مواطنون يتحدون الحكومة: ''مش هنبطل تدخين''
كتبت- نوريهان سيف الدين:
يعافرون في زحمة الحياة، حياتهم ممتلئة بالمشاهد والأماكن، مكتظة بالعابرين منها وإليها، أصوات تتعالى طلبا للرزق وطلبا لأشياء أخرى، ولا يعوضهم سوى لفافة مشتعل أعلاها، ينفثون دخانها في وجه صعاب يومهم، وحين يعلمون بأن "الرفيقة المشتعلة" في طريقها هي الأخرى للغلاء، يقررون تحدى الحكومة بشراء المزيد من السجائر والتبغ.
"إحنا مش هنبطل تدخين، مش كفاية مبطلين أكل وشرب وفسح وحاجات كتير، يسيبولنا دي بأه".. كلمات أطلقها "عبادة السني- سائق ميكروباص بموقف رمسيس"، استغل فترة تحميل سيارته من الميدان، ووقف ليرشف كوب الشاي ومعه السيجارة الصيني، وقال: "إحنا بنفضل طول اليوم في الشارع ومشاوير رايح جاي، وساعات كتير مابندخنش جوه العربية عشان الركاب، بس مانقدرش نستغنى عن السجارة.
على مقربة منه، وفي زي "ميري أسود"، استند "أمين شرطة" ووضع "البيريه" بجانبه، يراقب حركة المارة والسائقين، وترافق اصبعيه عامودا مشتعل من السجائر، تمتم ببعض الكلمات، فقال: "حطولنا صورة تسد النفس وبرضو الناس مابطلتش تشتريها وغيرنا الصورة بجراب جديد، دلوقت عاوزين يغلوا السجاير زي ما كل حاجة غليت، ياللا مش مشكلة المهم نعيش مستورين".
غلاء أسعار السجائر نجح في إثناء البعض عن إدمانهم للتدخين، "مجاهد- سائق" يعمل على خط "رمسيس/أكتوبر" حاول تجربة رفاهية الأجنبي عن المصري، فكانت النتيجة "بطلنا سجاير"، فقال: "انا بطلت تدخين من شهر بعد سنين مع (السوبر) وفترة صغيرة قلت أنزه فيها نفسي وأشرب (مارلبورو) بس لقيتها غليت وبتصرف معايا جامد فبطلتها، دلوقتي سعرها بيرفع أكتر، خلاص مش هشتريها".
"مينا رفيق- محاسب" قال أن السجائر جزء لا يتجزأ من حياته منذ كان عمره 19 عاما، وطوال 25 عاما أصبح مخصص لها ميزانية خاصة في راتبه الشهري، مضيفا: "السجاير من زمان فعلا غالية، عشان كدا الصيني غرق السوق ومحدش متابع اسعار الماركات النضيفة الغالية"، ويبتسم قائلاً: "صحيح كله تبغ وبيتحرق بس الكيف غلاب".
في الحانب الآخر من "العامود المشتعل"، تستمع لأصوات فقاقيع الماء بداخل إناء زجاجي، ويختلط الصوت بروائح مختلفة، فتعرف أنك بجانب "أصدقاء المعسل والشيشة"، يفكرون في إجابة سؤال "كرسي المعسل هيبأه بكام هو كمان؟"
في إحدى مقاهي منطقة الإسعاف، جلس رجال من مختلف المستتويات الاجتماعية، جمعتهم "الأرجيلة" واختلفت معها النكهة المفضلة، يستمعون لأصوات تداخلت بين التليفزيون والمارة وأحاديث زملاء المقهى، قالوا أن اسعار التبغ والمعسل في زيادة مستمرة، "كرسي المعسل" في المقاهي الشعبية يبدأ من جنيهان وحتى 4 جنيهات، وقد ينخفض عن ذلك قليلا في المقاهي النائية التي تقدم خدماتها للسائقين والعمال، وذلك لأن "المعسل والشيشة" أرخص كثيرا من السجائر، إلا أن احجام الناس عن السجائر من ناحية، وزيادة عدد مدخني الشيشة خاصة من الشباب والبنات كواجهة (كول وروشنة) من ناحية أخرى، كل ذلك يزيد الطلب ويرفع السعر.
النصف الأخر من الكوب نظر إليه "ربات البيوت"، فرفع أسعار السجائر قد يكون مبررا لأزواجهن للتخلي عن السجائر، واقتطاع جزءً من مصروف البيت لهذا العدو لهن ولأبنائهن ولأزواجهن المدخنين أيضا، "رباب أسامة" قالت: "والله مهما بيغلوا في اسعار السجاير مفيش فايدة والرجالة برضوا بتشتري، يبأه ليه الزنقة علينا"
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: