إعلان

كتب الـ''بي دي إف'' في مصر: جنة القراء وجحيم الناشرين

04:18 م الجمعة 02 مايو 2014

كتب الـ''بي دي إف'' في مصر: جنة القراء وجحيم الناش

القاهرة- (هنا صوتك):

يقف وسط زحام مترو الأنفاق في القاهرة، منهمكا بمتابعة شاشة الموبايل، غير مهتم بالضجيج حوله، كأنه في عالم آخر. وقبل أن تحول نظرك عنه، معتقدا أنه منشغل بإحدى الألعاب، أو متابعة صفحته علي ''الفيس بوك''، تُفاجأ عندما تختلس نظرة إلي شاشة موبايله، بأنه يقرأ رواية.

تعبير ''حمّل هذا الكتاب بي دي إف'' أصبح مألوفا لدى الشباب المصري مؤخرا، ولعب دورا مهما في تغيير صورة المصريين المشهورين بعزوف كثير منهم عن القراءة. وساعد تحميل الكتب مجانا على زيادة الإقبال على القراءة بين الشباب المصري.

هذا ما أكدته إحصائية أجرتها منظمة ''نوب وورلد ليميتد'' البـريطانية، حول مؤشر الثقـافة في العالم على عينة من 30 ألف شخص في 30 دولة، تبــدأ أعمــارهم من 13 عاماً. واحتل المصريون المرتبة الخامسة عالمياً في عدد ساعات القــراءة، بمعدل 7ساعات و5 دقائق أسبـــوعيا.

وحرّك انتشار القراءة الإلكترونية الماء الراكد في المشهد الثقافي المصري بعد لجوء 73.6% من الشباب للإنترنت في القراءة، وفقا لإحصائية ''نوب وورلد ليميتد'' في ظل ما يعانيه سوق الكتاب الورقي من أزمات، أبرزها تداعيات الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها المصريون مما أدي لانخفاض نسب المبيعات وفقا للإحصائية ذاتها التي تقول إن 27.2% فقط من القراء يخصصون جزءا من دخلهم الشهري لشراء الكتب، بمتوسط يقارب 33.9 جنيه شهريا.

وتقول آية صلاح، 23 سنة: ''أفضل القراءة الإلكترونية، وأرى أن الكتب البي دي إف تناسب الوقت الحالي أكثر من الورقية، لأننا نقضي وقتا طويلا على الكمبيوتر والإنترنت، وبالتالي فالكتاب البي دي إف أسهل كثيرا من حمل الكتاب التقليدي''.

وتضيف: '' التابلت والموبايلات الحديثة أصبحت تدعم صيغة البي دي إف، وبالتالي أصبح الكتاب معك في كل مكان وكل وقت''.

لكن سها يحيي، 28 سنة، ترى أن القراءة الإلكترونية غير جيدة، لأنها تتسبب في ضعف البصر. وتضيف: ''كما أنها تفقدني التركيز ومتعة القراءة أجدها في الكتاب الورقية التي اعتدتها من زمن''.

معاناة.. واستغاثة

من ناحيته يقول المدير العام لدار ''كيان'' للنشر للتوزيع، محمد جميل، إن انتشار ظاهرة القراءة الإلكترونية لم يؤثر بشكل كبير على مبيعات الكتب، بقدر تأثير الكتب ''المضروبة''، مشيرا إلي أن ''غياب الرقابة على الإصدارات بعد ثورة 25 يناير، أثر بشكل كبير على المبيعات''.

وأضاف جميل أن الناشرين ''يحاولون التصدي لظاهرة سرقة الكتب المنشورة علي الانترنت أو المقلدة، من خلال توعية القراء بضرورة شراء الكتب الأصلية للحفاظ على دور النشر واستمرار الُكتّاب في الكتابة، ورفع دعاوى قضائية على لصوص الكتب، إضافة إلي العمل علي تخفيض سعر الكتاب قدر المستطاع''.

وطالب جميل الحكومة بتشديد العقوبات علي ''لصوص الكتب، لتصل إلي الحبس، بدلا من العقوبات الحالية وهي الغرامة 500 جنيه فقط، مما يشجعهم علي التمادي في أفعالهم وهو ما انعكس بالسلب علي سوق الكتاب''، حسب قوله. ويوضح جميل أن الكتاب الناجح بعد الثورة لا تتعدى مبيعاته سبعة آلاف نسخة

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان