رجل "الاسكنشايزر" يكشف سر "البطة اللي براس قطة" (حوار)
كتب- محمد مهدي:
من بورسعيد إلى دمنهور ثم القاهرة، يَحمل "أسامة عبدالله" في انتقالاته بين المحافظات في فترة الستينيات والسبعينيات، ثُقل النكسة التي هجرته من مدينته "بورفؤاد"، ومعها حِلمه الدائم بالتمثيل والوقوف على خَشبة المسرح أمام جمهور غفير، حقق الشاب-حينذاك- في أولى خطواته كل ما يطمح إليه، تربي في مدرسة "يوسف شاهين" وظهر أمام كاميرته في "اليوم السادس"، تَعرف على الكبير "كرم مطاوع" فشَكل منه بطل صال وجال في مسارح العاصمة، وانغمس في هذا العالم ولم يخرج منه إلا مؤخرًا، ليُدهش صناع الأعمال بأدائه في أدوار المشهد الواحد، قبل أن يُصبح حديث الناس بعد ظهوره في إحدى الحملات الإعلانية في الأيام الأخيرة مجسدا لشخصية مثيرة للجدل.
مصراوي حاور الفنان"أسامة عبدالله" في تفاصيل ظهوره في الإعلان الذي شغل الناس في الأونة الآخيرة، بداياته في عالم التمثيل، ما تعلمه في مدرسة "يوسف شاهين"، علاقته بالمخرج المسرحي "كرم مطاوع"، تجاربه مع الفنانين خالد الصاوي وخالد صالح، أدواره التي لا يعرفها الكثير، والعروض التي انهالت عليه في الأيام الماضية.
بداية.. كيف رُشحت للظهور في الإعلان؟
لدي تجارب محدودة في عالم الإعلانات، ومؤخرا علمت بحاجة الشركة إلى ممثلين للظهور في إعلان جديد، ذهبت إلى المكتب المُخصص لإجراء المقابلات، قمت بأداء الدور، لكن لم أشعر بالراحة في لحظة رحيلي.. اعتقدت أنني لست لائقا للشخصية.
وماذا حدث بعد ذلك؟
تلقيت اتصالا هاتفيا من الشركة من أجل لقاء مخرج العمل "علي علي" تحدث إليه، وجدته شخص موهوب متفهم ومُدرك لطبيعية عمله، أعطاني الفرصة لأداء الشخصية مرة جديدة، قمت بارتجال جزء من الحوار، أعجبه الأمر، ثم اتصلوا بي في وقت لاحق لتحديد موعد بروفة ملابس الشخصية، وهناك تأكدت أنه قد تم اختياري للقيام بالدور.
كيف قمت بالاستعداد لأداء الشخصية؟
في مقابلتي مع المخرج قمنا بالاتفاق على مفاتيح الشخصية، طريقة الرجل في التحدث، صوته، حركة يديه، تعبيرات وجهه، وطوال الوقت قبل التصوير كنت منشغلا بالشخصية وليس الكلمات لأن أمرها بسيط وسهل.
متى بدأتم تصوير الإعلان؟
قبل شهر رمضان بعدة أيام داخل فيلا بالمعادي، استمتعت بالتجربة والعمل مع مخرج قادر على إدارة "اللوكيشن" بشكل احترافي، هدوء يمكنك من التركيز، وحالة مرحة بين صناع العمل تدفعك لإخراج أفضل ما عندك.
هل احتاج المخرج لإعادة التصوير أكثر من مرة؟
قمت بتصوير دوري في 4 ساعات ونصف نظرا لحاجة المخرج لأكبر مادة مُصورة ممكنة وهذا ذكاء منه.. وبالفعل تم إذاعة العمل بشكل أخر اليوم.
توقعت نجاح العمل خلال تنفيذه؟
هناك مقولة تعلمتها من عملي لسنوات في المسرح وهي "الكواليس لو حلوة يبقى العمل هيطلع حلو"، لذا كنت أشعر أن العمل سيلاقي استحسان عند الجمهور فور ظهوره.. لكن النتيجة كانت أكثر من توقعاتنا.
ما تعليقك على الضجة الجيدة المثارة حول الإعلان؟
فوجئت بالنجاح الكبير للعمل، وسعدت بردود الفعل الواسعة من قبِل الجمهور، وأبهرني إبداع المصريين في التعامل مع الأمر.
وأكثر ما لفت انتباهي صور لي من الإعلان على "فيس بوك" في مواقف حياتية أخرى بجُمل حوارية خفيفة الظل ومُدهشة، وهناك شاب مُبدع قام بتصميم لـ "اسكينشايزر" كأنه منتج حقيقي.
حققت شهرة من الإعلان.. لكن تاريخك الفني ممتد منذ سنوات طويلة.
تلك حقيقية، فقد بدأت علاقتي بالتمثيل منذ الصغر، بداية من بورسعيد، ثم في دمنهور عندما هُجرنا في سنوات النكسة، انطلقت بعدها إلى القاهرة لدخول عالم الفن، وحدث ذلك من خلال مسرح جامعة القاهرة بكلية حقوق، وكان جيلي يحمل عدد كبير من الفنانين الكبار.
مَن أبرز الأسماء الفنية في جيلك؟
خالد الصاوي وخالد صالح وممدوح مداح والسيناريست أحمد عبدالله.
تربطك علاقة قوية بخالد صالح.. أحك لنا تفاصيلها؟
خالد صالح عِشرة 30 سنة، أدينا العديد من الأعمال معا في المسرح، أتذكر منها "المهزلة الأرضية" إخراج عادل زكي، ومسرحية جيفارا"، وأخرى تحت اسم "العادلون".
عملت أيضًا لـ 4 سنوات معه كمدير أعماله الفني، أختص فقط بمساعدته في الأعمال التي تُعرض عليه وقراءة النصوص سويا وكافة التفاصيل التي تتعلق بأدواره، واشتركت معه في فيلم "فبراير الأسود" ومسلسل "موعد مع الوحوش".
والصاوي؟
اشتركت في الحركة التي أسسها "خالد الصاوي"، وقمت ببطولة أعمال من تأليفه وإخراجه منها "حفلة للمجانين" عُرضت في دار الأوبرا، وعرض ثاني اسمه "الميلاد" على مسرح الهناجر في فترة التسعينيات.
لديك تجارب مميزة في السينما رغم صغر حجم الأدوار.. حدثنا عنها.
البداية كانت مع المخرج الكبير يوسف شاهين عام 1986 حيث علمت من خلال صديقي "خالد الحجر" وكان حينذاك مساعد له، أنه في حاجة لممثلين شباب لفيلمه الجديد "اليوم السادس"، التقيت بـ "جو" ولم أجد ما أُشيع عن عصبيته وتعامله السيء مع العاملين معه، كان يتعامل بلُطف شديد وكثير الضحك ويشرح لك كل ما تحتاج أن تفهمه.
كم المدة التي قضيتها في مدرسة شاهين؟
نحو 3 سنوات قضيتها في شركة يوسف شاهين، ننتظر تصوير الفيلم، ونعمل معه في الأفلام الأجنبية التي كانت تأتي للتصوير في مصر عن طريق شركته، أحيانا أقوم بأداء دور صغير في هذا الأفلام أو المساعدة في العملية الإنتاج.
هل تتذكر لـ "شاهين" موقف مميز خلال تصوير "اليوم السادس"؟
خلال تصوير مشهد لي مع الفنانة شويكار، حدد لنا مساعد "جو" حسين الجرتلي المكان الذي نجلس فيه، قاموا بضبط الإضاءة، حان موعد تنفيذ المشهد لكنني لم أكن أعرف المطلوب مني تحديدًا، قمت وسألته، اقترب مني، ارتبكت للحظات لصغر سني، لكنه شرح لي تفاصيل المشهد وقال ضاحكا "أهوه يا مشمش.. سهلة خالص".
ماذا عن التجارب الأخرى في السينما؟
شاركت في فيلمي "الريس عُمر حرب" و"دكان شحاتة" لخالد يوسف، وقمت بأداء دور ظابط في "بدل فاقد" للمخرج أحمد علاء الديب، ووقفت أمام كاميرا المخرج الكبير شريف عرفة في الجزء الأول من فيلم "الجزيرة".
ولمَ كل هذا الغياب في السينما ما بين "شاهين" وتلميذه؟
خطفني المسرح، في أواخر الثمانينيات عملت مع المخرج المسرحي الكبير كرم مطاوع، بدأت معه تجربته في المسرح القومي بـ "إيزيس"، ثم "ليلة حُب شبابية" مع الفنانة القديرة سهير المرشدي، وصار المسرح طريقي، حيث قدمت العديد من المسرحيات على مدار 17 عاما.
ومتى قررت العودة إلى التلفزيون والسينما؟
الفنان في النهاية يحتاج إلى عائد معنوي من عمله، هذا يحدث في المسرح لكن في النهاية الفيديو له رونق خاص ويجعلك أكثر انتشارا، هنا سعيت للتواجد في التلفزيون والسينما، وبدأت بأدوار المشهد الواحد لفترة طويلة.
هل شعرت بالضيق لطول فترة عملك في أدوار المشهد الواحد؟
بالفعل لأن الفنان بداخلي لا يشعر بالإشباع رغم الجهد المبذول في الأدوار الصغيرة، وعدم وجود "القماشة" التي تقدر من خلالها أن تُظهر امكانياتك.. لكنني اعتبرتها تدريب جيد لموهبتي في كيفية أن أُظهر أفضل أداء من مساحة دور صغيرة.
لديك عمل في رمضان الحالي؟
أشارك في مسلسل "حارة اليهود" من إخراج محمد العدل، وأتمنى للعمل التوفيق.
ما خطتك للفترة القادمة بعد نجاحك في الإعلان؟
"سايبها على الله" وتلقيت حتى الآن 3 عروض من شركات إعلانية وأخرى للإنتاج الفني، وفي انتظار عقد لقاء معهم للوقوف على التفاصيل، وأتمنى التوفيق من الله.
فيديو قد يعجبك: