''ربات البيوت'' هيقولوا للاستقرار أيه؟.. طبعا ''نعم''
كتبت - يسرا سلامة:
هادئة، مطيعة، دوما ما تتوجه بالدعاء أن تتحسن أحوال البلاد مهما اختلف الحاكم، عادة ما ينقضي يومها بين مكانين، إما السوق أو المنزل، لا تعرف لهما بديلاً، الإيثار طبعها، ربما تفنى حياتها في توفير مناخ الراحة لباقي أفراد الأسرة، لا تسمع صوتها بين أصحاب النخبة؛ فهي من أبناء حزب ''الكنبة'' و''الطبلية'' إن قضى الأمر، تعيش كواحدة ضمن ملايين من ''ربات البيوت''، ممن سيتوجهن إلى لجنة الاستفتاء كعضو فاعل فى المجتمع، كما يسمعن من وسائل الإعلام، علاوة على الطلب الذى وجهه الفريق السيسي لهن –في أخر خطاباته- بدعم الدستور بالمشاركة، حسب وصف بعضهن.
فى كل صباح، تضع أولادها وزوجها نصب أعينها، غذاء اليوم، شئون المنزل، أشياء تشغل رأس ''هالة'' على مدار الساعة، أخبار السياسة لديها تختلط بمقاطع برامج الطبخ، فجماعة الإخوان ''أكلة غير صالحة'' تفسد سفرتها، و''السيسى'' طبقها المفضل التى تنتظره سفرة الغد.
لم تفكر ''هالة'' كثيراً في ترتيب رأيها السياسي ''الإخوان خربوا البلد.. والسيسي هو اللى أنقذنا'' تقولها السيدة الثلاثينية بعفوية دون حسابات ''الإخوان بتوع دم'' عبارات كافية تدلل بها على رأيها إزاء التصويت على التعديلات الدستورية ''طبعا نعم''.
نصف وقت ''هالة'' تقضيه أمام شاشة التلفاز، أو يأتيها صوته أثناء عملها فى المطبخ، مناقشات الدستور لم تكن فى أولوياتها، لكنها حسمت موقفها منذ تزايد عنف الإخوان فى الجامعات، كما تقول، لذا فهى تحلم بالاستقرار.
ومن ''هالة'' إلى ''سميرة'' تظل قولة ''نعم'' واحدة، يعرف ربات البيوت بعضهن البعض بها، وتجمعهن فى طابور واحد؛ فـ''سميرة'' لم تتوجه إلى لجان الانتخابات أو الاستفتاء قبيل الثورة، لكنها تنوى النزول إلى الاستفتاء لدفع الدستور إلى التنفيذ، ''جوزي بيحامي للإخوان ومتشدد لهم'' بضحكة صافية تقولها ''سميرة'' معبرة عن الخلاف السياسي بينها وبين زوجها، أما هى فتدافع عن ''السيسي'' باستماتة، لذا توضح لصديقاتها من ربات البيوت ضرورة التصويت بـ''نعم''؛ لأن الإخوان المسلمين أوقفوا حال الكثيرين، وتطرقهم للعنف أضر بالاقتصاد، حسب تعبيرها.
أما ''إلهام'' فتتابع برامج السياسة بكثافة عالية، جعلتها تشكل رأيها فى الاستفتاء المزمع غداً، ''نعم'' من أجل الاستقرار ''عايزين حال البلد يمشي''، وعلى الرغم من ابتعاد مقر لجنتها عن بيتها، إلا أنها ستتوجه لمستقر التصويت لأنه واجب وطني، مثلما سمعت في وسائل الإعلام.
''انا بحب السيسى.. بس الاستفتاء حاجة والسيسى حاجة تانية'' لم ترَ السيدة ''الخمسينية'' أى ارتباط بين ''نعم'' للاستفتاء، وتأييد وزير الدفاع، لكنها ثمنت دعوة الفريق السيسى لعموم الشعب بالمشاركة فى التصويت على الدستور، خاصة الأمهات ونساء مصر، وحث أفراد الأسرة جميعاً للنزول والمشاركة، لذا تضيف بصوت الواثق ''طبعاً هنسمع كلام الفريق''.
فى البداية ترددت ''منى'' عن إعلان موقفها؛ خوفاً من استقطاب ربما يدفعها للتفكير مرات كثيرة، لكنها قررت ''هقرا الأول وبعدين أشوف''، قبل أيام طلبت من زوجها أن يحضر معه نسخة من الدستور مع بعض الطعام فجاء رده ''لما نجيب طلبات العيال الأول''، لا تنفى ''منى'' حزنها الشديد من مشاهد الدماء المتكررة التى تطالعها من أماكن عدة ''والله أنا بس بيصعب عليا الشباب اللى بيموتوا وبتروح حياتهم هدر''، مهما اختلف تسيس الدم، فمن شباب ثورة إلى إخوان أو جنود وضباط تتألم ''منى'' لما تراه من مشاهد عنف على شاشات التلفاز، لذا تتمنى أن يعم الهدوء بعد الاستفتاء على الدستور، وأن يكون –الدستور الحالى- بعكس سابقه؛ سبباً فى هدوء الاوضاع على الساحة السياسية ''أنا نزلت قبل كدة وقلت نعم عشان الاستقرار.. بس مفيش حاجة اتغيرت.. نفسي الاستقرار يحصل المرة دي بجد.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا
فيديو قد يعجبك: