إعلان

عمرو سليم: "الرسمة" طفل لا يجامل.. وكاريكاتير السلطة "ملوش طعم"

01:40 م الأربعاء 31 أغسطس 2016

حوار - نسمة فرج:
تصوير – محمود بكار:
في الصباح الباكر يبدا عمله في البحث عن فكرة جديدة يقدمها لقراء جريدة المصري اليوم. عبر تصفحه للمواقع العربية والعالمية والجرائد يجد فكرة ويجرب مرارا وتكررا حتى يصل إلى الرسمة الأخيرة.

عمرو سليم، رسام الكاريكاتير الذي أطلق عليه البعض "عدو الإسلاميين" وذلك بسبب رسوماته ضد جماعة الإخوان المسلمين، تحدث لمصراوي عن وضع رسامي الكاريكاتير الذين اعتبرهم "أكثر حظا من غيرهم لان كل يوم أحداث جديدة في المجتمع سواء إجتماعية أو سياسية"... وإلى نص الحوار:

متى اكتشفت موهبتك في الرسم؟
برسم منذ صغري، وكانت البداية مع سبورة وطباشير أهداهم لي عمي الفنان التشكيلي أحمد فؤاد سليم، وبدأ يمسك بالطباشير ويرسم عربية ودخان وبدت لي وكأنها عربة بالفعل تسير، ومن وقتها بدأت الرسم.

صرحت بأن رؤية صلاح جاهين في المنام كانت نبؤة لك.. كيف أثرت في حياتك؟
مع بداية عملي في جريدة روز اليوسف، مثل أي شاب في مقتبل حياته معتقد أن رسوماته عظيمة وسوف تنال رضا الجميع، إلا ان طٌلب مني النزول إلى الأرشيف حتى أرى ما فعله جيل العظماء من رسامي الكاريكاتير في روز اليوسف، وبالفعل حددت وقت معين لنزول الأرشيف والاطلاع على رسومات الكاريكاتير والعمل، وأثناء الاطلاع انبهرت بما فعله جيل الستينيات في الكاريكاتير وخاصة الرسام حجازي وصلاح جاهين وبدأت أتأثر بهم وبدأت رسوماتي تشبه رسومات جاهين والناس رأت فّي صلاح جاهين الجديد.

والحلم باختصار: أننا في مكان ما أشبه بالبدروم تحت الأرض وفجاءة يظهر لي صلاح جاهين ويرسم موج ومركبة وأعطني القلم وحاولت أرسم أكثر من مرة وأدار وجهه عني لأننا فشلت في رسمها وفي المرة الأخيرة فعلتها واحتضني وبعد ذلك جاءني في المنام يملي توصيات لتحسين رسومات.

في رأيك هل الكاريكاتير مجرد نكتة أما تعرية للمجتمع وسلبياته؟
الكاريكاتير رأي وفن من فنون الصحافة. رأي يُلخص الحقيقة ويظهرها على طبيعتها بدون مكياج أو رتوش. دائماً أُشبه الكاريكاتير بالطفل فهو لا يجامل "بيحط الحقيقة في وشنا"، وهذه خطورة الكاريكاتي.ر لابد أن يكون سريع وواضح وصريح لو الكاريكاتير فقد قدرته على الإدهاش سواء على مستوى الفكرة أو الجراءة "يكون خايب".

وهل يمكن أن يتجاوز نطاق السخرية السوداء ويكون جزءاً من الحل؟
دور الكاريكاتير ليس حل المشكلة، ولكن إيضاحها، ومن الممكن الاستشراف بالمستقبل والتنبؤ وحدث معي ذلك بعد انتهاء حكم الإخوان رسمت كاريكاتير يوضح أن الجيش سيعود ويحكم من جديد.

في رأيك.. هل هناك أزمة كاريكاتير في مصر؟
ليس هناك أزمة في الكاريكاتير. عندما تابعت تاريخ الكاريكاتير وجدت أن ظهور رسام كاريكاتير واحد كل ثلاث أو أربع سنوات شيء عظيم، وفي الوقت الحالي يوجد 9 رسامين كاريكاتير موهوبين وبالفعل أحدثوا طفرة، ونتمنى أن يزيد عددهم ويظهر رسام كاريكاتير ولكن هذا أمر طبيعي لأنه الكاريكاتير يعتمد على الموهوبة وطبيعة الشخصية ذاتها.

كيف تري حرية الكاريكاتير الآن؟
بالنسبة لي، لم أتعرض لتتضيق أو الحد من حريتي بمقارنة بما حدث في العهود السابقة - مبارك والمجلس العسكري ومحمد مرسي. ففي عهد مبارك تم رفع دعوى قضائية ضدي بتهمة إهانة الرئيس، وفي عهد مرسي رُفعت قضايا ضدي بتهمة ازدارء الأديان، وهذا هو الفرق بين حكم مبارك والإخوان، أثناء حكم مبارك ووصلت حدود السخرية لرسم مبارك وأبنائه ولم أتعرض لتهديد على حياتي وكنت تحت مسمي "معارض"، ولكن في حكم الإخوان تعرضت لتهديد وحرق مقر الشروق وكنت "كافر"، ففي النهاية رسام الكاريكاتير هو من يضع حدود لحريته وليس النظام.

هناك أقلام توصف إنها تابعة للسٌلطة أو مصورين فهل هناك "كاريكاتير" سُلطة؟
بالطبع هناك كاريكاتير سُلطة ولكن"مالوش طعم" وأيام حكم مبارك كان هناك رسامين كاريكاتير للسٌلطة.

كيف يتعامل رسام الكاريكاتير في فترات الاستقطاب؟
في هذه الأوقات لابد من الحذر والرسم ما يمليه علي ضميري وحسب رؤيتي حتى لو كنت مخطئ ولكنها تظل رؤيتي طالما لم انحاز لأي طرف من الأطراف، ومن الخطأ أن يرسم فنان الكاريكاتير ما يقوله الشارع، فالشارع أحيانا مخطئ ولابد أن يتبع روايته حتي لو لم تتفق مع الجموع ومن المفترض أن يرسم ما يراه حق.

هل قمت برعاية مواهب جديدة من رسامين الكاريكاتير؟
في تجربتي مع جريدة الدستور وأثناء رئاستي لقسم الكاريكاتير، بحثت عن رسامين للكاريكاتير جدد وبالفعل ظهر في هذا القسم الرسامين هشام رحمة ودعاء العدل وانديل ومخلوف وأنور وهذا ما حدث مع جريدة الشروق بدأنا القسم، وبها 13 رسام كاريكاتير جدد، وأقمنا معرضا في 2013 في أتلتيه القاهرة وعرضنا رسومات الكاريكاتير ضد جماعة الإخوان.

هل تراجع الكاريكاتير الاجتماعي بسبب الأحداث السياسية؟
لم يتراجع الكاريكاتير الاجتماعي ولكن الصحف والمجلات التي تتقدم هذا النوع من الكاريكاتير "مش بيتشاف" أو يقدم بموارد ضعيفة في حين الصحف الخاصة التي تقدم الكاريكاتير تتفوق عليهم في المواهب وجرأة الطرح.

هل تدخل "الورقة" أو "كوميكس" وسائل التواصل الاجتماعي ضمن نماذج الكاريكاتير؟
تعتبر من فن من فنون الكاريكاتير، حتى لو هناك ملاحظات على الفكرة نفسها ولكنها هي فن من فنون الكاريكاتير.

كانت لك تجربة مع بلال فضل باسم المعصرة.. هل ستعود مرة أخرى؟
وكانت لنا تجريه سابقة في جريدة الدستور، كنت أتمنى استمرار التجربة، بلال فاضل كاتب معجون بالسخرية، وإلى الآن لم أجد كاتب مثله يستكمل التجربة معي.

هل أنت مع تدريس الكاريكاتير؟
نعم ولابد على المقبل على تعلم الكاريكاتير أن يعرف في البداية أساسيات الرسم وأن طبيعية رسام الكاريكاتير مختلفة.

متي يقرر رسام الكاريكاتير التوقف؟
من الصعب لرسام الكاريكاتير أن يتوقف، لأن الرسام الحقيقي يظل يرسم إلى النهاية وكان الرسام بهجت عثمان دائما يردد لي "مش هبطل أرسم لحد ما أموت" وبالفعل أثناء الجلطة التي أدت إلى وفاته كان ممسكا بالقلم، ولكن على الرسام أن يتوقف إذا كان نصف موهوب ونصف موظف ويحاول تقليل من معنويات الأخرين ودفن مواهبهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان