الشعب ''يحتفل'' والأمن ''شايف شغله'' والنتيجة ''اغتصاب''
كتبت- رنا الجميعي:
التأمين هي المهمة الأساسية لدى الأمن، وظيفتهم التي يتدربون عليها، وهو ما تبتغيه منهم الحشود الكبيرة بالميادين، إلا أن الدعم الأمنى لم يكن على المستوى المطلوب، تعددت حالات التحرش بالتحرير أمس، فيديو مصور لحالة اغتصاب يُظهر سيدة عارية وسط حشود ضخمة، وظابط أمن وحيد يطلق نارًا لتفريقهم.
''اغتصاب'' ... هي الكلمة التي عبر عنها متداولو الفيديو الشهير، بما حدث أمس، وبعض الشهود المتواجدون بالتحرير؛ لم تكن المرة الوحيدة التي يظهر بها فيديو لحالة تحرش بالميدان، حالات عديدة تظهرت بوجود الحشود الضخمة، التعامل الأمني واحد في كل مرة، وأناس يقفون في حالة الفرجة بالميادين أوالالتفات بعيدًا، فيما يتحوّل عدد يقل ويكثر إلى ''ذئاب بشرية'' ينتشر الحادث كالنار في الهشيم، تتعدد ردود الفعل ''إيه اللي وداها هناك''، من ثم استكانة وهدوء، ينسى أو يتناسى المجتمع ما حدث، لتبقى الضحية وحيدة بساحة الذكريات المؤلمة، وتدور الدائرة مرة أخرى.
ذهب ''شريف محي الدين'' إلى التحرير في العاشرة والنصف، مساء أمس، كونه باحث سياسي، يهمه معالجة الحشود الضخمة والاعتصامات، فالميدان هدفه للمعرفة، إلا أنه لم يكن يتوقع ما حدث، يروي الشاب العشريني عن رؤيته للشباب أمامه تتحول ''زي المستئذبين كدا''، لتتجه أعداد كبيرة منهم لأي أنثى، يقومون بالتعرض لها ''كانوا بيحتفلوا على البنات''.
حاول ''محي الدين'' إعطاء النصح للسيدات والفتيات بالابتعاد عن الميدان، وما كان منهم إلا أن اعتقدوه جاء ليفسد الاحتفال، ويذكر أنه بصعوبة استطاع أن يبعد سيدة وابنها.
6 حالات التحرش حدثت بالميدان يعددها ''محي الدين''، وأحس أن دوره الاستغاثة بقوات الأمن والجيش المنتشرين على أطراف الميدان ''كنت بصرخ فيهم''، إلا أنهم لم يكن رد فعلهم على مستوى ما حدث ''كأني كنت بقولهم فيه حد رمى ورقة على الأرض''، ومن ظابط لآخر يتم تسليمه إلى اللواءات، ويصف الشاب العشريني التعامل معه ''كأني واحد مجنون''.
حسب الفيديو الشهير، لم يقم أحد من الأمن للنجدة، سوى ضابط وحيد يقوم بإطلاق النار في الهواء، وهو ما أكده ''محي الدين''، فيما جاء الدعم الأمنى بعد ثلث ساعة أو أكثر، حسب كلامه.
يقول ''محي الدين'' إن حالات التحرش كانت تحدث بأي حشد كبير ''حتى يوم التنحي''، لكن ما حدث أمس بالتحرير لم يكن كالسابق، تقع على هامش الحدث، أما الحالات الحالية فوقعت أمام المنصة، ولم ينتبه المحتفلون بما كان يحدث ''لما كنت بقول لحد كان يسيبني ويكمل احتفال''.
ويصف ماحدث أنه ''عنف جنسي''، وهو لفظ أقل وطأة مما شاهده بعينه، وأن وصف كلمة التحرش لم تكن على مستوى الحدث، فيما رأى أن مجموعات الشباب القادمة إلى الميدان لم تكن بغرض الاحتفال وإنما للتحرش''.
قلة منفلتة
دي قلة منفلتة'' بها يصف اللواء ''هاني عبد اللطيف''، المتحدث الرسمي باسم الداخلية حالات التحرش أمس، فيما كانت الأغلبية ''منظمة''، وأن الأمن يبذل جهود غير عادية في حماية تجمعات كبيرة ''دول آلاف''، وذكر المتحدث أنهم أربع حالات تحرش، ضبط الأمن منهم سبع متهمين.
و يقول ''عبد اللطيف'' أن قوات الأمن قامت بتأمين مخارج الميدان، ولم يحدث حالات لسرقة أو أي عنف إرهابي، وتستطيع التعامل مع أي نوع من أنواع الإجرام بما فيها التحرش، ويشدد على أن تفعيل قانون التحرش الجديد سيكون رادع لمثل تلك الحالات.
وعن شهادات البعض فيما قيل إن الأمن لم يسرع في التعامل مع وقائع التحرش، يقول ''عبد اللطيف'' أنها ادعاءات وتستغلها العناصر الإخوانية، وأن تدخل الشرطة كان سريع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: