إعلان

''غرفة النشاط'' .. حياة أخرى بمستشفى ''أبو الريش''

01:02 م الخميس 11 سبتمبر 2014

كتبت- ندى سامي:

في الصباح تبدو الغرفة في زيها الرسمي، موظفون ومكاتب وأوراق إدارية، ووتيرة عمل ثابتة ومع الظهيرة تتغير وجهتها بالزينة والبلالين، وتصطف المكاتب في ركن صغير وتتبدل بموائد صغيرة وكراسى خشبية ملونة ومسرح للعرائس، فتتحول وحشة الغرفة الروتينية إلى ''غرفة النشاط'' بمستشفى ''أبو الريش اليباني'' وتدب بها البهجة بخطوة المرضى الصغار وحماس شباب فريق ''خطوة لبكرة'' الذين دأبوا لتحويل تلك الغرفة لجنة يتناسى فيها الصغار آلامهم، ويتحدون مرضهم.

يطرق''حسين جلال'' بإستحياء على باب أحد الغرف ليبلغ نازليها أنه يوجد حفلة بالدور الأول، بإبتسامه رسمت على ثغره يوجه حديثه للأطفال ''وفي أرجوز وهدايا كتير''، يربط على رأس أحدهم ويأخذه لمكان الحفل ، ليكرر عمله بباقي غرف المستشفى، وعندما يعود من جولته داخل أروقتها يكون الجمع على اتم استعداد لاستقبال الأطفال واعدادهم للحفل، أحدهم يصف الكراسي الصغيرة جنبًا إلى جنب، وآخرون يضعون حافظة الأقلام التى انتهو من اعدادها للتو لتقدم للصغار، بينما يستعد ''الأرجوز'' خلف البرفان الخشبى ليقدم مسرحية جديدة لصغاره الذين تأهبوا لظهوره.

ثلاث سنوات عمر ''خطوة لبكرة'' كانت الفكرة لدكتور ''شريف حسن'' طبيب رمد بالقصر العيني، بمساعدة عدد من الشباب اللذين حملو اللواء وحلمو أن تنفذ فكرتهم بجميع المستشفيات وتقديم دعم نفسي للمرضى الصغار الذين لا يطيقون المرض بجسدهم الهزيل وأرواحهم البائسة، لمساعدتهم على مواصلة حياتهم بطريقة سوية، ''أخدنا كورسات تنمية بشرية علشان نعرف نتعامل مع الأطفال'' قالها ''جلال'' الذي وعى جيدًا من معلمه الدكتور شريف كيفية التعامل مع الأطفال ومساعدتهم نفسيًا ليتخطو أزمتهم، والذى حرص على متابعة الشباب ومراجعتهم بين حين وآخر، وحضور الحفل الشهرى الذى يقيمونه ويدعون فيه الأطفال وأولياء الأمور والأطباء.

''أول لما بدخل المستشفى بنسى هموم الدنيا، وبطنط مع الأطفال'' قالتها ''ريهام'' صاحبة العقدين التى أصبحت جزء لا يتجزأ من الفريق رغم معرفتها القريبة للفريق، بمرح تلهو مع الأطفال وتساعدهم في تلوين رسوماتهم، وتتعالى ضحكاتها مع ضحكات الصغار على المسرحية التي يشاهدونها، تتحرك في أرجاء المستشفى غير مبالية ''معروفين في المستشفى ببتوع الدعم النفسي'' ، تتوطد علاقتها ببعض الأطفال تعرف أساميهم وباتو يألفونها وينتظرون عودتها، وإذا كانت حالة أحد منهم حرجة لا يقوى على النزول وحضور الحفل، تذهب ''ريهام '' برفقة رفقائها إلى غرفته محضرين له الهدايا.

في الطابق الثالث أمام ''العناية المركزة'' المهمة الأصعب، الهدوء يعم المكان، أم ثكلى تنتظر إحدى الممرضات تفتح الباب لتلقى نظرة على وليدها، وأب افترش الأرض في انتظار موعد للزيارة، وصغار أجبرهم ثقل الموقف على الخنوع لحديث والدتهم بأن الضجيج ممنوع، يخترق متطوعي ''خطوة لبكرة'' رهبة المشهد بصحبة عرائسهم الملونة مطرقين الباب معلنين ''إحنا دعم نفسي'' فيدلفون داخل العناية التى تكاد تخلو من الأصوات إلا صوت الأجهزة الطبية وهمهمة بعض الممرضات.

في هدوء يتحدثون لإحدى الطبيبات وتخبرهم بحالة الأطفال وكيفية التعامل مع كل منهم، وضرورة التعقيم اللازم وتشاركهم حديثهم مع الأطفال، دقائق معدودة داخل غرفة العناية تترك البسمة على شفاة الصغار وتجعلهم ينتظرون بشغف الزيارة التالية، وترسخ في نفس الشباب نشوة إسعاد الغير وتقديم المساعدة الممكنة لتقوم السلامة النفسية للمرضى الصغار.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان