إعلان

المسحراتي..منبه الصائمين

04:45 ص الأربعاء 16 يوليو 2014

المسحراتي..منبه الصائمين

كتبت - نسمة فرج:

''إصحي يا نايم..وحّد الدايم'' تلك العبارة التي يرددها صاحب الصوت الجهوري من يطوف الأحياء قبيل أذان الفجر، ولطبلته المعلقة بحبل في رقبته والمدلاة على صدره صوت مميز يدركه الأطفال، المهنة الأكثر شعبية التي تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة وشخصية ''المسحراتي'' أقرب إلى الفنان الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره 30 يومًا فقط في ليل رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت ينادي ويتغنى به.

شهر رمضان مليء بالعادات والتقاليد، ويظل المسحراتي أهم شخصيات هذا الشهر الفضيل.

ولحرص المسلمون على طعام السحور منذ القدم، تمسكا بالحديث النبوي الشريف: ''تسحروا فإن في السحور بركة''، رواه البخاري ومسلم، كان سبب لظهور المسحراتي، وتعددت الطرق والأساليب لإيقاظ النائمين على السحور، وفي عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان الناس يعرفون وقت السحور بأذان بلال، ويعرفون المنع بأذان ابن أم مكتوم، وعلى مر العصور ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأ المسلمون يتفننون في أساليب التسحير وظهرت وظيفة المسحراتي في الدولة الإسلامية في العصر العباسي.

وكان المسحراتى فى العصر العباسى يحمل طبلة صغيرة مستخدماً قطعة من الجلد أو الخشب ومعه طفل أو طفلة صغيرة معها شمعة أو مصباح، لتنير له طريقه، وكانت النساء تترك له على باب منازلهن قطعة نقود معدنية ملفوفة داخل ورقة، ثم يشعلن أحد أطرافها، ويلقين بها إلى المسحراتى الذي يستدل على مكان وجودها من ضوء النار، فيدعى لأصحاب البيت، ويقرأ الفاتحة.

وفي نهاية الشهر الكريم، يلف على البيوت التى كانت تعتمد عليه فى السحور، ليأخذ أجرته وكان من المعتاد أن ينشد المسحراتى شعراً يسمى بال''قوما'' نسبة الى قيام الليل لتناول السحور، وكان مشهوراً إنذاك ومثال لذلك الشعر، ''لا زال سعدك جديد.. دائم وجدك سعيد''.

ويعتبر والي مصر إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام السحور عام (238هـ)، وفى العصر الفاطمي أمرا الحاكم بأمر الله الفاطمي الناس أن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، وبعد ذلك عين أولو الأمر رجلا للقيام بمهمة المسحراتي.

ولم تقتصر مهنة المسحراتى على الرجال فقط، كما يعتقد البعض فكما أن هناك المسحراتى، فهناك أيضاً ''المسحراتية''، ففى العصر الطولونى، كانت المرأة تقوم بإنشاد الأناشيد من وراء النافذة في وقت السحور، لتوقظ أهالى البيوت المجاورة لها، كما كانت المرأة المستيقظة فى وقت السحور تنادى على جاراتها لإيقاظهن.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان