125 عاماً على ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين
القاهرة - (أ ش أ):
في مثل هذا اليوم ولد رائد من رواد التنوير، أثرى الحياة الثقافية والأدبية في مصر والعالم بكتاباته ومؤلفاته، وترك تراثاً أدبياً يدعو للفخر في كل أعماله بالرغم من فقدان بصره والذي لم يفقده عزيمته، بل استطاع أن يتغلب عليه حتى لقب بعميد الأدب العربي وأصبح مثالاً يحتذى به، إنه الأديب الكبير طه حسين عميد الأدب العربي.
ولد الأديب طه حسين بقرية مغاغة محافظة المنيا في 14 نوفمبر عام 1889، ولقب بعميد الأدب العربي، ومن أشهر الشخصيات في الحركة الأدبية الحديثة، يراه البعض من أشهر رواد التغريب في العالم العربي.
عمل والده موظفاً بسيطاً في إحدى شركات السكر، أدخله والده إحدى الكتاتيب لتعلم العربي والحساب والقرآن الكريم، وأذهل معلميه خلال فترة قصيرة لسرعة حفظه للقرآن الكريم وجوده تلاوته في فترة قصيرة، وأصيب بالرمد في سن الرابعة، مما تسبب في فقدان بصره بعد ذلك.
وفي عام 1902 إلتحق طه حسين بالأزهر لدراسة العلوم الدينية والفقه والمنطق واللغة العربية، وبعد 6 سنوات وتحديداً في عام 1908 إلتحق طه حسين بالجامعة المصرية، وكان من أول المنتسبين لها عند فتح أبوابها، درس عدد من اللغات بالإضافة إلى دراسته للعلوم العصرية والحضارة الاسلامية.
وظل يتردد لحضور دروس الأزهر لتكملة دراسته حتى عام 1914 وهو العام الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراة، وكان موضوعها '' ذكرى أبي العلاء''، وهو الأمر الذي أثار ضجة في الأوساط الدينية ووصل الأمر إلى البرلمان المصري والذي اتهمه وقتها بالخروج على مبادئ الدين.
في نفس العام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيليه بفرنسا لدراسة الأدب، فدرس هناك علم النفس والتاريخ، وحصل على الليسانس من السوربون، ثم الدكتوراة من جامعة مونبيليه.
كما درس أيضاً التاريخ اليوناني والتاريخ الروماني و التاريخ الحديث وعلم الاجتماع، ومن خلاله أعد للدكتوراه الثانية وكان عنوانها ''الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون'' عام 1918.
وعند عودة الأديب طه حسين إلى مصر عام 1919 عين استاذاً للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، والتي كانت جامعة أهلية وقتها وعندما ألحقت بالدولة سنة 1925 عينته وزارة المعارف استاذاً للأدب العربي بها.
وأشرف على تحرير عدد من الجرائد مثل جريدة ''كوكب الشرق'' و جريدة ''الوادي''، ولكنه عاد مرة أخرى لتدريس الأدب في الجامعة المصرية و كان ذلك في عام 1934، حتى عين عميداً لكلية الأداب منذ عام 1936 وحتى 1942 وهو العام الذي عين فيه مديراً لجامعة الاسكندرية إلى أن أحيل للتقاعد عام 1944.
وفي عام 1950 صدر مرسوماً ملكياً بتعيين طه حسين وزيراً للمعارف وتم منحه لقب الباشوية عام 1951، وظل في منصب الوزارة حتى عام 1952، وعاد طه حسين في عام 1954 إلى الصحافة مرة أخرى ورأس تحرير صحيفة ''الجمهورية'' منذ تأسيسها وحتى عام 1959.
منح الأديب طه حسين العديد من المناصب والجوائز في العديد من البلدان، ومثل مصر في العديد من المحافل و المؤتمرات، فقد مثل مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بأيطاليا سنة 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، وأشرف على معهد الدراسات العربية العليا.
كما اختير عضواً محكماً في الهيئة الايطالية السويسرية وهى هيئة عالمية مثل الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان.
تم ترشيحه من قبل الحكومة المصرية للحصول على جائزة نوبل، وفي عام 1964 تم منحه جائزة الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات مثل ''جامعة الجزائر'' ، و ''جامعة باليرمو'' بإيطاليا، و ''جامعة مدريد'' باسبانيا.
وفي عام 1965 رأس مجمع اللغة العربية، كما أنه رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي فيما بعد.
قام الأديب طه حسين بتقديم ما يقرب من 350 كتاباً بين مؤلف و مترجم إلى المكتبة المصرية، كما أن له الكثير من المؤلفات في الشعر و النقد والقصة.
ومن أهم مؤلفاته: ''في الشعر الجاهلي- الأيام- دعاء الكروان- شجرة البؤس- على هامش السيرة- حيث الأربعاء- المعذبون في الأرض- أديب- في تجديد ذكرى أبي العلاء- في مرآة الصحفي- الوعد الحق- جنة الشوق- فى مرآة الصحفي''.
تزوج طه حسين من السيدة ''سوزان بريسو'' وهى فرنسية سويسرية، وكان ذلك أثناء فترة دراسته الأولى بفرنسا، والذي انجب منها ابنه الوحيد ''مؤنس طه حسين''، وقد حصل على شهادة الدكتوراة في الأدب الفرنسي، وعمل استاذاً جامعياً لفترة، بالاضافة إلى أنه شغل منصباً باليونسكو.
رحل الأديب طه حسين عن عالمنا يوم 28 أكتوبر عام 1973
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: