غداً رأس السنة.. الفرعونية

كتب- محمد منصور:

العام الجديد لا يأتي بالضرورة مع الأول من يناير، فقبل شروق شمس المعرفة على سائر أنحاء العالم ساد ضوئها سماء مصر وأراضيها، وفى الوقت الذى تمتد فيه حضارات أمم عظيمة إلى مئات السنين تمتد حضارة المصريين إلى ألوف السنوات.

''نحن في عام 6255''، هكذا يُعلن التوقيت المصري الذى سبق نظيره الميلادي بأكثر من 4000 عام، فمع شروق يوم 11 من سبتمبر2013 تبدأ أولى أيام السنة الفرعونية الجديدة والتي تنتهى في 10 سبتمبر من عام 2014.

وقبل ألوف السنين كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا اليوم ويطلقون عليه ''ني- يارؤ'' بمعنى ''يوم الأنهار'' الذى هو ميعاد اكتمال فيضان نهر النيل، السبب الأول في الحياة لمصر، وتحرف الاسم فيما بعد إلى ''نيروز'' وهو العيد الذى كان يُمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة.

قسم المصريون السنة إلى ثلاثة فصول، وليس أربع، وذلك لضبط الدورة الزراعية، وهى الفيضان ''آخت'' ويقابل فصل الصيف والزراعة ''بيريت'' ويقابل فصل الشتاء والحصاد ''شيمو'' ويقابل فصل الربيع، ويكون طول كل فصل أربعة أشهر.

ويُقال أن التقويم المصري القديم وضعه العلامة توت الذي اخترع الكتابة وكان عالما حكيما، ولذلك احترمه المصريون القدماء ووضعوه منزل الآلهة وأسموه بالإله توت أو تحوت وبدأوا أول شهور السنة باسمه.

والسنة الفرعونية أو التوتية هي سنة شمسية مرتبطة بالنجوم ، مقسمة إلى 12 شهرا بكل شهر 30 يوما ثم تليها خمسة أيام او ستة لتكملة باقي السنة.

وكانت السنة الفرعونية مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية في كوكبة الكلب الأكبر أو كلب الجبار، وهو ألمع نجم في السماء بالمقدار واحد، وهو قزم أبيض، وتستغرق دورته حوالي 1460 سنة، خلالها تكون بداية السنة الفرعونية قد جاءت بجميع الفصول كل أربع سنوات، وبعد هذه السنوات تكون بداية السنة الفرعونية منطبقة مع شروق النجم في بداية الدورة الثانية.

وقد تم تعديل هذا النظام حوالي 238 قبل الميلاد بإضافة يوم كل أربع سنوات للسنة الفرعونية، بحيث يتم تثبيت بداية السنة مع الفصول وبذلك ثبتت بداية السنة في شهر سبتمبر.