إعلان

"اليزل".. رجل الأغلبية بنكهة مخابراتية "بروفايل"

04:45 م الثلاثاء 05 يناير 2016

اللواء سامح سيف اليزل

كتبت – يسرا سلامة:

اكتمل البرلمان، وتراصت أعضاءه باختيار المعينيين، الاستحقاق الأخير في خارطة طريق السيسي، صعد منه اسم منسق حملة في حب مصر، والخبير الاستراتيجي، الذي أصبح بعد عدة أشهر من كونه ضيفا كخبير أمني في القنوات الفضائية، واحدا من أبرز رجال أبرز البرلمان، كما لم يخف في تصريحات صحفية الإعلان عن طموح الرجل الستيني "أنا بالفعل اخترت أن أكون زعيم الأغلبية".

في البدء كان "الخبير الاستراتيجي" هى صفة اللازمة للواء الذي تخرج من سلاح المدرعات بالكلية الحربية، وقبل أن يقترب اليزل من رأس ائتلاف "دعم الدولة"، والذي عكف على انشاءه عقب ظهور نتيجة الجولة الثانية من البرلمان، احتل الرجل مساحة من الهواء والأثير والكلمات مطبوعة وإلكترونية كرئيس لمركز دراسات الجمهورية للدراسات الأمنية، ومديرا للجمعية المصرية لرجال الأعمال البريطانية، متحدثا عقب عدة وقائع، منها ما يرتبط بالأمن ومنها بالسياسة.

قبل النظام بخطوة، يحتل "اليزل" موقعا لا بأس به في الدفاع عن "كيان الدولة"، ابنها غير الرسمي، خرج - ومازال- بعدة تصريحات بلسان النظام الحاكم، أبرزها تصريحات استبقت تحقيقات لجنة تقصي الحقائق في أحداث ماسبيرو الدامية في 2011، وقت أن دهست مدرعة مصرية عدد من جثث المصريين، وصلت بحسب وزارة الصحة لحوالي 24 قتيل و213 مصاب، صرح اليزل في فيديو على التلفزيون المصري، "وفقا لرواية رآها منتشرة على "الفيسبوك" أن مواطن يرتدي زي مدني كان يقود الدبابة"، ملقيا باللوم على الأقباط بالسماح لـ"مندسين" وسطهم.

الاقتراب من الدوائر الأمنية، جعل في جعبة الضابط السابق خريج سلاح المدرعات بالكلية الحربية كثير من المعلومات، مكنته بأن يكون الطرف المدافع عن الدولة إبان مناظرات تلفزيونية، لم يتوقف على الشأن الداخلي المصري، حيث يملك اليزل عدد من خيوط الدور المصري في قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، مثمنا على دور مصر في تسليم الجندي الذي كان مختطفا من حماس مقابل 1027 أسير من أبناء فلسطين، ليقول اليزل "مصر قامت بالدور كله في عملية شاليط"، معبرا عن الجولات التفاوضية بين الجانبين.

"القوات المسلحة لا تعمل لحساب أحد، هدمنا الشرطة والقضاء والإعلام، هنيجي نهدم في الجيش كمان؟، القوات المسلحة باقية غصب عن الكل، لو خرج الشعب وطالب بنزول القوات المسلحة فلن يرفض، المخابرات العامة لم تجند أي بلطجي واحد في أحداث الثورة".. تلك جملة من تصريحات عديدة خرج بها الخبير الاستراتيجي على الإعلام قبل أحداث 30 يونيو، مدافعا عن دور المؤسسة العسكرية ضد حكم الإخوان، الموقف الذي دفع به لشعبية أكبر في الاستحقاق الأخير لخارطة طريق 30 يونيو.

وفي مارس 2013، تعرض اليزل إلى هجوم من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد معلومات بتملكه الإدارة لشركة جي فور إس للأمن، والتي تقدم خدمة المعدات الأمنية على نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، وفي السجون ومراكز الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وفي حوار لجريدة البديل رد اليزل، والذي يتولى أيضا رئاسة الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، على ذلك بأن الشركة تعمل في 126 دولة منها اسرائيل، وأن عمل فرع الشركة بمصر ينحصر في الفنادق السياحية في بشرم الشيخ، والشركة تدفع الضرائب وتساعد على حل مشكلة البطالة في سيناء، ووفقا لموقع الشركة، فهى تملك ستة أفرع بمصر، واثنين منها في مصر.

يقول اليزل بنفسه، أن له دورا في قضية رأفت الهجان، وأن دوره جسده الفنان محمد وفيق، في دور الظابط عزيز بالمسلسل، والذي قدم الدعم والرعاية للهجان كواحد من ضباط المخابرات المصرية، كان رئيسه وقتها اللواء عبد السلام المحجوب، وأضاف أنه كان ضمن مجموعة أشرفت على تلك العملية، وهو ما أنكره الممثل نبيل الحلفاوي في تغريدات له على تويتر، قائلا إن اليزل زار زوجة الهجان مرة واحدة، ولم يكن وقتها عضوا في تلك العملية.

مواقع رسمية عدة اتخذها اليزل معبرا بلسان حال السياسة المصرية، حيث خدم اليزل بالمخابرات الحربية حتى رتبة مقدم، ثم بعد ذلك في المخابرات العامة حتى رتبة لواء، وبحسب سيرته الذاتية، عمل أيضا كوزير مفوض في السفاره المصرية بانجلترا، واشترك في حرب 1967 وحرب الأستنزاف واشترك في حرب 1973 المجيدة، في 16 ديسمبر 2014، هاجم المرض جسد اليزل، تغيرت ملامحه بانخفاض ملحوظ في الوزن، نفى أن تكون الإصابة سرطان بالدم، وقال اليزل إنها إصابة بالقرحة أهمل في علاجها.

الوجه الصارم الذي تتخذه الدولة تمثل في موقف لليزل، وذلك وقت أحداث باريس نوفمبر 2014، حين علق بمداخلة هاتفية إنه : "كان يجب على الشرطة الفرنسية أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة لتأمين المواطنين والمنشآت العامة"، ثم موقف آخر إبان عاصفة الحزم على اليمن قائلا إنه من المستحيل أن تشارك قوات برية في التحالف، قائلا إن الجيش المصري لن ينزلق إلا هذا.

منذ البزوغ البرلماني، تعرض اليزل أيضا لعدد من الانتقادات، أبرزها ما أعلنته المستشارة تهاني الجبالي، مؤسسة التحالف الجمهورى ضمن قوائم الانتخابات البرلمانية، بأن اليزل تعاون مع جماعة الإخوان ومؤيديهم من أجل حشد أصوات انتخابية لقائمته "في حب مصر"، وهو ما اسمته باختراق للأمن الوطني المصري، واجتماعه مع أحد الشخصيات التي تمول الإخوان بالكويت، وعرضته بمؤتمر صحفي في ثاني أيام انتخابات المرحلة الثانية.

هجوم آخر من عضو مجلس الشعب مرتضى منصور، وذلك بعد تشكيل اليزل لائتلاف دعم الدولة تحت قبة البرلمان، والذي يسعى لتشكيل أغلبية تدعم الدولة تحت البرلمان، حيث قال منصور أن اليزل صورة كربونية من رجل الأعمال أحمد عز، زعيم الحزب الوطني إبان حكم مبارك، وهوجم اليزل من قيادي التيار الشعبي طارق نجيدة هاجم أيضا الائتلاف بأنه "ائتلاف أمن الدولة وليس ائتلاف دعم الدولة"، كما قال مرتضى إنه "ائتلاف هدم الدولة"، كذلك هاجمه ابنه النائب أحمد مرتضى بأنه "ائتلاف اليزل" وليس ائتلاف دعم الدولة.

وقال أيضا مؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس إن ائتلاف "اليزل" ينتهج نفس سياسيات الإخوان وأنصار الشريعة، قائلا لبرنامج يحدث في مصر "أنتظر الآن المرشد العام لائتلاف دعم الدولة"، فيما كشف الناشط السياسي منسق لجنة الشباب السابق بحملة الرئيس السيسي في مقال له بعنوان "شهادة حق في برلمان الرئيس" إن قائمة "في حب مصر" هى وليدة جهاز المخابرات العامة المصرية نشأت لخوض البرلمان، وبدعوة من رئاسة الجمهورية، بحسب قوله، بحضور الظابط السابق بالمخابرات العامة سامح سيف اليزل.

بهدوء لا يليق بحدة العواصف، يواجه اليزل الانتقادات بالصمت أو بتصريحات أقل حدة، حيث رفض رفع دعوى ضد المستشارة تهاني الجبالي، ، واصفا تصريحها "هزار سخيف من تهاني"، وعن مقال عبد العظيم قال إن الائتلاف سيدرس الموضوع وسيعلن عن تفاصيل، فيما قال إن "الأجهزة الأمنية ليست سبة" عن انتقادات بأن ائتلافه تم بالتعاون مع الأمن، وعن "دعم الدولة" داخل البرلمان يقول اليزل اليزل "ماشفناش من ساعة ما الرئيس حكم ان في شئ اتعمل نحتاج نراجعه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان