إعلان

عزة الحناوي.. المتهمة بـ"الخروج عن نص" ماسبيرو

06:58 م الإثنين 09 نوفمبر 2015

عزة الحناوي

كتبت-رنا الجميعي:

في برنامجها الأسبوعي "أخبار القاهرة"، تحدثّت الإعلامية عزة الحناوي عما آل إليه الحال للمواطنين بعد الأمطار، حيث قالت باستنكار "شايفين مقامه ينام على الأرض.. يتصرف له بقى 600 جنيه.. لو كان مكسيكي كان صرفوا له كام بقى"، وطالبت الرئيس السيسي محاسبة المسئولين "من أول سيادتك لأن انت اللي بتعينهم"، تُنهي عزة المقطع بسؤالها عن عدم تنفيذ الخطة القومية لمكافحة الفساد، فيما تذكر "التعليم، اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كل مؤسسات الدولة، ليه مش بتتنفذ؟".

عقب انتشار ذلك الفيديو للإعلامية عزة، وهي مقدمة بالقناة الثالثة، أوقفت عن العمل وحُولت للتحقيق بدعوى "الخروج عن النص"، فيما كان ما فعلته الإعلامية أنها توّجهت في حديثها للرئيس واضعة أمامه سؤالًا عن خطته لإصلاح المحليات ومحاسبة المسئولين بدءًا منه شخصيًا.

رغم أن الحلقة التي أذيعت لعزة كانت بأول نوفمبر، غير أنه لشُهرة هذا المقطع تحديدًا الذي وصلت مشاهداته لأكثر من مئتين ألف على موقع "يوتيوب"، وجاءها قرار الإيقاف، أمس، حسب المستند الذي نشره موقع "البداية"، بدعوى "الخروج عن المهنية"، وتم التحقيق معها اليوم ظُهرًا.

عزة الحناوى توجه رسالة قاسية للسيسى 
https://www.youtube.com/watch?v=GzuNBrtfgr8

عزة الحناوي لديها قناة على اليوتيوب باسمها، يُنشر عليها الحلقات التي تّقدمها، لكن الحلقة المُثارة ضدها ليست الوحيدة في قائمة "الخروج عن النص"، كما يفترض الاتهام ضدها.

في اليوم الموافق 11 من شهر يناير، لعام 2014، نشرت القناة مقطع يضم حديثًا لعزة توجهه لمشاهديها، ببرنامج آخر اسمه "كاميرا بين الناس"، حيث تستنكر مهام وزير العدالة الانتقالية، قائلة "عندنا وزير للعدالة الانتقالية، مع احترامنا لهذا المسؤول، لم يفعل شيئًا حتى الآن سوى مؤتمرات يروي فيها لنا مقالاته"، لكنه لم يحقق شيئًا للشعب المصري، كما تقول، وتتبع كلامها "طالما هي وزارة وزير بيطلع يروي قصص للناس، سموها وزارة فتافيت السكر أحسن".

عزة الحناوي : وزير العدالة الانتقالية يصلح لوزارة فتافيت السكر
https://www.youtube.com/watch?v=ImKTMMS0YyI

في منتصف فبراير الماضي، تعليقًا على ذبح المصريين في ليبيا قالت عزة أن نظام داعش ليسوا مسلمون، وأنهم نظام مأجور تنفذ أجندات أمريكية وصهيونية، كذلك وجهت حديثها للمسئولين صارخة "لازم الدولة تشوف لها حل، دول كتير حوالينا بتبعت تاخد مواطنيها، ليه احنا مبنعملش كدا، ليه نستنى لما ولادنا يتدبحوا وبعدين نولول".

عزة الحناوي : فين الكرامة الإنسانية اللي قولتوا عليها
https://www.youtube.com/watch?v=B78fA8tYpDg

في 22 فبراير 2015، تساءلت عزة عن حقوق جميع الشهداء، فضلًا عن عدم محاسبة المخلوع ونظامه، كما قالت، وأضافت في المقطع المنشور أيضًا "وزير الداخلية الحالي اللي كان وزير داخلية مرسي وكان بردو بيحصل قتل، مش هننسى الجندي، مش هننسى جيكا".

عزة الحناوي : فين حقوق باقي الشهدا
https://www.youtube.com/watch?v=NnP-mA_kFaM

كذلك خلال يومي انتخابات مجلس النواب في أكتوبر الماضي، لم تتبع عزة الأسلوب التقليدي في دعوة المشاهدين للمشاركة، لكنها أكدت على حق المواطنين سواء بالنزول أم لا، في مقطع آخر لها على القناة الخاصة بها.

"ملكيون أكثر من الملك" 

في تصريح لهاني جعفر، رئيس القنوات الإقليمية، لإحدى المواقع الإخبارية، حيث قال أن المسؤولين بماسبيرو اعتبروا ما قالته المذيعة هو إبداء لرأيها الشخصي، وتصرف بعيد عن الحيادية، أما عزة نفسها، ففي حوار لها مع "التحرير"، أشارت بالاتهام إلى عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فالإعلامية لا تتوقع أن تتعرض للعقاب، خاصة أن كل ما قالته بالحلقة ينص عليه الدستور والقانون، كما أن الرئيس بنفسه قال "أنا موظف عند الشعب وإن أخطئت حاسبوني"، هذا بنص حوارها.

+¦+ê+¦+¬ 1

يُعلق دكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن أمر استبعاد اعلامية أبدت رأيها عليه كثير من التحفظات، مما يضرب صميم حرية التعبير، فيما وصف ما حدث أنه مؤشر سلبي من السلطة تجاه الإعلام، ويستنكر من التهمة الملقاة إليها قائلًا "يعني ايه قصة الخروج عن النص أصبح تهمة، ما هو النص أصلًا الذي يتم الخروج عنه".

تؤدي الإعلامية عزة دورها كما يؤديه كثيرون، حيث تحفل الفضائيات بعشرات الإعلاميين يقدمون آرائهم؛ سواء الإيجابية أو السلبية-يقول خليل-، مشيرًا إلى أن الإعلامي بالتليفزيون المصري حر مثله مثل أي إعلامي آخر، كما يؤكد أستاذ الإعلام على اتفاق مختلف المدارس الإعلامية أن من حق الإعلاميين نقد المؤسسات وإبداء الرأي شريطة أن تكون مبررة.

يشرح خليل كيف أن الإعلام الرسمي لا يعني إعلام موجه من قِبل السلطة، لكنه إعلام يعبر عن الدولة "عن أفكارها القومية، ومن المفترض إنه خطابها الإعلامي يتفاعل فيه كل الآراء وكل وجهات النظر"، ويشير إلى أن قيادات المؤسسات الرسمية هم "ملكيون أكتر من الملك نفسه" حيث يتحسسون الطريق لئلا يغضبوا النظام، ومن ثم يبادرون بالمعاقبة من وجهة نظرهم، متسائلًا "يعني هي غلطانة إنها صدقت كلام الرئيس؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان