"مُسلم" فقد 5 أفراد من أسرته.. "مفيش بيت ممتلوش حد"

كتب- محمد مهدي:

صباح أمس الجمعة، كان "محمد مُسلم" يستعد إلى الذهاب للصلاة في مسجد الروضة، غير أنه لم يتمكن من اللحاق بباقي أفراد عائلته بعد تأخره في مشوار عمل، قبل أن يتلقى اتصالات بوقوع مذبحة في المسجد "عرفت إن 5 من عيلتي ماتوا بينهم طفل عنده 10 سنين" قالها بأسى.

كانت العملية الإرهابية التي وقعت في مسجد الروضة، أسفرت عن استشهاد 305 شخصًا وإصابة 128-بحسب بيان النائب العام- من بينهم 27 طفلا.

اضطر "مُسلم" لصلاة الجُمعة في مسجد آخر، أنقذه ذلك من التواجد في مكان الحادث، لكن ذلك لم يمنع الألم من النفاد إلى قَلبه "مش بس أهلي اللي ماتوا، ناس كتير من جيراني"، هرول إلى المسجد فور سماعه الأخبار الحزينة ولم يجد سوى الموت والدماء.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي حالة الحداد بالدولة لمدة 3 أيام واعدًا أهالي الضحايا بسرعة القصاص.

ليلة سيئة قضاها "مُسلم" هو ومن تبقى في القرية على قيد الحياة، دفنوا موتاهم في مقابر جماعية، وسط تشديدات أمنية، القرية باتت خالية من الرجال بعد أن فقدت أعداد كبيرة منهم خلال الكارثة "مفيش بيت بيت ممتلوش حد.. يمكن 1% بس اللي عيلتهم كاملة".

-ووفق بيان النائب العام- فإن العناصر الإرهابية حضرت في 5 سيارات دفع رباعي، وحاصرت كافة مداخل ومخارج المسجد وأطلقوا النيران من البوابات على المُصلين.

يتذكر "مُسلم" أفراد أسرته الذين انتقلوا إلى مثواهم الأخير بينما يعتصره الحزن، يتخيل لو كان متواجدًا معهم داخل المسجد "مفيش مشكلة لو موت وأنا بصلي"، بينما يتمنى أن تقف الدولة بجوار الضحايا من أجل إنقاذهم من مستقبل مجهول "فيه عيال كتير اتيتمت، والدولة لازم ترعاهم".