فيلم "صلاح الدين" لفاقدي البصر.. "شوف السيما بودنك"
كتبت- رنا الجميعي:
تجاور الصوتان، علّق عم "جابر سيد" مازحًا على أحداث فيلم "الناصر صلاح الدين"، حينما التقت "لويزا" في آخر الفيلم بـ"عيسى العوام"، قال "هيص بقى"، الفيلم التاريخي الذي يحضره اليوم عم "جابر"، بجانب رفاقه من جمعية المكفوفين المصريين، كانت المرة الأولى لهم لحضور فيلم بالوصف السمعي، الذي تقدمه شركة "مصرية ميديا" بالتعاون مع سنيما زاوية وشركة أفلام مصر العالمية.
صوت ذكوري مخارج حروفه واضحة، يملأ فراغات الفيلم في المشاهد التي تخلو من الحوار، حتى يُترجم ما لا يتمكن فاقدي البصر من فهمه، هُنا يتداخل صوت المعلق الجدي، والمتحدث باللغة العربية الفصحى مع صوت عم "جابر" المازح، مخلفًا ضحكات ممن يجاورونه، المشاهد التي يُترجمها المعلق الصوتي "بتبقى وصف للفيلم، حركة الكاميرا، ورد فعل الممثل" كما توضح "سالي قنديل"، مدير قسم الإبداع بالشركة.
حضرت "عائشة سليم"، مديرة الشركة، مؤتمر للوصف السمعي بألمانيا، فقررت أن تقوم بالتجربة في مصر، وقدمت الدكتورة الجامعية التي قابلتها "عائشة" وهي "إلينا دي جيوفاني"، التي قامت بورشة لفريق الشركة لعمل الوصف الصوتي لمدة خمس أيام، نتاج العمل كان كارتون "الأسد الملك"، الذي عُرض بمهرجان الطفل في دار الأوبرا المصرية بمارس الماضي، أربع دقائق حضرها عدد من فاقدي البصر في تجربة أولى، تم اختيار صوت نسائي للتعليق بين المشاهد الحوارية "عشان معظم الشخصيات رجالة في الفيلم، اخترنا صوت نسائي أمومي أكتر عشان اللي يسمع ميحسش إنها جزء من الفيلم".
لصغر مساحة الفيلم لم تتمكن الشركة من الحصول على ردود أفعال جدية، لذا تم تكرار التجربة باختيار فيلم تاريخي مدته ثلاث ساعات "اخترنا فيلم تاريخي عشان فيه طلبة مدارس هيبقى مفيد ليهم، وحقوق التوزيع مع زاوية".
"الفكرة جديدة في مصر".. تقول "قنديل" وهو ما استدعى حماسها لتنفيذ الفكرة والاشتراك بالورشة، في فيلم "الناصر" كان اختيار التعليق الصوتي رجل صوته عريض كما تصف، بالقاعة جلس الحاضرون منصتين لأحداث الفيلم، يتخلله تعليق "وليد حماد"، مخرج، يشرح ما يقوم به الممثلون بالفيلم ووجوههم المنفعلة، ويترجم الحركات، كما يصف بعض الأزياء والأشياء التي تحتاج للشرح، ينتهي الفيلم الذي بدأ في العاشرة صباحًا، يُعلق أحدهم ضاحكًا "عاوزين بقى المرة الجاية فيلم 10 ساعات".
يخرج عم "جابر" مستندًا على عكازه، مستمتعًا بالتجربة للمرة الأولى، شاهد الفيلم مرات عديدة "لما بتفرج عليه بتخيل المشهد الصامت"، كذلك عادته في سماع الراديو، حيث يضبط التردد على البرنامج العام "بعد الساعة اتنين بسمع أفلام ومسرحيات"، ويكمل "المشهد الصامت بعيشه أكتر من الناطق"، أما أستاذ "محمد يحي"، عضو مجلس إدارة جمعية المكفوفين، شبّه الفيلم "زي ماتش الكورة كدا".
فيديو قد يعجبك: