''عبد الناصر''.. شبح يطارد كل الرؤساء (بروفايل)
كتب - محمد مهدي:
في طريقه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، في مساء يوم 28 سبتمبر 1970، كان الرئيس محمد أنور السادات، يحمل في يديه ورقة صغيرة مدون فيها خبر وفاة ''جمال عبدالناصر''، وفي عقله يحمل الكثير من المخاوف حول كيفية سد الفراغ الذي تركه الأخير، ووأد المقارنات التي ستندلع في البلد بين أي رئيس قادم وزعيم الأمة، أنهى ما يجول بخاطره سريعا فور وصوله إلى وجهته، أطل على الشعب المصري عبر التلفاز، أعلن الخبر بكلمات قليلة وصوت مشبع بالحزن.. وترك المصريين لحالة فَقد عارمة، وسؤال كبير يلوح في الأفق ''من يحل مكان الزعيم؟''.
لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا
كان الرئيس جمال عبدالناصر، قد أوجد لنفسه مكانة بارزة لدى الشعب المصري بكاريزمته الخاص، وقرارته الثورية، ومواجهاته الكلامية مع أعتى دول العالم قوة، وجاء الرحيل في توقيت قاسي، فمصر كانت تستعد حينذاك للحرب واستعادة أراضيها المحتلة من القوات الإسرائيلية بعد 3 سنوات من النكسة-1967-.
تلك المكانة المميزة لـ ''ناصر'' دفعت الرئيس محمد أنور السادات، إلى الإنحناء أمام تمثال صغير للزعيم الراحل داخل مجلس الأمة - مجلس الشعب - في 17 أكتوبر 1970، بعد حلف اليمين الدستوري أمام ممثلي الشعب، وتأكيده في خطبه الأولى عقب توليه السلطة أن البلاد تسير على خطى ما كان يريده عبدالناصر، قبل أن يسيطر على مقاليد الحكم ويتبرأ بعدها من عصر الرئيس السابق.
لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا
من جديد تنتشر سيرة ''ناصر'' بين قطاعات من الشعب المصري، في فترة حكم الرئيس الأسبق ''محمد حسني مبارك''، حيث زادت حدة الانتقادات تجاهه بعد مرور سنوات من انتخابه للمرة الأولى كرئيس للبلاد في عام 1981، ظهرت المقارانات ومطالب بضرورة استعادة روح القرارات التي أطلقها ناصر من أجل المواطن البسيط، منها قانون الاصلاح الزراعي، وتأميم قناة السويس، وخطواته الحثيثة في طريق القومية العربية.
الحنين والاستدلال بـ ''ناصر'' كان حاضرا بقوة في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، ''وما أدراك ما الستنيات'' قالها في أول خطاب موجه للشعب من ميدان التحرير، ضمن حديثه عن تاريخ الحريات في مصر، إشارة لعهد ''ناصر''، وفي الاحتفال بعيد العمال، تحدث عن الدور الهام لثاني رئيس للبلاد في تشييد مصنع الحديد والصلب، فضلا عن الاستعانة بأغاني هذا العصر خلال احتفالات أكتوبر الذي أقامته الرئاسة في استاد القاهرة.
لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا
قبل الانتخابات الرئاسية الأخير-2014- انتشرت ملصقات للمرشح حينذاك المشير عبدالفتاح السيسي بجواره ''ناصر''، وانتشرت تعليقات من عدد من الإعلامين تصف المشير بأنه امتداد للزعيم الراحل، وردا على سؤال وجه إليه خلال فترة ترشحه للرئاسة حول شعوره حيال تشبيهه بـ ''ناصر'' قال الرئيس الحالي للبلاد ''يارب أكون كدا''.
لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: