عرب 48.. رحلة البحث عن وطن تبدأ بالدعوة ليوم عالمي
كتبت – يسرا سلامة:
في العام الماضي، قررت "لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل" تدشين 30 يناير، كيوم عالمي للتضامن مع فلسطيني 48، أو عرب 48، وذلك بعد قمع إسرائيل احتجاجات لعرب 48 في العام قبل الماضي. وفيما تتواصل حياة قرابة مليون ونصف فلسطيني داخل حدود إسرائيل، تحدث مصراوي مع أحد سكان منطقة النقب، حسين العبرة، راصدا أثر ذاك اليوم على حياته بفلسطين.
"نحن صمدنا بوطننا ورفضنا ترك فلسطين لأكثر من 48 عاما"، يذكرها العبرة، والذي ولد قبل نكبة 1948 بعام واحد. يؤمن العبرة أن وجود الفلسطينيين داخل الحدود القديمة لا ينتقص من عروبته، ويحتاج إلى التضامن كذلك من أجل ما يلاقيه من اضطهاد.
والفلسطينيون داخل الخط الاخضر أو من يعرفوا بفلسطيني 48، أو عرب 48، هم الذين تشبثوا بأراضيهم عقب النكبة، عندما دمر الاحتلال منازلهم، وصادر أراضيهم، ومع ذلك حافظوا على هويتهم العربية وانتماءاتهم الدينية، في مواجهة ما يحاوله الاحتلال من طمس تلك الهوية، ويعيش نصفهم في شمال فلسطين المحتلة، ويتوزع الباقون في حيفا والنقب والوسط، وفقا لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال.
لا تسمح دولة الاحتلال كما يقول العبرة بوجود أي نشاط من أجل الإعلان عن هذا التضامن، مضيفا أن فلسطينيي 48 هم مواطنون إسرائيليون بالأساس، لكن ذلك لا يؤثر على العبرة موضحا أن "إسرائيل هي جزء من أرض فلسطين، اُحتلت في عام 1948".
يرى العبرة أن بقاء أكثر من مليون شخص عربي داخل الحدود القديمة انتصار، رغم المضايقات الإسرائيلية، التي تصل إلى هدم المنازل وترك الأطفال بدون مأوى، بادعاء أن تتلك المنازل دون ترخيص، مضيفا "سلطة الاحتلال تمنع عنا الماء والكهرباء.. يصادرون الأرض، لكن ذلك لن يزعزع من إيماننا".
ويوضح محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل، أن الفلسطينيين يحاولون تنظيم نشاطات في مختلف دول العالم للتعريف بقضية عرب الداخل، متابعا وفقا لبيانه المنشور على الصفحة الرسمية للجنة عبر "فيسبوك"، أن التركيز في قضيتهم ينصب على نقطتين هما الأرض والمسكن وهدم البيوت، وكذلك موضوع الإسهاب الإسرائيلي في التشريعات العنصرية.
وشكل الفلسطينيون في الداخل خط دفاع مهم عن القضية الفلسطينية في وجه الاحتلال، وذلك جنبا إلى جنب مع أشقائهم في غزة والضفة الغربية، وتصدروا مشهد الدفاع عن الأقصى في وجه المستوطنين، وقدموا مئات الشهداء في عدة معارك، أبرزها شهداء يوم الأرض في السبعينيات، وشهداء هبة القدس والاقصى في عام 2000.
حصل المواطنون الفلسطينيون داخل حدود 48 على الجنسية الإسرائيلية في 14 يوليو 1952، بعدما أقر بذلك الكنيست الإسرائيلي، بما يسهل لهم الانتقال والسفر، بعكس المواطنين الفلسطينيين المحليين.
يجد العبرة أن مضايقات الاحتلال لا تتوقف حتى مع وجود الجنسية الإسرائيلية لعرب الداخل، حيث يشكو من اقتحامات متكررة لمنازل فلسطيني الداخل، آخرهم أحد المنازل بالجوار في قرية "أم الحيران"، إذ يطرد الجنود العرب، ويبنون مكانه منزلا لليهود، على حد قوله. ويستقبل العبرة تلك الاخبار بمزيد من الأسى، معتقدا أن ذلك يزيد من نكبات الفلسطينيين.
في مثل تلك الأيام، لا يتمنى الرجل السبعيني سوى الأفضل للأجيال القادمة. لم يقر يوم "عرب 48" بشكل رسمي بعد، فيما لا يتوقف العبرة عن الحلم بما يراه حلا للقضية الفلسطينية "زعيم عربي يعيد فكرة القومية والعروبة لأبناء العرب.. بعد ما مات الزعيم العربي جمال عبد الناصر ما في قومية ولا أمة عربية". يجد الرجل أن أبناء فلسطين اتخذوا كل الطرق للحل، فحتى من هم داخل الحدود لهم ممثلون بالكنيست الإسرائيلي، وعدد من الأحزاب الممثلة لفلسطيني 48 والتي تحاول نقل مطالبهم ولكن دون جدوى.
فيديو قد يعجبك: