إعلان

بالفيديو: 113 دقيقة توضح مشاكل التعليم

04:57 م الخميس 01 أكتوبر 2015

كتبت - يسرا سلامة:

كيف نعد أبنائنا للخروج إلى الحياة؟ هل نريد إعدادهم لمجتمع يتسم بالخوف، وعليهم أن يتكيفوا معه؟ ما شكل الحياة بدون نظام تعليم منتظم؟ ولماذا يقل الابداع والعبقرية كلما زادت خطوات أبنائنا في النظام التعليمي؟ .. تلك مجموعة من الأسئلة يفتحها في الذهن الفيلم الوثائقي الألماني "أبجدية"، الذي يدخل عوالم نظم التعليم في الصين واليابان ودول شرق آسيا بوجه عام، أثناء عرض الفيلم بمعهد جوتة الألماني.

113 دقيقة، لم تحمل سوى هموم وأسئلة مثارة عن قضية التعليم، استقاها المخرج إرفين فاجنهوفر من خبراء تعليم ومسؤلون حكوميون وطلبة، بجانب طلبة من تلك الدول، يبحث فيها المخرج عن الراديكالية التي أصبح نظام التعليم يدجن بها الطلاب، ويضع أسئلة لثورة على تلك النظم طالما ستنذر تلك الثورة بما هو في صالح الطلاب.

إحصائية يضعها الفيلم لأحد الدراسات التي تقيس مستوى النبوغ لدى الطلاب، تمت لثلاث فئات عمرية، من سن 3-5 سنوات، يكون مستوى النبوغ 98%، ويصل للطلاب من 8-10 سنوات إلى نسبة 32%، وتقل في سن 13-15 إلى 10%، ليصل مستوى النبوغ في سن 25 سنة إلى 2%، ليطرح الفيلم وفقا لتلك الإحصائية سؤالا محوريا للفيلم "هل قدرة أطفالنا في النبوغ ذاهبة إلى الضمور؟ أم أننا فقط نقوم بإدخال هؤلاء الأطفال في نظام تعليمنا ليصلوا إلى تلك النتيجة؟".

لا يفتح الفيلم بابا إلي التمرد المطلق على نظام المدارس والتعليم، لكنه يسرد من أفواه أفراد تلك المنظومة بعضا من مساؤها، يبدأها من لقطات افتتاحية لوجه كرة الأرض من بحر وجبال، يصوت يتحدث عن تدمير القدرة الابداعية في الأطفال، واندماجهم في نظام تعليمي.

أحد الخبراء بالفيلم يتم التصوير معه في أحد الحافلات، وهو يتحدث عن النظام التعليمي، عن عُسرة التعليم، وطول اليوم الدراسي للطلاب في الصين، والتحديات التي تواجه الطلاب يتحدث الخبير، ينذر الزحام أمام الطريق في الحافلة التي يقلها وكأنه العراقيل التي تواجه أنظمة التعليم في دول شرق أسيا.

"لم نعد نتحمل ضغط اليوم الدراسي، نذهب إلى مدارسنا ونسهر حتى الحادية عشر مساء، لا لمشاركة عائلتنا في ليلة سامرة أو لمشاهدة التلفاز، لكن لنعمل على فروضنا المدرسية".. كان تلك شكوى النظام التعليمي على لسان إحدى الطالبات بالفيلم، بجانب مشكلات تواجه الطلاب مثل الأعباء لليوم الدراسي، مثل إشارة خبير أن اليوم الدراسي في اليابان هو أطول يوم دراسي في العالم.

ورغم أن العمل يفتح تساؤلات مجهدة للذهن عن التعليم، إلا إنه أيضا يفتح باب الأمل، لقضية لا يوجد لها حل في الأفق، بتجربة رجل ستيني لديه مرسم خاص، يؤمن في تجربته أن التعلم الذاتي ربما أفضل للأطفال من التعلم الأكاديمي، يسمح في ورشته أن يأتي الأطفال في مختلف الأعمار للتلوين، يرى أن الرسم والتلوين والرقص هى الثلاث مهارات الأساسية لكل الطلاب في المرحلة الصغرى، القراءة والكتابة بعد ذلك، ثم أي علم من العلوم يمكن أن يتم لهم.

ورغم ثورية الفكرة التي يطرحها الفيلم، يطرح "أبجدية" أيضا الجانب الاقتصادي لنظام التعليم في الصين واليابان، أن تضخم أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، جانب سلبي اقتصادي يكشفه الفيلم، وأن أربعة مؤسسات من الدروس الخصوصية تشارك في البورصة وتعد من أضخم الشركات هناك.

لا يضع الفيلم الوثائقي - لعمق المشكلة - أي حلول عاجلة لتلك الأزمة، يفتحها على مصرعيها إلى المجتمع، يبدي أحد الخبراء فشل الطلاب في المراحل المتقدمة، يترك للمشاهد جملة مفتوحة "ينبغي ألا يفشل الطلاب في سنوات البداية ولا يفشلوا أيضا في النهاية"، ويطرح الفيلم كتجربة قام بها المخرج الألماني رؤية النظام الرأسمالي الذي يعلم الطلاب فقط الامتثال إلى الأوامر.

" لا نريد أن يتم تحويل الطلاب من بشرا إلى ماكينات".. تعرض أيضا تلك وجهة النظر من قبل أحد العاملين في جزء الموارد البشرية لأحد الشركات، متحدثا لكاميرا الفيلم عن من تستقبلهم الشركة من خريجين جدد، وأنه على الرغم من أن كل أسرة تنفق ما لديها من أجل المستقبل، إلا أن ذلك لايعد ضمانا حقيقيا في نظام لا يكشف قدرة الطلاب الإبداعية، ولا يفتح مجالا للأمل.

صورة تركها العمل في مخيلة جمهوره، والذي تم عرضه في 188 جلسة منذ أن تم انتاجه في 2013، تلك الصورة لمجموعة أطفال يطلقون العنان لطائراتهم الورقية، تمثل قمة الطائرة الأطفال أنفسهم، وباقي الطائرة هم المدرسون والأهل، ليقول خبير تربية صيني "تلك الطائرة تمثل الأمل في أبنائنا"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان