إعلان

جوهر علي.. شاهد عيان على ضربات الجيش المصري لمدينة "درنة" – (صور)

09:11 م الإثنين 16 فبراير 2015

 

كتبت - دعاء الفولي:

 

جالسا أمام الحاسب الآلي كان جوهر علي، يتابع باهتمام الوضع العام، على بُعد 500 كيلو متر من مدينة سرت، سمع صوت سرب الطيارات الأول، قبيل صلاة الفجر؛ صعد الشاب ذو الـ19 عاما إلى سطح منزله في حي "الشيحا الغربية" ليرى الطائرات تحلق، دون قصف، غير عالم بماهيتها. ذهب إلى صلاة الفجر، لتسطع الضربة الأولى، فترج الأنحاء، وتبدأ بعدها ساعات عايشها ابن مدينة درنة، وثق فيها بصور وفيديوهات آثار ضربات القوات المسلحة المصرية على المدينة، لتنتشر الأخيرة بشكل واسع في أكثر من وسيلة إعلامية، ويصبح هو شاهد عيان على ما حدث.

 

"قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الاثنين، الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية"، كان هذا بيان القوات المسلحة المصرية الصادر اليوم، عن ضرب أهداف تتبع داعش.. وذلك بعد إعدام 21 مصريًا كان التنظيم الإرهابي قد اختطفهم.

 

كانت الركعة الثانية في منتصفها عندما ترنح المصلون في المسجد بجانب جوهر، انتهت الصلاة؛ فقصد وأصدقائه موطن الضرب الأول، وهو مبنى الشرطة الإسلامية، التابعة لتنظيم داعش "كان منسوف نسفا.. حتى إن الطريق المواجه للمبنى تم إحداث حفرة فيه"، على حد قوله.

 

هلع أصاب السكان المتواجدين حول المبنى، فحي "البلاد" الذي يقع فيه مأهول بالسكان، طالب السكان جوهر وأصدقائه بالرحيل "قالولنا إنه اكيد القصف هيستمر"، عقب القصف الأول بمدة قصيرة، تم ضرب المبنى مرة أخرى، بينما كان الشاب العشريني يختبئ أسفل أحد العمارات القريبة، قبل أن ينتقل إلى حي شيحا الغربية، فوجد أن المكان هناك تم ضربه كذلك، طبقا لشهادته.

 

في هذه الأثناء لم يكن ابن المدينة يفهم ما يحدث بشكل كامل، مجرد صراخ مستمر من نسوة المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 100 ألف شخص، يجري الخائفون بين مكان وآخر، لحسن الحظ لم يُصب أحد من آل بيته بالأذى، إلا أن زجاج نافذة غرفة والدته سقط مكسورا لشدة الضربة، أخذ قراره وقتها بالتصوير لتوثيق ما يحدث، بدأ بمبنى الشرطة الإسلامية، ثم شارع في حيه السكني، تم تدمير 8 مباني فيه، على حد قوله، وفي تلك الأثناء استوعب المواطنون ما حدث بشكل بطيء، نتيجة الصدمة.

 

تخضع مدينة درنة لسيطرة تنظيم داعش منذ أول أغسطس 2014، يذكر الشاب الليبي وقت أن أعلنوا سيطرتهم عليها من ميدان يُسمى "الصحابة"، محددين القوانين التي ستحكم فيما بعد، ومكونين الشرطة الإسلامية، التي انحصر دورها –حسبما قال الشاب- في القبض على من يتعاطى المخدرات أو يبيعها أو يعمل فيها، والقبض على من يبيعون الخمور، ومنع تواجدها، وكذلك السجائر والأرجيلة، ثم بعد المؤتمر الأول أقاموا مؤتمرين آخرين، ذهب الشاب لثالثهما للاستطلاع على ما يُقال فقط؛ فهو لا يؤمن بأفكارهم، لكن يعرف بعضهم بحكم أن عدد كبير ممن أعلنوا ولائهم للتنظيم من أهل مدينة درنة "ولا تواجد للأجانب إلا قليلا جدا".

 

توقع "جوهر" وجود رد فعل الجيش المصري، بعدما حدث من ذبح لـ21 مصري، خاصة أن التنظيم أعلن عدوانه الصريح للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، غير أنه تمنى أن تكون إحداثيات الضرب أكثر دقة، على حد تعبيره "فيه مدنيين تضررت بيوتهم وتضرروا شخصيا"، اعتاد أهل المدينة على أصوات الطائرات، نتيجة الضرب المستمر من قوات حفتر للمدينة، بمساعدة الجيش الليبي، غير أن هذه المرة كانت الأشد من وجهة نظر الشاب العشريني.

 

قبل أن يرفع جوهر الصور إلى صفحته، لم يعتقد أنها ستنتشر بشكل واسع في الجهات المختلفة "كنت حابب أقول اللي بيحصل وأوصله لأصدقائي فقط"، كما أنه حاول التقاط بعض الصور والفيديوهات الأخرى من موقع الضرب، غير أن أحدهم رفع عليه سلاح "الكلاشينكوف" ليمسحهم، فما استطاع ان يحتفظ إلا بقليل مما وثقه أثناء الساعات الأولى من صباح اليوم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان