بالصور.. اللحظات الأخيرة في حياة ''محمد صلاح'' شهيد ''مجزرة الأولتراس''
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
كتب- أحمد الليثي ويسرا سلامة:
مع دقات الثامنة من صباح الأثنين، التاسع من فبراير، كان الأتوبيس الخاص بالجامعة الألمانية ينتظر في ميدان لبنان لجلب الطلاب، كطقس ثابت لا يتغير، طال الانتظار وبدا السائق غير مبال، قبل أن يسـأله ''أحمد سامر'': مستني أيه يا عم أحمد؟، فيرد في طبيعية ''مستني محمد صلاح ينزل.. لسة معانا وقت''، يصمت ''سامر'' لوهلة ثم يقول في وجل ''مش هينزل يا عم أحمد''، يُعقب الرجل الخمسيني تلقائيًا ''ليه.. معندوش محاضرات؟''، فيأتي الرد مفجعا من صديق الجامعة، بينما تنهمر عينيه بالدموع ''لأ، اتقتل امبارح في ماتش الزمالك يا عم أحمد''.. ثم ساد صمت طويل حتى وصل الأتوبيس إلى مستقر الجامعة الألمانية خاليا من ''محمد صلاح'' طالب هندسة العمارة.
يد بيد كان ''صلاح'' يسير وسط رفقة الاستاد، حاوطوه في حنو، يحبونه بصدق، ذو ضحكة مميزة، بشوش، خدوم، صاحب صاحبه، يحكي ''حسين طارق'' عن صديق العمر، اتفقوا على الاجتماع بمنطقة الدقي، الزحام على أشده، فضلوا استقلال المترو، في العباسية اتفقوا مع سائق ميكروباص على ''توصيلة''، كانوا 10، في تمام الخامسة اصطفوا أمام الاستاد، الحشود ضخمة، يرفعون ''صلاح'' على الأكتاف، التقط صورة للزحام، تبعها بضحكة، هبط وهو يزفر ''اليوم صعب''، جماهير الزمالك تغني وطالب الجامعة الألمانية يتمتم بكلمات متفرقة ''الليلة جينا.. الدوري لينا.. الزمالك هو نادينا''.
شقوا الصفوف، الأحاديث عن تذاكر المباراة لا تشغلهم؛ حصلوا على دعوات من يد رئيس النادي نفسه -قبل أيام، الجماهير لا تتنازل عن مؤازرة فريقها، والانتظار كلله النجاح ''الناس هيّصت وقالوا الأمن هيدخَل الكُل، حتى اللي مش معاه تذاكر'' يُكمل ''حسين''، داخل الممر الضيق نفذوا، تقلص عددهم من 10 إلى 4، ''حسين'' يربت على يد ''صلاح''، الأجساد تتلاحم، الأنفاس تنقبض، طالب الجامعة الألمانية نحيف لا يقوى على المعافرة، يحمر وجهه، يخالطها ابتسامة بهوان الأمر؛ مقابل متعة تشجيع الزمالك، الأصوات تتعالى في حنق ''واحد ولع شمروخ عشان يرجع الناس''، القفص الحديدي غير أدمي يقول الشاب العشريني ''إحنا لو فراخ هنتعامل أحسن من كدة.. أيه القرف ده.. إحنا بنموت.. ألحقني بدوخ.. نفسي بيتقطع'' كلمات متفرقة ذابت وسط الهياج، فجأة انطلقت سحب الغاز دون مبرر.
تفتتّ الصحبة، تفرقت الأيدي، بصوت متهدج يتابع طالب الهندسة بجامعة القاهرة، جُن الناس، العيون تدمع، الأنوف تسيل لا إراديا، تاه ''صلاح''، تمكن أحد الأصدقاء من تسلق السور، استسلم آخر لجسده السمين فتكوم أرضا ''كان فاضلي ثواني وأموت.. قلت الشهادة وبصيت للسما''، الأجساد تُدهس، حب الحياة سيطر على الجموع ''شفت ناس بتضرب بعض عشان تعيش''، الكلمات تتوه من فمه، لا يقوى على التعبير، النواح يعلو، كنساء فقدن أبنائهن كان الحال، صراخ، عويل ''كانت مجزرة فعلا''، قنابل الغاز لا تجد مفرا لتهبط أرضا، فباتت الرؤوس محطة جيدة للارتطام، وأصبحت عبارة ''بموت'' تتكرر بشكل هستيري غير مُصدق.
بمنزل بسيط في منطقة إمبابة الشعبية، كان يقام سرادق عزاء لـ''صلاح''، رجال من الجيرة والأقارب، جاءوا للعائلة المكلومة، ضاربين كفًا بكف على زينة الشباب، صفان من الرجال جلسا يكفكفان دموع الأب، تربت على يده كفوفهم، شقيقيه وقفا مع زملائه خارج السرادق، بين ذهول الموت وقدره، بين حزن وألم يعتصر قلبيهما، لا تترك عيونهما دموع الفراق، ''أسامة'' و''حسام''، غاب ثالثهما قبل أن يذهب لتشجيع فريقه على عتبات الاستاد.
بالطابق الثاني، كانت والدة ''محمد'' تجلس بعيدة، عيون شاردة على فلذة كبدها، جفون بدا عليها أثر عدم النوم، ''ربنا يرحمه ويغفر له، نفسي الناس تقرا له الفاتحة''، تستطرد الأم أن عدد ممن عزوها يقولون ما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ''كل الناس كانوا بيحبوه، بيوصلي كلام كتير عنه من ناس ما اعرفهاش، لكن معنديش وقت اقرا'' تحاول التماسك، تهيمن الدموع، تتبعها كلمات باكية ''ادعو له يا ولاد''.
خلدت الأجساد إلى الأرض، وانخلعت الأرواح، تلطخ ''تيشيرت العمر الأبيض''، وبقيت الأحذية المتراصة وقصاقيص القمصان المهترئة علامة على من كانوا هنا، نجى ''حسين'' من المعركة، يقلب جيوبه فيجد تليفون ''صلاح'' الذي تركه في حوزته، يرد على الأهل في استنكار ''متقلقوش''، يغلق الهاتف، يهرع كالمسوس، ساعة تمر، يتخللها ذكريات الأخ، رفيق الدكة من ابتدائي، زميل الهندسة مع اختلاف الجامعة، طيبة ''صلاح''، تؤامه الروحي ''مفيش أغلب منه.. كنا بنعمل كل حاجة مع بعض.. محدش شافه غير وحبه''، عشق الزمالك، لعبه السباحة في ناشئين النادي.. بعد فترة، دهر، يصل ''حسين'' على مشارف مقابر مدينة نصر، وسط نحيب من كانوا في الطريق للتهليل ترحيبا بناديهم المظفر، يفتح حسابه على موقع ''فيسبوك''، يرى صورة ''صلاح'' بين المطروحين أرضا، يُكذب عينه، ينتابه هلع، تسقط دمعة كرها ''جريت ع المشرحة.. وطلع هو''.
أخر صورة التقطها الراحل بهاتفه قبل الرحيل بلحظات
تابع باقي موضوعات الملف:
شهداء ''الوايت نايتس''.. السلام أمانة للـ''74'' (ملف خاص)
أمام المشرحة.. أي رعب أكبر من هذا سوف يجيء؟
بالصور: أولها ''غربة''.. وتانيها ''تشجيع''.. وآخرها ''عم أمين مات''
بالصور.. حكاية أصغر شهيدة ماتت في حب ''الزمالك''
مرتضى منصور.. صاحب نبوءة الموت المتحقق "بروفايل"
شريف الفقي.. من الزمالك وإليه نعود "بروفايل"
بالصور.. مصراوي يكشف حقيقة وفاة شقيقين في مذبحتي ''بورسعيد والدفاع الجوي''
بالفيديو.. ''ضياء'' شاهد ''ممر الموت'' في مذبحة الاستاد: الله يرحم اللي عاشوا
أولتراس أهلاوي وزملكاوي: سنظل أوفياء لـ''الدم''
مصراوي يحاور ''أحمد لطفي''.. ''أمين'' خزانة ''مجزرة الدفاع الجوي''
التذكرة.. طريقك إلى الآخرة (بروفايل)
بالصور.. هل ارتكب أبناء ''شبرامنت'' مجزرة استاد الدفاع الجوي؟
أحمد الليثي يكتب.. لماذا قتلت الشرطة ''الأولتراس'' في مصيدة الفئران؟
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: