''العفاريت''.. ضد ''العسكر'' و''مش إخوان"
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي:
تصوير - مصطفى الشيمي وكريم أحمد:
بدا ميدان طلعت حرب خاليًا إلا من مارة، والبعض انتظر على سور حديدي ملتحم بالرصيف، لم يظهر أي إشارة واضحة لوجود تجمع لانطلاق مسيرة أو وقفة احتجاجية، حتى انطلق صوت شخص توجه في ثوان إلى منتصف الميدان؛ حيث تمثال ''طلعت حرب'' وصاح ''يسقط يسقط .. حكم العسكر''؛ ليبدأ المشهد بالتفاف العديد في دائرة مرددين الهتاف.
لون أحمر هال حول الوقوف نتيجة إشعال أحدهم ''شمروخ''، وأعلام تعلو الرؤوس كتب عليها ''عفاريت الانقلاب''، بينما ظلت السيارات تمر، يتوقف البعض لمعرفة ما يجري عن قرب، وآخرون اكتفوا بمشاهدة الأمر من بعيد، والبعض انضم بالهتاف أو التصوير.
''مريم'' و''فاطمة'' فتاتان جامعيتان وقفتا بمحاذاة الرصيف بانتظار المسيرة؛ لم تكن تلك المرة الأولى التي تشاركا فيها بمسيرة منددة بما وقع من أحداث منذ عزل ''محمد مرسي'' من السلطة، ليستا على رأي واحد فيما يتعلق بما كان يجب أن يحدث منذ كان ''مرسي'' بالحكم؛ حيث وجدت ''فاطمة'' أنه كان لابد من الحزم في اتخاذ القرارات وتعجيل إجراء تطهير ''الداخلية''، لكي لا يحدث ما يجري الآن.
بينما وجدت ''مريم'' أنه لو تم تطهير ''الإعلام'' من البداية ما كان لكل ذلك أن يحدث ''اكتشفت بعد اللي حصل إن الحمل كان صعب جدًا''، معتبرة أن أي شخص آخر كان سيتولى الحكم بدلًا من ''مرسي'' لم يكن ليفعل أكثر مما كان بل أن التربص ومحاولات إسقاطه طول عام كشفت ما حدث.
دقائق اقتربت من العشرة، تحركت فيها المسيرة باتجاه شارع ''طلعت حرب'' بهتاف لا ينقطع وعشرات رفعوا لافتات صفراء تحمل إشارة ''رابعة'' وآخرين أيدوها بأيديهم، وعلى صوت قرع الطبول بالمسيرة كانت الهتاف ''إيه يا داخلية جرالك إيه.. نسيتي يناير ولا إيه''، ''رابعة ..رابعة''، ''كاذب يا وزير الداخلية.. والحكاية تمثيلية'' و''مش بنخرب ولا بنكسر.. لكن بنهتف ضد العسكر''.
وقبل التحرك بالمسيرة، اندفعت فتاة من خلف الوقوف في مواجهة تمثال ''طلعت حرب'' صائحة بانفعال لفت الأنظار إليها ''أيوه إرحل يا سيسي.. قتلوا صحابنا وحبايبنا واخواتنا.. إرحل يا سيسي'' مرددة كلمات ''رابعة ..رابعة''.
''فدوى'' فتاة بدا عليها أنها ثلاثينية العمر، فنانة تشكيلية وتعمل بمجال التوعية السياسية، لم يكن حماسها فقط سبب لفت الأنظار إليها بل لأنها لم تكن كالصورة الذهنية المأخوذة عن رافضي عزل ''مرسي''، لم تكن ''فدوى'' الفتاة الوحيدة بين المسيرة التي أخذت ذلك الطابع، بل غيرها وسط المسيرة التي غلب عليها الشباب لكن لم تخل من كبار السن والأطفال أيضًا.
نظرات امتعاض، وترحيب متبادل، ومجاراة في بعض الأحيان؛ كانت رد فعل المارة بشارع طلعت حرب بينما تمر المسيرة، البعض بادلهم بأداء علامة ''رابعة'' وانفعل، آخرون كسيدة أخذت تصيح ''خونة.. خونة''، وآخر عندما بدأ الهتاف ضد وزير الدفاع ''عبد الفتاح السيسي'' علق ''هم بيقولوا على مين فارس البلد''، وآخرين رفعوا صورة ''السيسي''.
توقفت السيارات بينما تمر المسيرة وتقترب من نهاية ''طلعت حرب'' وتقاطعه مع شارع ''26 يوليو''؛ البعض التزم سياراته بين علامات ضيق وابتسامة، في حين ترجل البعض عن سيارته منتظرًا عبور المسيرة.
''معلش عطلناكم''.. قالها شاب رافعًا اللافتة الصفراء المدعومة بإشارة ''رابعة'' لأحد المنتظرين خارج سياراته، بينما تبادل اثنان السباب أحدهم من المسيرة وآخر من المتواجدين بالشارع، ولم يخل الأمر من ريبة البعض بالمسيرة من اعتداء ''البلطجية''، والذي حدث مع الاقتراب من شارع ''26 يوليو''؛ فبدأ الكثير بالجري من المارة والمشاركين بالمسيرة على السواء ودقائق وانفض الجمع.
وأخذ المارة فزعين يتساءلون عن احتمالية وجود بلطجية، وبدأ أصحاب المحال في إغلاق محالهم كما تعودوا في تلك الظروف، خاصة مع رؤية أحد الأفراد الذي أصيب بجرح في رأسه؛ فذاك الجرح ولو كان بسيط لكن كان كافيًا لإثارة الرعب في نفس الباعة والمارة.
''نادر طارق''، أحد مؤسسي حركة ''عفاريت ضد الانقلاب''، الداعية لمسيرة ''طلعت حرب'' وأحد مسئولي صفحتها على ''فيس بوك'' قال: ''الفكرة بدأت لما شوفنا إن كل الناس فاكرة إن المعترض على الانقلاب إخوان فقط''؛ فشهر أغسطس الماضي كان هو موعد ميلاد الفكرة التي يقوم عليها مجموعة من الشباب.
الاسم الذي قد يبدو غريبًا للبعض أو دون تفسير للآخرين كان له تفسير واضح لدى ''نادر'' وهو أن '' الاسم تم اختياره بعيدًا عن الاسامي الثورية أو المتعلقة بجماعة الإخوان، وبالتالي جاء الاسم من فكرة إننا بنعمل فاعلية ونختفي في أسرع وقت''.
''إحنا مفيش حد فينا منتمي لأي حركة سياسية أو للإخوان أو غيره''.. قالها ''نادر'' عن انتماءات أعضاء الحركة، لكنهم في نفس الوقت ''شباب إيجابي''، على حد قوله.
''العَجَل.. فريز''.. بعض الطرق المختلفة التي اعتمد عليها ''العفاريت'' في فاعلياتهم التي اختلفت أماكنها؛ فأول فاعلية لهم كانت في ميدان ''روكسي'' بالقرب من قصر الاتحادية، وفاعلية أخرى وكانت مسيرة ''بالعَجَل'' في شارع جامعة الدول العربية، وهناك فاعلية ''فريز'' التي تعتمد على تمثيل الأحداث في مشهد صامت ''عملناها في كارفور ومول العرب، وعملنا أول يوم العيد فاعلية للأطفال والأهالي في رابعة''.
أما عدد المسيرات فهي ثلاث مسيرات بالإضافة للمسيرة الأخيرة في ميدان ''طلعت حرب'' بالتعاون مع حركة ''أحرار 6 أبريل'' و ''شباب ضد الانقلاب''.
بعض الحركات التي ظهرت في عهد المجلس العسكري السابق وكان اعتمادها على التعامل مع الشارع ليست مختلفة ظاهريًا عن الفكرة التي تقوم عليها حركة ''عفاريت ضد الانقلاب''، لكنهم ''إحنا فكرتنا إننا بنعمل الفاعلية ونختفي بعدها فورًا، وممكن نعملها في مكانين في نفس اليوم مع إن عددنا قليل جدا''، على حد قول ''نادر''.
التعرض للخطر سواء من قبل البلطجية والأمن أو بعض المواطنين أمر وارد أثناء فاعليات الحركة فقد حدث ذلك مرتين؛ الأولى كانت ''في فاعلية جامعة الدول بس الموضوع كان بسيط''، أما الثانية في ''طلعت حرب''؛ فكان الأمر فيها مختلف ''الفاعلية بدأت حوالي الساعة 7، قعدنا شوية في الميدان وبعدين بدأنا نتحرك وكان في بلطجية في آخر المسيرة، كانوا بيشتموا المتظاهرين شتائم بذيئة وبيهتفوا''.
لم يتوقف الأمر عند مجرد ''الشتائم'' فقد ''بدأوا يعتدوا على الشباب المسئول عن تأمين المسيرة ويضربوه، وقبل الشارع المؤدي لدار القضاء بدأ البلطجية يجروا ورا الناس ويشتموهم بألفاظ نابية جدًا''، ونتيجة لكل ذلك تم فض المسيرة طبقًا لرواية ''نادر''.
خوف أعضاء الحركة من تصنيفهم تجاه تيار سياسي واحد جعل رسالتهم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم، يذكرون نفسهم بها من حين للآخر ''رسالتنا أنا مش إخوان، ضد الدم وضد حكم العسكر ده اللي عاوزين نوصله، مش أي حد بيقول يسقط يسقط حكم العسكر يبقى إخوان''، محاولين بذلك أن يتم توحيد هتافاتهم لتكون ضد الحكم العسكري ورغم ذلك فهم ''ساعات بننضم على مسيرات تانية أيام المليونيات لكن في غير كده خلال مسيرة الحركة بتاعتنا بس هتافاتنا بتبقى موحدة تماما''.
فيديو قد يعجبك: