''مصطفى'' و''عمر''.. من شابه ابنه فما ظلم
كتبت – دعاء الفولي:
على درب الآباء يسير الأبناء، كذلك هي الحال، يأتي أحدهم ليكسر القاعدة، يتبع ابنه ذو العشرة أعوام في خطواته، يتحسس ما يبتغيه؛ فيفعله، مخافة أن يلغي شخصيته، لا يخلو الأمر من إعطاءه خطوط عريضة في بعض الأمور، لكن في النهاية، "مصطفى شاكر" وابنه "عمر" يتبادلان الخبرات، يعلم الأول الثاني المسئولية، ويعلمه الثاني الانطلاق.
الحرية كما يراها "عمر" لها أشكال، رحلة مع أصدقائه بالدراجات، ممارسة رياضة "الجودو"، اللعب على الجيتار، الأولى فيهم عرف عنها منذ عام "كان عندي عجلة بس بابا كان بيخاف أخرج لوحدي بيها"، قريب له أخبرهم عن مشروع شبابي يخرج ضمنه الكثيرون في رحلة بالدراجات صباح كل جمعة "بنبقى في مجموعة كبيرة فبيبقى فيه أمان"، الأب الثلاثيني يتحرك مع الصغير منذ بداية الرحلات "بس ببقى وراهم بالعربية".
لا يألو الوالد جُهدًا للتواصل مع "عمر"، حتى يوم إجازته الأسبوعية "دة بيبقى أقل حاجة أقدر أقدمهاله مقابل إني بعيد عنه طول الأسبوع، الخروج بيسمحلي أقرب منه واعرفه"، امتلأت الوالدة في بداية رحلات الفتى الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي بالخوف، بسبب تركه وحيدًا مع احتمالية الحوادث "أول مرة نزلت فيها ماما قالتلي تعليمات عشان أمشي عليها بس مرة بعد مرة بقت خلاص مبتخفش".
يحب "عمر" أصدقائه الذين ينطلق معهم أسبوعيًا على الدراجات، هو أصغرهم على الإطلاق، الأقرب له منهم ليسوا كذلك في السن "فيه كذا حد صاحبي بيتشغلوا في شركات وبحبهم جدًا، هما بيعاملوني كأني زيهم في السن مش صغير"، الحالة العامة التي رآها الوالد، إصرار ابنه على النزول معهم وحبه للرياضة دفعاه للتفكير جديًا في شراء دراجة خاصة "لما اشتريها هنزل مع عمر بيها، الناس هناك بيعملوا حاجة جميلة ودة بيطمني".
لم يختر الوالد لصغيره رياضة الدراجات، لكنه فعل مع "الجودو"، منذ أربع سنوات بدأ فيها "عمر"، وحصل على بطولة الجمهورية "بابا كان بيلعبها زمان وقالي عنها كنت فاكرها صعبة في البداية بس حبيتها أوي بعد كدة"، مع لعب آلة الجيتار شجع "شاكر" ابنه فقط "أنا كنت بحب ألعبها من زمان بس روحت مركز ومتبسطش فبابا وداني عند صاحبه وعلمني"، يلعب ضمن فرقة موسيقيين بدار الأوبرا المصرية "بيحضر حفلات كمان في الأوبرا آخرهم حفلة امبارح"، على حد قول الوالد.
لا يتعامل المحاسب مع ولده الوحيد بمنطق المُعلم الجاف "بحب أسيبه يجرب ويختار"، لا يُكثر من التعليمات، إلا من نصيحة يكررها عليه دائمًا "بقوله لازم يبقى لك رأي ومتبقاش إمعة، رأيك تحتفظ بيه وتتمسك بيه"، في الأشياء الصغيرة والكبيرة يأخذ رأيه لُيدربه على التفكير "لما في المدرسة بيتيحوا لهم اختيار مواد هو اللي بيختار، وبتكلم معاه من دلوقتي في الجامعة اللي هو نفسه يدخلها وليه"، بينما يريد "عمر" أن يُصبح مهندسا "بحب الاختراعات والرياضة"، لا يمنعه أبواه وقت الامتحانات الانطلاق مع زملاءه راكبي الدراجات "أصلها بتبقى يوم الأجازة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: