إعلان

بالصور - في قرية "المرازيق".. صناعة الأقفاص تحب "الخفّيّة"

11:50 م الأحد 08 نوفمبر 2015

كتبت - دعاء الفولي:
تصوير - محمود بكار:

أتى صبح جديد، مُجبر خرج بعضهم من بيته ليلحق بالآخرين، على بعد أمتار من البيوت تقبع الورش بقرية "المرازيق" بالبدرشين، يجرجرون الأقدام ويتحاملون على الوساوس التي تخبرهم أن "الصناعة ماتت"، يتمسكون بالقليل الذي تركه الآباء، يعلمون أن المهنة عسيرة لأنها يدوية فقط، فلا توجد آلات تستطيع ربط "جريد" النخيل لبعضه كما يفعلون، يتمتمون بأدعية جلب الرزق فيما يعكف أحدهم على قفص جديد لم يكتمل بعد، تمر أعينهم ببضاعتهم، فيما يتمنى القلب لو يعرج عليهم زبون ليشتري ولو ببضعة جنيهات قليلة.

بعد مرور 3 أيام على الأقل على قطع جريد النخل يبدأ العمل، إذ يجب تركه في الهواء حتى يجف، على أعمار مختلفة يجلس الصانعون بالقرية، بعضهم شاب بتلك المهنة، آخر لازال يخط فيها، بينما وسطهم طفل جلبه الكبار ربما ليساعدهم أو ليتعلم، الابتسامة تغلب الوجوه، يضيعون ساعات العمل التي قد تصل إلى 16 ساعة يوميًا في الأحاديث والحكايات.

منكفئًا على نفسه يبدو الصانع، المنجل بيد والسعف بيد أخرى، يقطع الجريد لأحجام متباينة، يكشطه قليلًا، ثم يُثبت بعضه بشكل طولي وعرضي، يضغط ببطن قدمه على قطعة الجريد، وتدق يده بآلة حديدية طولية ليخرمها، يركبها فتصبح جاهزة للبيع. قد تدمي صلابة الجريد يديه، أو يجرحها المنشار والمقص، لكنه ما اعتاد على النعومة، بمكانه بالبدرشين تنشأ أشجار النخيل بوفرة، وإن لم تصبح أعدادها كما كانت من قبل، يُصدر النخيل الموجود لديه لمختلف الأماكن، حتى لمحافظة الفيوم الأكثر شهرة في صناعة الأقفاص.

حين ينتهي ابن القرية ينظر بفخر لبضاعته؛ أقفاص متفاوتة الأحجام، للخضر، الفاكهة، الخبز، وبعضها يصلح لصناعة سرير للأطفال، إلا أن ذلك قد يستغرق يومًا كاملًا، يشعر أن ما أنجزه يستحق التقدير أكثر، لكنه يُصبّر نفسه بأن المهن اليدوية بمصر باتت نادرة، لا يُعيرها أحد اهتمام، مع آخر اليوم يعود لبيته، متمنيًا يومًا جديدًا أفضل، مُحبًا لمهنته لازال، لكنه على الأرجح لن يُلقنها لأحد من أولاده، كما فعل أباه معه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان