إعلان

بالصور: "بدرة" يفتش في دمار سوريا عن "حياة"

02:43 م الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

محمد بدرة

كتبت دعاء الفولي:
على أرض دوما السورية، يقف بائع الذرة مبتهجا لرزق اليوم القليل. قريبا منه يجلس رجل على حافة سرير طبي، يقطر فمه دما، عيناه تسترجع مشهد منزله المقصوف من الطائرات المُحلقة.

في مكان آخر من المدينة الحزينة، يلهو صغار بالكرة، يمر عجوز بجانبهم، ثم يبدأ اللعب معهم في مباراة حامية. في دوما يتعاقب الليل والنهار، يفرح الناس أحيانا، ويضربهم الوجع معظم الوقت، لكنهم قرروا المكوث فيها رغم كل شيء، ومعهم  محمد بدرة، مصور الوكالة الأوروبية السوري، الذي التقط تفاصيلا من حيواتهم اليومية، لُيسجلها بقصة "سوريا: أولئك الذين بقوا"، وليحصد بها جائزة CAPA  عن أفضل قصة صحفية مُصورة لذلك العام في فئة المراسل الشاب.

صورة 1

لم يكن مقصد بدرة ذو الست وعشرين عاما حين التقط الصور أن يجمعها بنسق واحد "ولكن كنت بصور أي شيء بيقع قدامي ونسجنا من هاي الأحداث موضوع" حسبما يقول لمصراوي.

صورة 2

كل عام تُعطى جائزة CAPA لأفضل القصص المصورة التي تحتاج شجاعة لالتقاطها. إذ سُميت تبعا للمصور المجري "روبرت كابا"، والذي غطى حروبا عدة ضمنها الحرب العالمية الثانية والصراع العربي الإسرائيلي 1948، حتى قُتل عام 54 بلغم أرضي، فيما يُغطي الحرب الفرنسية في الهند الصينية.. الشجاعة البادية بصور بدرة لم تكن باختياره، فهو يلمس مآسي آل دوما يوميا.

صورة 3

الحرب دفعت بدرة لدخول مجال التصوير. كان طالب في كلية الهندسة قبل أن يصير استكمال الدراسة مستحيلا "بعدها اشتغلت مُسعف مع الهلال الأحمر عام 2012"، التحم الشاب بالواقع بشكل أكبر منذ ذلك الحين، تابع بشغف الصور التي تتحدث عن واقع سوريا، ثم أمسك الكاميرا للمرة الأولى ليُصور أصدقائه المسعفين والأطباء أثناء التعامل مع الجرحى.

صورة 4

بالرغم من صدفة التحاقه بالمجال، غير أن الحرب لم تُساعد بدرة على تطوير مهاراته، بل حاجته لنقل ما يجري بدوما. الوكالة الأوروبية  كانت محطته الثانية عقب "رويترز". مع الوقت صار عليه التعامل مع نقمة الناس على التصوير بجانب الأخطار المحدقة يوميا "فيه كتير لقطات حساسة ومن الصعب ندخل لهاي اللحظات ونصورها. البعض بيحس إننا عم نهينه فبيشتبك معنا".

صورة 5

أكتوبر 2015، كان ميعاد اللبنة الأولى في قصة بدرة. استمر العمل على "أولئك الذين بقوا" حتى فبراير 2016. جميع الصور تم التقاطها داخل دوما حيث يقطن المصور، عدا واحدة اُخذت بحي القابون. 23 صورة رصد فيها الشاب السوري الحياة بريف دمشق، حيث التناقض سيد الموقف، الجد والهزل متجاوران، والموت والحياة يلهوان سويا "عم نتكلم بدوما عن مجتمع كامل يظهر فيه الفرح لما يخف الألم قليلا وبيضل في فرح لأسباب دينية أو أسباب أخرى.. وفيه فرح لأنه الحياة بدها تمشي".

صورة 6

منذ صارت الكاميرا صديقته، آمن ابن دوما أن التصوير  يساهم في زيادة الوعي بما يجري داخل سوريا. لكن ثمة لحظات لم تستطع فيها أصابعه أن تضغط زناد الكاميرا، كتلك المرة حينما كان داخل المستشفى الميداني وسط الجرحى "جلست أبكي خاصة لما شوفت واحد عم يبكي بشكل هستيري أمامي، ما ملكت حالي إني أصور".

صورة 7

ثمة مشاعر مختلطة تراود المصور السوري طوال الوقت. فوجوده مع الذين بقوا يجعله أقرب لما يشعرون به، لكن يُرهق أعصابه في المقابل. أحيانا يريد الابتعاد عن سوريا ثم يُفكر أنه لن يستطيع العودة، وبنفس الوقت فالحصار يأكل من عمره، إذ لا يقدر على العودة لدراسته. وداخل ازدحام أفكاره يتعايش مع وضع مدينته قدر المستطاع.

8

جائزة capa هي الأولى لبدرة، لا يعتبر نفسه مُصورا مُحترفا بعد. حتى أنه قد يفكر في العودة لدراسة الهندسة إذا ما انتهت الحرب، إلا أنه لن يترك التصوير  على كل حال بعد أن صار مبتغاه الأول "ما بظن فيه نهاية للتصوير. عم ضل حاول اتعلمه حتى آخر الحياة ".

للإطلاع على القصة المصورة كاملة: اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان