''نهال'' أصغر ضحايا تفجير العريش.. خرجت بملابس العيد ولم تعد
كتبت-دعاء الفولي:
بسعادة قلبت بين يديها ملابسها الجديدة، اشترتها لها الأسرة لترتديهم في عيد الفطر، إلحاح على الوالدة كي تسمح لها بالنزول بهم لشراء بعض حاجات المنزل، بعد خروجها بوقت يسير سمع القاصي والداني صوت انفجار، في البداية لم ينزعج الجالسون على المقهى القريب من مديرية الأمن، يشاهدون مباريات كأس العالم لكرة القدم، غير أن ''سعيد محمد'' هرع مع أصدقائه من المقهى بعد أن قيل له أن انفجار وقع في محل للبقالة يقع أمام منزلهم مباشرة، ذهب للمساعدة ونقل المصابين والموتى، كانت يداه تحملان طفل مُصاب حينما علم أن والدته وأخته نهال ذو العشر سنوات بالمستشفى، ''أختك توفت'' سمعها من الوالدة قبل أن يرى جسد أخته الذي ما عاد يشبهها وهي حية.
''الانفجار فصل إيد أختي عن جسمها وحصل بتر في رجليها الاثنين''، إسلام الأخ الأصغر سنًا من سعيد رأى الصغيرة عقب الانفجار مباشرة ''كان بيلم أجزاء من جسمها من الأرض.. بس ماتت على إيديه''، وبال نزل على رأس الأسرة المكونة من ثلاثة أولاد أكبرهم سعيد وبنتين، نهال كانت الأصغر بالمنزل، لم يرفض أحدهم لها طلبًا ''كانت دلوعة البيت وليها معزة خاصة في قلوبنا''، خرجت الأم والأولاد من ضاحية ''الرائد العربي'' بالعريش حيث كانوا يقطنون إلى محافظتهم الأصلية الشرقية لإقامة سرادق العزاء، لا يبدو أنهم سيعودون قريبًا على حد قول سعيد ''والدتي مش قادرة تدخل البيت.. روحت من المستشفى على الشرقية علطول''.
إجراءات كانت يجب أن تمر بعد سقوط أكثر من ضحية، تحقيقات تحملها سعيد وأسئلة عما حدث، وطلب بتشريح الجثة لعله يفيد بمعرفة شيء ''أنا رفضت التشريح.. جثة نهال متقطعة.. مش باقي فيها شيء يتشرح''، لا يعتبر الأخ الأكبر أن العريش مكان مسالم بطبعه، منذ أربع سنوات والحال هناك لا يهدأ، إطلاق النار أمر عادي ''لدرجة إنه لو يوم عدى من غير ما يحصل ضرب نار بنستغرب''، بالإضافة لسقوط قتلى بشكل دائم، لكن الانفجار يظل أمرًا مُختلفًا.
علاقة نهال بأخيها كانت كابنة وأبيها، يكبرها بعشر سنوات كاملة، هوايات تعود أن يراها تفعلها طوال الوقت دون كلل ''كانت بتحب تروح قصر الثقافة اللي عندنا وتقرأ من وهي صغيرة''، وهو آخر مكان ذهبت إليه قبل أن تتجه إلى محل البقالة حيث الانفجار، ووسط تسليمه بالأمر الواقع لم يُطالب سعيد بشيء سوى ''عايز حق أختي يرجع''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: