"من قصص السفاحات (3): سفاحات" قتلن أطفالهن بدم بارد
كتبت: هناء عز العرب:
العطف والحنان غريزة موجودة بالفطرة لدى كل الأمهات حتى أمهات الحيوانات، لكن هؤلاء تجردت منهن كل مشاعر الأمومة، فبعضهم دفعهم مرضهم النفسي لقتل أبنائهن ومنهن من قتلت أطفالها من أجل المال، اختلفت الدوافع والطرق ولكن في النهاية النتيجة واحدة.
بيل جونيس.. السفاحة الأشهر في العالم
ولدت جونيس في النرويج عام 1859م، قيل إنها وهي شابة كانت ترقص في إحدى الحفلات وهي حامل فضربها رجل في بطنها حتى أجهضها، وأصرت على الهجرة إلى أمريكا.
هاجرت وتزوجت في شيكاغو وأنجبت أربع بنات، وأصبح هدفها جمع المال، ففتحت وزوجها محل ولكنه احترق بالكامل، وعند التحقيقات قالت بيل إن سبب الحريق مصباح نفطي ولم يعثر على أي دليل يؤكد كلامها ولكنها حصلت على مبلغ التأمين كامل لتشتري به منزلا أخر فيحترق وتحصل على تأمينه، توفت اثنتان من بناتها إثر حمى، ولكن الكل رجح بأنها أعراض تسمم، وحصلت أيضًا على مبلغ تأمينهما.
ثم لحق بهم والدهم فمات بنفس أعراض موتهم، وحصلت بعد يوم واحد من وفاته على مبلغ تأمين كبير اشترت به مزرعة في ولايا إنديانا.
تزوجت من رجل يدعى بيتر جونيس كان يدير مزرعة للخنازير، وعاشت معه وطفلته وطفلتيها، وما إن مر أسبوع من زواجهما حتى مات زوجها بسقوط آلة ضخمة على رأسه، حينها كانت بيل حامل، وأخبرت ابنته إحدى صديقاتها في المدرسة بأن بيل هي من قتلت أبوها، ولكنها سرعان ما أنكرت هذا أمام المحققين، وبالفعل أُطلق سراح بيل بعدها، واختفت الطفلة أيضا بعد الحادث، وأخبرت بيل الجيران بأنها ارسلت الطفلة لتتعلم في إحدى المدارس بشيكاغو، ثم وضعت بيل طفلها.
في هذه الفترة عمل معها رجل كمساعد لها في إدارة المزرعة يُدعى راي لامفر، وطلبت منه نشر إعلان موحد في جرائد المدن الكبيرة، يفيد بأنها تريد التعرف على سيد مساوٍ لها في المقام يوافق أن تدمج ثروتها معه.
من حينها والطمع جلب لها الكثير من الرجال، فكانوا يأتون ومعهم كل ثروتهم، ولكن لم يخطِ أحد من هؤلاء الرجال مزرعتها إلا واختفى من بعدها بأسبوع، سوى واحد فقط تمكن من الهرب.
بدأ الشك يدخل قلوب أهالي الرجال المختفين وبدأت الغيرة تأكل قلب لامفر، ففصلته من العمل وهددها بأنه سيفصح بكل ما يعرفه عن جرائمها، فذهبت لمحاميها وأخبرته أنها تخشى على حياتها وسحبت كل أموالها من البنوك وأوصت المحامين بأن تكون كل ثروتها لأطفالها.
في يوم 28 إبريل 1908 اشتعلت النيران في منزل بيل وما أن طلع الصباح حتى تحول إلى كومة رماد، وما إن دخل المحققون حتى وجدوا أربع جثث محترقة ملقاة على الأرض، الأولى جثة لامرأة مقطوعة الرأس بجانبها أثنان من الأسنان الكاذبة، التي كانت ترتديها بيل، وباقي الجثث كانت لابنتيها وطفلها، وعندما فتش المحققون في المنزل والمزرعة وجدوا حوالي 40 جثة لرجال وأطفال، بعدها قُبض على لامفر بتهمة قتل بيل وأطفالها.
تم تبرأته من الجريمة فيما بعد، ولكنه حُبس بسبب تهم أخرى لمدة عشرين عامًا، لكن سرعان ما مات بعد عام واحد من سجنه نتيجة لمرضه، إلا أنه قبل مماته اعترف بكل جرائم بيل وأكد أنه لم يقتل أي شخص، وبأنها كانت محترفة في تشريح الجثث وكانت تطعم خنازيرها من جثث ضحاياها، وتدفن ما تبقى منه في المزرعة.
وأكد أنها مازالت حية ترزق، وأن الجثة التي وجدتها الشرطة في منزلها ماهي إلا لسيدة جلبتها بيل بحجة إدارة المنزل لها، فقامت بيل بقطع رأسها، وخدرت أطفالها وخنقتهم ووضعت الجثث الأربعة بجانب بعض وبجانبهم اثنان من أسنانها الكاذبة وأشعلت النيران في المنزل وهربت.
وأضاف أنها قتلت فقط من الرجال الذين أتوا على غرار إعلانها أكثر من 42رجل، واستولت على أموالهم التي تقدر بحوالي 250000 دولار.
وبعد ذلك بفترة ظلت التقارير تتوالى على أقسام الشرطة تفيد بأن هناك أشخاص رأوا بيل في عدة ولايات أمريكية، وبعضهم أكد أنها كانت تعيش في المسيسيبي كثرية لها العديد من الأملاك، وأخيرًا في عام 1931 قُبض على امرأة تدعى "ايستر كارلسون" متهمة بتسميم أحد الرجال والاستيلاء على أمواله، وقد زعم شخصان ممن يعرفون بيل بأنها هي، ولكنها ماتت أثناء انتظارها لمحاكمتها لتبقى لغز كبير لم يستطع أحد حله حتى بعد موتها.
أندريا.. الأستاذة الجامعية المتدينة
تركت عملها بالجامعة من أجل رعاية ابنائها لأن الدين طلب منها ذلك، تزوجت من السيد روسيل ياتز، وأعلنا في حفل زفافهما أنهما سينجبان أطفال بالقدر الذي تسمح به الطبيعة، سارت حياتهم بشكل طبيعي حتى أنجبت ثلاثة أطفال، وبعدها حدثت لها حالة إجهاض، فأصيبت بمشاكل نفسية، ووصل بها الأمر إلى إصابتها بانهيار عصبي وحاولت الانتحار مرتين وتم إنقاذها.
شخص الأطباء حالتها بأنه مرض نفسي يسمى "اكتئاب الإنجاب"، وهي حالة نفسية تصيب بعض السيدات بعد الولادة فنصحوا بعدم الإنجاب حتى تستقر حالتها النفسية، ولكنها أنجبت طفلين آخرين، فازدادت حالتها النفسية سوءا.
وصل الأمر بها لاعتقادها أن الشيطان سكنها وأن أطفالها سيدخلون الجحيم بسببها، وذلك لعلاقة أسرتها بمبشر مسيحي غريب زرع فيها الشعور بالذنب بأنها أم غير صالحة، حتى تلقى زوجها مكالمة منها وهو في عمله تقول له فيها أنها قتلت أطفالهما، وما أن سمع ذلك حتى هرع إلى المنزل الذي أحاطته الشرطة.
الأمر بدأ حينما تلقت الشرطة مكالمة هاتفية من سيدة تخبرهم بأنها قتلت أبنائها الخمسة، وذلك في صباح يوم 10 يناير 2001، وأخبرتهم بعنوانها، وأسرعت الشرطة إلى المكان وفتحت لهم أندريا واصطحبتهم إلى الغرفة لتعرض لهم أربع جثث مبللة تماما لأطفال على أسرة الغرفة، وعرضت لهم جثة الطفل الخامس في مغطس الحمام.
ولم تنكر واعترفت بهدوء بجريمتها، بأنها قامت بإغراق أطفالها واحد تلو الأخر في مغطس الحمام حتى فارقوا الحياة، وتمّ ذلك بسهولة عدا طفلها الأكبر نوح، البالغ من العمر 7 سنوات، فأدرك نية أمه ففر منها، وحملته بالقوة بعد أن ظل يردد "أنا أسف.. أنا أسف" فقامت بإغراقه هو الأخر، ليلحق بأشقائه جون 5 أعوام، بول 3 أعوام، لوقا عامين، وماري 7 أشهر.
وفي عام 2002 حكمت المحكمة عليها بالسجن أربعين عامًا، ولكن محامو اندريا استأنفوا الحكم عام 2006 لأنها تعاني من أمراض نفسية فأمرت المحكمة بتحويلها إلى مصحة نفسية، وإسقاط كل الأحكام من عليها، ساندها زوجها على أمل أن تُعالج من السجن وينجبا أطفال آخرين، إلا إنها أتمت علاجها وخرجت من المصحة عام 2008 وطلبت الطلاق، وبالفعل طلقها.
من الغير متوقع أن تمر قصة مثل هذه في المجتمع الأمريكي ولن تستغلها هوليوود في صناعة فيلم جديد يتناول هذه القصة، وسُمي هذا الفيلم "Baby Blues" بطولة كولين بورج، وعُرض عام 2008، جدير بالذكر أن أحداث الفيلم تختلف بعض الشيء عن الأحداث الحقيقة إلا أن الحبكة الدرامية واحدة.
"أم تذبح أولادها الخمسة"
هكذا كان المانشيت على صحيفة بلجيكية يوم 29 فبراير عام 2007، بدأت الحكاية عندما تلقت الشرطة مكالمة هاتفية من سيدة تخبرهم بأنها ذبحت أبنائها الخمسة وستنتحر لتوها، فأسرعت الشرطة لمكان المنزل الذي أتت منه المكالمة، الواقع بضاحية مدينة ليفيل الواقعة في الجنوب من العاصمة بروكسيل، لتجد الشرطة منزل صغير مفتوح بابه.
وما إن دخلوا حتى وجودوا سيدة حولها بقعة صغيرة من الدم، الأم جينفيف لرميت لازالت على قيد الحياة فنقلوها إلى المستشفى، ليسيروا بعدها إلى الطابق الثاني من المنزل ليجدوا غرفة أشبه بالمذبحة لطخت بالدماء، وعلى الأسرة تمددت جثث لأربعة أطفال كل منهم يحتضن دُمية، بعنق كل منهم جرح غائر نازف، وبتفتيش باقي المنزل عثروا على جثة لفتاة خامسة مذبوحة بمغطس الحمام.
تمكن الأطباء من إنقاذ حياة الأم القاتلة وبدأت تروي ملابسات القصة التي بدأت حينما سافر زوجها إلى المغرب لزيارة أقاربه، استغلت هي هذه الفرصة وقامت بتنفيذ خطتها في قتل أطفالها، فبدأت باستدعاء ابنتها الكبرى ياسمين ذات الـ14 عام.
وخافت الأم ان تقتلها فجأة فتصرخ ، فخدعتها وطلبت منها أن تستلقى على السرير وتغمض عينيها حتى تأتي لها بمفاجأة، فضربتها أمها بقطعة رخام ثقيلة على رأسها أفقدتها الوعي ثم قامت بطعنها بسكين في رقبتها.
ثم نادت باقي أطفالها الثلاثة واحدا تلو الآخر، وأعطت كل منهم نصيبه بطعنه في الرقبة ثم تقوم بتمديدهم على السرير وتدفع بدُمية في حضن كل منهم، إلا طفلتها الأخيرة نور قتلتها بنفس الطريقة ولكنها وضعتها في الحمام، ثم أتصلت بالشرطة وأخبرتهم بالجريمة.
وما إن عاد زوجها المغربي الأصل السيد بوشعيب من سفره حتى أخبره شرطي بالمطار بالحادث، فوقع مغشيا عليه، اعترفت أمام المحكمة بجريمتها وقالت إن السبب في ذلك أنها تعاني من أمراض نفسية، وذلك لأن هناك صديق بليجيكي يقيم معهم في نفس المنزل بل وينام بنفس الغرفة، ويعتمدون عليه ماديا، ولذلك أرادت أن تذهب هي وأطفالها إلى عالم آخر وحدهم.
وأكدت الأم أن علاقتها بـسكار علاقة طيبة كوالدها، ولكنها لم تستطع تحمل وجوده معهم، حُكم عليها بالسجن مدى الحياة، وأمرت المحكمة بسداد الزوج لتكاليف المحاكمة والتي بلغت 97000 دولار، وهو الأمر الذي أغضب الجميع، حصلت الأم على الطلاق بعدها وهي في السجن.
اقرأ أيضا:
من قصص السفاحات (١).. شقيقات أخذن من القتل مهنة فأصبحن أشهر سفاحتين
من قصص السفاحات (٢): "جنجولي".. سفاحة تقتل الضحية وتحولها إلى صابون في 12 دقيقة
فيديو قد يعجبك: