75 سنة.. "الأهرام" شاهد على توحيد صف الصحفيين ودعوات الانقسام
كتبت- رنا الجميعي:
داخل قاعة محمد حسنين هيكل، بمبنى الأهرام الرئيسي، أقيم مؤتمر "تصحيح المسار"، المؤتمر الذي جاء على خلفية أزمة النقابة الأخيرة، بسبب اقتحام وزارة الداخلية لمبنى النقابة، الأحد الماضي، الجريدة العريقة التي ظهرت وقتما لم يكن هناك صوت للمصريين، حيث خلت ساحة الصحف إلا من "الوقائع المصرية"، المعروفة بنشرها للقوانين، وجاءت دعوتها الأولى لتأسيس النقابة، بينما تقيم الأهرام مؤتمرًا يدعوا لإسقاط مجلس النقابة الحالي.
عقب حادث الاقتحام، يوم الأربعاء الماضي، جاءت قرارات اجتماع الجمعية العمومية بالنقابة، لتصدر 18 قرار، على رأسها؛ اعتذار الرئاسة، وإقالة وزير الداخلية، بعدها ظهرت جبهة تصحيح المسار، بصفحة لها على الفيس بوك، غير أنها أغلقت بعد ذلك، وجاءت تصريحات أحد مسئوليها، "أحمد ناجي قمحة"، برغبة الجبهة في سحب الثقة من مجلس النقابة الحالي، لأنه لم يعد يهتم بالعمل النقابي المهني والخدمي، وأعطى الفرصة لاستغلال سلم النقابة في هتافات ضد الدولة.
تعتبر الأهرام أول جريدة دعت إلى إنشاء نقابة الصحفيين لتوحيد صفوفهم، ففي عام 1891، طالبت الصحيفة من خلال مقالات مؤسسها بتأسيس نقابة للصحفيين، الدعوات التي امتدت بعد ذلك إلى "داود بركات"، رئيس تحريرها قبل الحرب العالمية الأولى مع عدد من أساتذة المهنة، بإنشاء النقابة، غير أن السعي استمر حتى عام 1941 بإصدار مرسوم ملكي للتأسيس.
حينها تم تعيين أول مجلس لنقابة الصحفيين مكون من اثنى عشر عضو، وفي ذلك الوقت الذي لم يُبنى فيه بعد مقر نقابي، تم عقد اجتماعات النقابة بدور الصحف، كان على رأسها جريدة الأهرام.
20 نقيب مروا بالجماعة الصحفية منذ تأسيس النقابة، مرّ عدد كبير منهم بالعمل في جريدة الأهرام، وفيما اتخذت النقابة برئاسة يحي القلاش، خلال اجتماع الجمعية العمومية، الأربعاء الماضي، 18 قرار من بينهم اعتذار الرئاسة، وإقالة وزير الداخلية، جاءت الأهرام في عدد الخميس، بـتقارير تصف "فشل الجمعية العمومية"، و"شروخ في جدار الجماعة الصحفية"، واليوم استضافت الجريدة، مؤتمر تصحيح المسار، الذي تصدّر المشهد فيه "مكرم محمد أحمد"، نقيب الصحفيين الأسبق، وطالب باستقالة الخمس أعضاء الحاضرين من مجلس النقابة؛ محمد شبانة، خالد الميري، حاتم زكريا، إبراهيم أبو كيلة، علاء ثابت.
جاءت جريدة الأهرام في افتتاحيتها، يوم الثلاثاء الماضي، "اقتحام بيت الصحفيين"، وصفت فيه اقتحام الداخلية أنه "تصرف مشين"، كما أنه عمل غير مسبوق وغير مقبول على مستوى زملاء المهنة، كما رفضت المحاولات لتكميم الأفواه وكبت الحريات، وذكرت أن الخطوة المتوقعة هي إقالة وزير الداخلية.
140 عام هو عمر جريدة الأهرام، التي أنشأها الأخوان "تقلا"، بمدينة الإسكندرية، بدأ سليم تقلا في إصدار الموافقة على تأسيسها، وتسلمها في 27 ديسمبر 1875، ولبدء إعدادها قاما الأخوان بعمل دعاية للجريدة، قال فيها سليم تقلا "إن الجرائد أنشأت في جميع بلاد الجنس المتمدن وتسابق أهلوها على إحرازها والانتفاع بها، فالصحافة هي لسان الأمم وملاذ الجماعات"، وصدرت أول نسخة في 5 أغسطس، عام 1876.
مرّت الجماعة الصحفية بمعركة كبيرة في 27 مايو 1995 تم تمرير قانون 93 لسنة 1995، الذي تضمن تغليظ العقوبات في جرائم النشر، وألغى ضمانة عدم الحبس الاحتياطي للصحفيين، وفي 10 يونيو تم عقد جمعية عمومية للاحتجاج على القانون، وهو ما صار "يوم الصحفي" فيما بعد، ومن بين الصحف التي هاجمت القانون "الأهرام"، وقتها كان إبراهيم نافع هو رئيس التحرير ونقيب الصحفيين، ونشرت الجريدة خبر عن رد فعل الجماعة الصحفية على ثمانية أعمدة بعناوين بارزة "جموع الصحفيين ترفض التعديلات الجديدة"، يصاحبها صورة كبيرة على أربعة أعمدة تبين الغضب العارم على وجوه الجموع.
وهاجمت القانون عبر كُتاب مثل "محمود معوض"، حيث كتب في مقال بعنوان "اللهم لا ازدراء": من بين العبارات التي أعادها القانون للحياة، رغم أنها كانت على وشك الاندثار من قاموسنا السياسي، في ظل تزايد المد الديمقراطي لحرية التعبير هي؛ تكدير السلم العام، إثارة الفزع بين الناس، ازدراء مؤسسات الدولة والقائمين عليها"، كما نشرت مقالات أخرى بعناوين مثل "ديمقراطية المباغتة، حتى لا تصبح حرية الصحافة نكتة، عقاب الصحافة"، امتدت المواجهة لأكثر من عام حتى إلغاء الحبس الاحتياطي أولا ثم الغاء مواد الازدراء كمقدمة انتهت إلى إلغاء الحبس في قضايا النشر.
فيديو قد يعجبك: