مرتان تهدد حلم "زويل" بالضياع.. الثانية بسبب "علماء نوبل"
كتب- محمد مهدي:
عندما حل الدكتور أحمد زويل، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء عن عمر ناهز 70 عاما، بأرض الولايات المتحدة، في أواخر ستينيات القرن الماضي، لم يكن يحلم بالكثير، فقط الحصول على درجة علمية جيدة ليعود أدراجه، غير أنه مع الوقت رأى أن الطريق هناك يحتمل أحلام أكبر، وأن موهبته وطاقته قادرة على إحداث منجز يسع العالم، لكن كاد هذا الطموح أن ينتهي ويتعرض للضياع، عندما فكّر زويل في الانسحاب من تلك الحياة والرجوع إلى مصر. قبل أن يُعيد التفكير ويبقى ليُحقق إنجازات كبيرة أبرزها الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.
صعوبة العيش
في جيب معطفه، حملّ زويل نحو 60 دولار، هو كل ما يملكه في بلاد العم سام، في عام 1969، أثناء البحث عن مسكن يعيش فيه خلال فترة الدراسة بجامعة بنسلفانيا، قبل أن يحصل على 300 دولار منها كمرتب عن أول شهر، ساعدته على الحصول سريعًا على منزل بسيط مع زملائه، اعتقد في بداية الأمر أنه "هم انزاح" عن عاتقه، لكن سرعان ما وجده عائقا لاستكمال عمله بهدوء. "حياة صعبة، المكان مكنش كويس، والجو كان قاسي، كنا بنطلع البالطو والبدل نتغطى بيها" كما قال العالم الراحل خلال إحدى اللقاءات التلفزيونية.
لم يطق العالم الشاب صبرا، شعر أنه لا يقدر على العيش في تلك الأجواء، حاول التأقلم لكنه لم ينجح، راودته فِكرة العودة إلى القاهرة من جديد، كانت طي التنفيذ في أي لحظة، لكنه عدل عنها بعد تفكير طويل. "لما بتقعد وتفكر كويس وتشغل عقلك الموضوع بيختلف"، هكذا قال.
علماء نوبل
بعد مرور نحو 7 سنوات، انتقل زويل إلى معهد "كالتك"، للعمل كمساعد أستاذ. لم تمضِ أيام حتى علم أن الجامعة تحتضن بين جنباتها 5 علماء حاصلين على جائزة نوبل، هلع تملكه، خوف من عدم قدرته على مجاراتهم، وأن يمضي الوقت دون أن يقدم ما يوازي منجزاتهم العلمية. "قولت هما 5 نوبل. أنت روحت فين يا أبوحميد. أحسن أجهز السفر وأرجع البلاد سالما"، يذكرها العالم الكبير ضاحكًا بعد تكريم الجامعة ذاتها له بعد مرور 40 عاما على عمله بها، مضيفا أنه اختار في النهاية طريق العلم وعدم الانسحاب "ومندمتش على اختياري أني أكمل".
فيديو قد يعجبك: