"ولسة بتجري وتعافر".. 8 قصص نجاح لسيدات مصر
كتبت: يسرا سلامة:
نظمت مؤسسة تيدكس بالقاهرة مؤتمرها الثالث الخاص بالمرأة، أول من أمس الجمعة، بحضور عدد من الشخصيات النسائية، ومن أجل الاستماع إلى قصص نجاح للنساء، ويأتي المؤتمر في هذا العام بعنوان "العبور إلى الضفة الأخرى" في إشارة للتحدي والأمل.
وتديكس منظمة غير ربحية، يهدف إلى تنظيم الأحداث في أي مكان من أجل الاحتفاء بقصص النجاح أو الحكايات المبهرة، والتي تخرج من أصحابها على شكل فيديوهات تنشر بعد الحديث عنها على المسرح أمام عدد من الجمهور.
ياسمين مصطفى، أول المتحدثات شاركت بدورها عن دخول مجال التنمية البشرية، وروت قصتها عن جدها الذي كان دائم التحفيز لها، وتعلمها للصيدلة، لكنها منذ عام واحد فقط قررت اتخاذ القرار وترك المجال، والبدء في عالم التنمية البشرية بشكل منفرد، من خلال الحديث للسيدات في مترو الأنفاق.
وقالت ياسمين لـ"مصراوي" عقب الكلمة إن ما تسعى إلى ايصاله من تجربتها أن الحياة دون مخاطرة لن تصل للذات، مضيفة أن لكل شخص هدف في حياته يستحق أن يبحث عنه المرء، وعن أول حديث للعامة لها في المترو كان عن ثقافة الاختلاف، استقبلها النساء بالترحاب، مشيرة إلى أنها بدأت أيضا منذ سنة بتدشين صفحة "دكان أمل"، والتي تسوق من خلاله فيديوهات عن التفاؤل والأمل.
على كرسي متحرك، دلفت "رشا أرنست" إلى مسرح تيدكس، متحدثة عن إعاقتها بعد بتر قدميها، عقب حادث سقطت فيه في المسافة بين القطار والرصيف منذ 18 عاما، تقول رشا إن الإعاقة في مصر تواجه عدة حواجز، والذي جعلها تقدم كلمتها بعنوان "أطلس الحواجز"، تحكي السيدة أن ذوي الإعاقة الحركية لا يجدون سهولة في المواصلات العامة، وإنها فشلت ذات مرة في الخروج من مترو الانفاق بسبب تعطل الأسانسير، تقول "رفضت وقتها أن أتشال.. لكني عرفت أن المعاق في مصر ثقيل وعبء رغم إنه مليء بالطاقة".
بعد الإعاقة، تعامل السيدة مع عدد من أصحاب الإعاقات، وأسست لمبادرة "كن صديقي"، والتي تهدف إلى نشر ثقافة تسهيل الحياة لأصحاب الإعاقات، وقالت في كلمتها "الواقع صعب، والحياة تستنزف كل ما فينا، فقط الأحلام تبقى في قلوبنا الرغبة في الحياة".
وشاركت شيماء إبراهيم أيضا من دنيا الإعاقة بكلمة في المؤتمر، وتحكي الفتاة الكفيفة عن الصعوبات التي تواجهها منذ الدخول للكلية، مضيفة أن هناك كليات ممنوعة على فاقدي البصر في مصر، نهايًة بالصعوبات في المواصلات العامة.
كما تحدثت رئيس جمعية النهوض بالمرأة إيمان بيبرس، عن تجربة الجمعية في دعم المرأة المعيلة، وكذلك استخراج بطاقات لساقطات القيد، مشيرة إلى تمكين المرأة أهم من إعطائها قروض وأموال، لكن التمكين يساعدهن في خلق فرص لأنفسهن، كما شاركت "مي عبد العظيم" بقصة فراشة في تحدي مرض بنتها بعد الولادة، وكذلك مرضها والنوبات العصبية التي اجتاحتها لفترة.
وقدمت فرقة الفلكلور الشعبي من خريجات الجامعة الأمريكية عرضا مميزا، وقالت سارة سليم مؤسسة الفرقة في عام 2013 إن الفرقة تحافظ على شكل التراث الذي قدمه محمود رضا مؤسس الفلكلور الشعبي، مضيفة إن الحفل في تيدكس أول حفلتهم خارج الجامعة، والفريق الآن مكون من قرابة 20 شخصا من الفتيات والرجال، وقالت "الفلكلور فن عظيم، أحيانا يُنظر إلينا بشكل دون المستوى، في مصر لا يتم تقدينا كفنانين، على الرغم من أن المهرجانات بالخارج تلهث وراء الفنون الشعبية بمصر".
وشهد المؤتمر فقرات فنية أخرى مثل الفقرة الغنائية المقدمة من مريم نوح، بتقديم أغنيتين من التراث المصري "الحلوة دي"، و"طلعت يا محلا نورها"، وكذلك عرضا فنيا من فرقة القاهرة السيمفونية.
كما قدمت الفنانة الشابة أمينة خليل كلمة بعنوان "اسمعي صوتك"، حكت عن بداية دخولها مجال الفن ورفض البعض بسبب سمعة المجال، لكنها وجدت أن ذلك يحدده الممثل ذاته، وفيه سمعت صوتها الداخلي، تماما كما رشح لها الكثير من أصدقائها القيام بعملية تجميل في أنفها، وقبل القيام بها قامت بحادث بسيط واعتبرته رسالة من داخلها "كنت مستعدة أغير من شكلي عشان ارضي الناس و ده كان اول طريق للغلط ".
وأضافت إنها أصرت على الاستماع لصوتها الداخلي حين رفض حبيبها القديم دخولها في مجال الفن، وقالت إنه اتصل بها في رمضان الماضي وهنأها على مسلسل "جراند أوتيل"، وبعدها شعرت بالثقة والتحدي.
وشهد المؤتمر إطلاق دعائي لمؤسسة "ام بي سي الأمل"، والذي يهدف إلى دعم المرأة المصرية، فيما قالت مريم فرج منسق البرنامج إن الهدف هو دعم المشروعات الصغيرة المقدمة من النساء، من خلال مسابقة تسمح كذلك لتدريب السيدات الفائزات على ريادة الأعمال.
"انا اسمي مكتوب؟".. اسم العرض الذي قدمته "ياسمين الشاذلي"، أستاذ علم المصريات، حيث قالت إن المصري القديم كان يرى أن الكتابة أفضل من البناء ومن القبور، ومن القصور، لأن الكتابة تعني الخلود.
وأضافت ياسمين إن بحثها في منطقة "دير المدينة"، كشف عن حياة المصري القديم في مرحلة الفراعنة، وتحدثت عن وجود نقوش ورسومات فرعونية تسخر من القادة الديكتاتوريين في العمل، مضيفة أن الإنسان المصري الحديث يميل إلى الاستمرار بالكتابة حتى لو على "فيسبوك".
وروت نيللي الزيات العاملة بمجال الإرشاد التعليمي في كلمتها "أذكى أخوتها" إن تربية الطفل يجب أن تحفز لديه جميع أنواع الذكاء، مضيفة إنه لا يوجد شخص غبي، لكن هناك أنواع مختلفة من الذكاء مثل البصري، المنطقي، الحسابي، اللغوي، الاجتماعي، الطبيعي، وكذلك الحركي.
وأثر الحديث في عدد من المشاركات، وقالت أميرة البديوي التي حضرت من المنوفية إن المؤتمر لم يكن مشجعا في أول الامر لكنها انبهرت بعد ذلك بقصص النجاح، فيما قالت مروة عبد الغفار، 28 عاما من القاهرة إن تجربة تيدكس ناجحة لكن فقط لمن تخطوا المصاعب في حياتهم، وليس لمحبي الظهور، وترى إسراء محمود إن حديث تيدكس مصدرا للإلهام لها، مضيفة إنها شاركت بترجمة بعض من الفيديوهات الأجنبية للعربية، ومستعدة للتطوع معهم.
فيديو قد يعجبك: