيدًا على العرش.
استمر الوضع هكذا حتى ألغت الثورة ''الملكية'' وأعلنت ''الجمهورية'' في 18 يونيو 1953، وغادر ''البرنس عبد المنعم'' وزوجته إلى قصره بالمنيل، ليلقى القبض عليهما في 1957 ويتهما بالمشاركة في مؤامرة ضد ''الرئيس ناصر'' لقلب نظام الحكم، ويجبرا على مغادرة البلاد برفقة أولادهما بعد مصادرة أملاكهم، ويتحول قصره إلى ''قصر ضيافة'' تابعًا لديوان محافظة القاهرة.
يعيش ''البرنس محمد عبد المنعم'' في أوروبا، ولا يعود ''البرنس'' لمصر إلا بعد موافقة ''السادات''، ليموت ويدفن بها في 1979، وتظل زوجته العثمانية الجميلة ''نسلي شاه'' في أوروبا ثم تنتقل للإقامة بتركيا، بعد أن كانت لفترة من الفترات ''سيدة القصر'' وتظهر في الاحتفالات الرسمية، وتموت مؤخرًا في أنقرة وتدفن هناك أيضًا.
فيديو قد يعجبك: