بالفيديو والصور.. رحلة داخل أول متحف تحت الماء في مصر
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- محمد مهدي:
تصوير- سيد أحمد السيد:
يغوص في أعماق البحر الأحمر، يستمتع بجمال لم يرَ مثله من قَبل، يملأ عيناه برؤية الشعب المرجانية ذات الألوان الزاهية، يَفرح أن في بلاده هذا الكنز من المخلوقات البديعة، لكن غصة في قلبه تمنعه من السعادة، لأنه يُدرك بُحكم عمله أن هذا الكنز سرعان ما سيترك بحارنا بفِعل الإهمال والإهدار وعدم العناية به "الشعب المرجانية مُهددة في العالم كله بالانقراض، احنا عندنا أفضل نوع لكن للأسف ممكن يضيع لو مخدناش خطوة" يقولها "عبدالرحمن المكاوي" صاحب فكِرة إنشاء متحف تماثيل تحت مياه دهب بجنوب سيناء.
الأبحاث العلمية تؤكد-بحسب المكاوي- أن نحو 27 % من الشعب المرجانية في البحر الأحمر تعرضت للموت بسبب ارتفاع درجة حرارة المياة والتعامل السىء من قِبل الغواصين والمراكب وصب الزيوت "الشعب المرجانية ثروة كبيرة ومهمة للحياة السمكية في منطقتنا".
أسس "المكاوي" منذ عدة سنوات مجموعة "الأي ديف تريب" وهو عبار عن فريق من الغواصين، هدفهم حماية البيئة، وقرروا البدء في مشروع يحمي الشعب المرجانية بالبحر الأحمر، وبعد دراسات عديدة وتشاور بينهم وأولي المعرفة والعِلم، قرروا إنشاء متحف تماثيل تحت المياه بمنطقة دهب "التجربة اتعاملت قبل كدا في المكسيك ونجحت".
"المتحف هيكون عامل جذب للغطاسين والسياح ودا هيبعدنا عن مناطق الشعب المرجانية المعرضة للتلف، كام هيُنفذ بتصميم مُحدد هيتيح وجود شُعب جديدة في مناطق مختلفة بداخل البحر" يذكرها "المكاوي" موضحا أهمية المتحف.
المشروع ظهر منذ 3 سنوات، تحمس له الفريق، وتم التنسيق مع المسؤولين بمحميات جنوب سيناء-عماد العيدي وسيد بكر- والاستماع لنصيحتهما بإلبدء بـ 3 تماثيل فقط حتى يمكن عمل دراسات ومتابعة لتطور الحياة السمكية وانتشار الشعب المرجانية في المنطقة.
احتاج الفريق لتصريحات من الدولة تكفلت بها وزارة السياحة بعد استفسار عن مغزى فكرتهم والتأكد من عدم إضرارها بالمنطقة أو السياحة "الأول قبلنا مضايقات بسيطة بس لما الناس فهمت الفكرة وأهميتها التعامل أصبح أفضل ".
رحلة شاقة خاضها الفريق للبحث عن نحات موهوب يتحمس لفكرتهم لكنهم واجهوا رفض وتجاهل من البعض، فيما طالب آخريين بمبالغ طائلة لإتمام التماثيل، وحده "حامد محمد" مدرس مساعد بكلية فنون جميلة بالأقصر، رَحب بالأمر ورفض الحصول على مقابل، وانغمس في العمل بكل طاقته وتم إنجاز 3 تماثيل "تم نقلهم من الأقصر لدهب، وتنفيذ مرحلة وضعهم تحت المياه بكل دقة تحت إشراف الفريق".
3 سنوات يتم فيها الغوص كل شهر في الصباح والليل، في وجود القمر وغيابه، في فصول السنة المختلفة، ودرجات الحرارة المتباينة، لتصوير المنطقة ومقياس حجم الشعب المرجانية والكائنات البحرية، وكتابة تقارير عن التفاصيل كافة.
بعد الانتهاء من دراسة التجربة الأولى، تم إتخاذ قرار بالتوسع وتنفيذ الجزء الثاني للمشروع واستكمال المتحف بـ 3 تماثيل جديدة بالتعاون مع المحميات تحت إشراف محمد سالم مدير القطاع، وشيوخ البدو-سليمان سلام وعتيق سلام وسلمي أبودياب- الذين قاموا باستضافة الفريق طوال فترة عملهم.
نُقلت التماثيل من الأقصر إلى منطقة دهب "تمثال منهم اتكسر بس قدرنا نرجعه زي ما كان في اللحظات الأخيرة" تم عرضهم على السائحيين والزوار لـ 3 أيام، وعمل محاضرة ألقتها "فرح كرم" أصغر مدربة غطس في العالم-بحسب المكاوي- وتحريك التماثيل من الأرض إلى المياه تحت مسؤولية"خالد السنوسي" مهندس مدني، وإنزال التماثيل وتثبيتهم في قاع البحر.
يحلم الفريق بأن يُصبح متحف التماثيل محط أنظار العالم، ويتحول إلى مزار يأتي إليه السائحين من كل البلاد "نفسنا كمان نوسع نطاق المتحف ونعمم التجربة على كل مكان في البحر الأحمر" يذكرها "المكاوي" بأمل شديد.
بجانب انشغالهم بمشروع المتحف، ينهمك الفريق بشكل مستمر في حملات تنظيف تحت المياه، وإنقاذ السلاحف المريضة أو التي يتم اصطيادها وإعادتها للبحر مرة أخرى، وإقامة محاضرات للتوعية بأهمية المحافظة على البيئة.
رغم النجاح إلا أن الهجوم يزداد مع كل خطوة يقوم بها الفريق "الأجانب اللي بيعملوا أبحاث في المنطقة كانوا حابيين يعملوا هما الفكرة ولما نفذناها كل يومين شكاوى في الوزارات المختلفة" لكنه يثق أن الفريق لن يتوقف أبدًا ومستمر في استكمال مسيرته.
لمشاهدة الفيديو .. إضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك .. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: