الرسم على الموت.. فنان سوري يحوّل القذائف لقطع فنية
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت- شروق غنيم:
بينما تنهمر قذائف الهاون عام 2014، فوق رؤوس أهالي مدينة دوما السورية لتُفخخ كل ما يُقابلها، سقطت إحداها دون أن تنفجر. كان أكرم أبو الفوز حينها، لازال يحتفظ بموهبة حباه الله إياها منذ صغره، الرسم.
التقط قذيفة الهاون غير المُنفجرة، بدأ في تنظيفها، إفراغ ما بها من مواد من خلال مُتخصص، ثم شرع في تغيير معالمها بالرسم عليها، بدت قطعة فنيّة تُمحي آثار الحرب، فاختمرت في عقله فكرة "الرسم على الموت". وبنهاية عام 2016، قرر الاحتفال بنهاية العام ونّفذ نموذجًا مُغايرًا لشجرة كريسماس، بفوارغ الرصاص والقذائف.
تنوعت مُخلفات الحروب التي يستخدمها أبو الفوز، -يختار غير المتضرر منها بالانفجار، والتي لا تؤذي اليدين، من قذائف الدبابات والمدفعية- بقايا صواريخ طيران الميغ، الصواريخ العنقودية والقنابل العنقودية، "النظام السوري يرسل لنا كل ذلك من خلال قصفه للمدنيين" يقول لمصراوي.
اعتبر أبو الفوز أن أعماله تهدف في الأصل إلى قتل الخوف في قلوب وعيون أطفاله، وتغيير نظرتهم وخوفهم إزاء تلك القذائف، فيما أصبح منزله كمتحف يشهد على فظائع الحرب، ويؤكد أن السوريين "شعب يعشق الحياة ولسنا إرهابيون كما يروج النظام السوري وأتباعه، فضلًا عن أن ثورتنا للفكر والحرية".
لم تغب المناسبات العالمية عن فّن أبو الفوز، في يوم الطفل العالمي، رسم بألوان حيوية على قذيفة تُشبه أنبوب حليب الأطفال، أطفال تلهو بالبالونات، فيما تحرسهم أشعة الشمس في الخلفية، فيما رسم لوحة بالفحم صورة لكمامة الكيماوي، وذلك في ذكرى مجزرة الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها ١٦٠٠ شهيدًا.
وفي رمضان لعام 2015، صنع فانوس من قذيفة هاون، وفي عيد الأضحى من العام ذاته، أنجز مُجسمًا لمسجد. أحيانًا يتوقف صاحب الـ37 عامًا عن صنع أي نموذج، لصعوبة الحصول على مواد الرسم بسبب الحصار المفروض على دوما منذ أكثر من أربع سنوات، وفي أحيان أخرى بسبب غلاء ثمنها.
يستخدم أبو الفوز للرسم على الفوارغ مادة شبيهة بمادة السيليكون، موجودة في عصارات وبمجرد خروجها للهواء تتصلب وتصبح مطاطية، فيما يختلف الوقت المستغرق لإنجاز كل نموذج وفقًا لحجم الجسم المرسوم، بعضهم يحتاج ساعة، وآخر شهرًا كاملًا.
اندهشت بعض الدول العربية والأوروبية من فَّن أبو الفوز، فدعته إلى معارض عدة للاحتفاء بما صنعه؛ في قطرـ واشنطن، ألمانيا، السويد وفرنسا، لكن حال الحصار دون تواجده، فأرسل صورًا من أعماله لمُنظمي المعرض، ليتم طباعتها وعرضها بالخارج.
لا ينتاب أبو الفوز القلق خلال تجميعه للفوارغ، ولم يمنعه الخوف منذ بداية مشروعه عن جمعها" أتعرض للموت شبه يوميًا، وبأي ساعة بسبب قصف النظام المتواصل علينا وليس بجمع مخلفات الحرب".
فيديو قد يعجبك: